كثير من الأمور ، ما تزال تسيطر على مفردات أيامنا وما تتضمنه من كلف مادية وتطورات حياتية بالرغم من الكثير من سلبياتها ، وما نزال نصر عليها بكثير من العناد ..!!
فمثلا ً ، نحن نعرف تماما ان الكثير من الدول تلجأ في حالات خاصة تمر فيها الى توزيع المواد التموينية والأساسية بالبطاقات ، والغاية هي تحديد الحصص وترشيد المادة والحفاظ عليها من الهدر وايصالها الى المواطن العادي في الظروف الصعبة بسعر مخفض للمساعدة على تجاوز آثار الأزمة عليه ما أمكن ..وهذه الظروف تحدث غالبا في الحروب العسكرية والاقتصادية ذلك ان الوضع الاقتصادي سيكون صعبا على المواطن وخاصة الشريحة الأقل دخلاً وهي الأوسع بشكل عام .
ولكن ، هل ثمة ضرورة للاستمرار بهذا النظام في فترة الانتعاش الاقتصادي . نحن بقينا على نظام البطاقات حتى عندما لم يبق علينا ديون ولو دولاراً واحداً ، فلماذا أصرينا على ابقاء هذا الدعم ؟
ان الحكومة كثيرا ما تشتكي من انها تتكلف لقاء الدعم مئات المليارات ، فلماذا تصر على فعل ذلك حتى عندما كنا في بحبوحة عيش ؟ ترى لو فكرنا ان نوزع هذه المليارات على المواطنين ، ومكناهم من شراء المادة بسعرها الحقيقي اما كان أفضل ؟ ألا تتوفر عندها المادة بشكل دائم وتكون خارج لعبة السوق والضمائر المريضة ؟ قد يقول قائل ، هذا يفيد الموظف فما هو حال سواه ؟ في هذا الصدد نقول : ان المواطن عندنا اما موظف او اعمال حرة او انه لا يعمل . اما الذي لا يعمل فذ نبه على جنبه ، واما الأعمال الحرة فإن ذلك سينعكس على أجره فيما يعمل ، فإين المشكلة ؟ أليس الاصرار على الدعم يتسبب أحيانا في نشوء سوق سوداء ونشوء طبقة من الانتهازيين وأصحاب الضمائر المريضة وما أكثرهم ..!
فمثلا ، عندما قررت الحكومة رفع سعر المازوت من سبع ليرات الى خمس وعشرين ، لم ترفعه مباشرة بل بعد أسبوع !! وقد سرت اشاعات كثيرة بأن ثمة مسؤولين وتجار متعاونين معهم خزنوا ملايين الليترات وباعوها بعد رفع السعر فجنوا الملايين ، وللأسف ..!
برأيي فإن توزيع المواد الرئيسية والهامة من خلال البطاقات امر جيد في الأوقات الصعبة ولكنها غير مناسبة في الأوقات التي نكون فيها في بحبوحة ، على الأقل لا تبقى ثمة سوق سوداء ولا فرصة ليمارس اصحاب الضمائر المريضة هوايتهم في جني المال الحرام وعلى حساب المواطن بالدرجة الأولى ..! ولا بد من الغاء هذه البطاقات في زمن ما ، ولكن ليس في هذه الأيام حتما ً !!
أمر آخر اود الاشارة اليه وهو قيام الحكومة بتقديم الساعة او تأخيرها مرتين في العام ليتناسب مع ما يسمى التوقيت الصيفي والشتوي ..انني أتساءل ، كيف نبرر لأنفسنا اللعب بالوقت، وهل حقاً لا توجد طريقة أخرى للسيطرة على النشاط الانساني لما يتناسب مع قوانين الطبيعة؟ ببساطة شديدة يمكن السيطرة على ساعات بدء العمل من خلال توقيت شتوي وآخر صيفي دون تقديم الساعة او تأخيرها واللعب بها . وكثير من الدول لم تعد تقدم او تؤخرساعاتها والحياة فيها أكثر من طبيعية !! اما ان نهرع منتصف الليل الى ملايين الساعات فنقدم او نؤخر ونلعب ببراغيها وعقاربها وهذه طق برغيها وأخرى فاتت عقاربها في الحائط .. فلم كل هذا العناء ، لست أدري ؟!
ان مسألة التقديم والتأخير والبونات صارت وكأنها قانون الهي وعرفا ازليا لا يجوز اهماله او تجاوزه ، وهنا الغرابة فعـــلا ً !!!
وثمة قضايا أخرى وملاحظات كثيرة سنأتي على ذكرها لا حقـــا ً ..فهـــل من مجيـب ؟