لم يتعب ابو فارط نفسه في الصباح الباكر بعد ان انتهى من صلاته في جر دابته (ابوصابر) لان عدة سنوات مرت وابوصابر يعرف البرنامج اليومي فآلام المفاصل التي يعاني منها ابو فارط تدفعه لان يحث عن  طريقة يتسلق بها فوق سلسال حجري بصعوبه ليركب ظهر

 ابوصابر مثل السباحه وبعدها يحاول تعديل قامته قدر المستطاع مع بقاء الانحناءة التي لا ينفع معها علاج وهي التي تعكس مرور  سبعة عقود مضت وانقضت في اعمال الزراعه ولا ينفع معها علاج العطار الذي لن يتمكن من اصلاح ما افسده الدهر

 وفي منتصف الطريق الى البستان التي يعرفها ابوصابر ربما اكثر من ابو فارط نفسه تذكر ابو فارط  انه نسي اللاب توب في البيت وهنا توقف ابو صابر بناءا على اشارة خفيفه من ابو فارط حتى يسحب الموبايل من الخرج (مخزن الاغراض من الخيش  على ظهر ابوصابر) ويتناول النظارة من جيبه حتى يستطيع رؤية الاسماء المخزنه في الهاتف ويتصل بابنه فارط  الذي لم يرد على والده مباشرة لانه غارق في احلامه  حيث انه يرافق والدته الى البستان بعد انتهاءها من اعمال البيت وتجهيز الخبز الساخن ولم يحتمل ابو فارط اهمال ابنه في الرد على الهاتف وانفتح بالصراخ في وجهه (ليش ما بترد يا ابن الكلب انت لازم تصحى بكير مثل الثور لانها امك بقره بس ما بعرف اني خلفت حمار )

وبما ان فارط اعتاد على الفاظ والده النظيفه انتظر حتى انتهي والده من التنفيس عن ضغطه بكيل الشتائم وسأل والده عن طلباته فقال له اخبر امك ان تحضر لي فطور مع خبز ساخن وشوية حلاوه وجبن وزيت زيتون ومكبوس ومكدوس والزعتر اهم شي ولا تنسى براد الشاي فاجاب الابن حاضر يا ابي وهنا قال الاب ليس من اجل هذا اتصلت بل لتحضر معك اللابتوب الذي نسيت احضاره معي وساقوم ببعض الاعمال حتى تحضر مع والدتك لتكملوا الاعمال المطلوبه وانا اخلص شغلي مع الاصدقاء على الفيس بوك لاني وعدتهم اني ما أتاخر في التواصل معهم بس الله يخزي الشيطان لاني نسيت اللابتوب في البيت ولا تخلي امك تشوف الصور لاني مو ناقص كلام مثل سم الافاعي من امك اللي بتغار من شحمة ذانها انا عارفها بدها سبب لمشكله وبتفتعل جنازه عشان تشبع فيها لطم وانا مش ناقص كثرة حكي نسوان

وبعد انتهاء المكالمه اغلق ابو فارط الهاتف واعاده الى الخرج وسحب النظارة عن عينيه واعادها الى جيبه واشار الى ابوصابر بالتحرك  لاكمال الطريق  الى البستان وهو يلعن الشيطان  الذي كان السبب في نسيانه اللابتوب الذي ربما يخلق مشكله ان شاهدت ام فارط صور البنات عليه وهنا فكر في ان يختلق لها مشكله من الحيط  عند وصولها بالتذرع بانها نسيت شيئا طلبه منها حتى لو لم يكن قد طلبه منها او من ابنه لان خير طريقة للدفاع هي الهجوم وهذا ما يجب ان يبادر بفعله مع ام فارط  واثناء انشغال ابوفارط في التفكير بتدبير مشكله لدغت افعى رجل ابوصابر  في منطقة فيها صخور ناتئه فقفز ابوصابر الما وسقط ابوفارط على جانبه ليصاب بكسر في الحوض اقعده في الفراش سنتين قبل ان تنتقل الروح الى خالقها وهو يلعن الكتنولوجيا على رأي ابو فارط  (التكنولوجيا ) لانها كانت السبب في عدم انتباهه للطريق وخسر ابوصابر ووقع طريح الفراش حتى موته