اتساءل لماذا ؟
لماذا في فصل الربيع تتساقط اوراق الخريف لماذا من شجر الياسمين تفوح رائحة العليق و الحنظل لماذا من ذاكرة السنين تعود مطامع الظالمين لماذا في ارض الابرياء تجول افكار الاغبياء لماذا من جسد الطيبين تخرج ارواح المحبين
لماذا في قلبك انتِ سكنت نغمتنا الحزينة لماذا عن شفاهك انتِ غابت بسمتنا المجنونة ,لماذا ياشام ؟؟؟
سألت شجرة الليمون سألت شمعة الكنيسة سألت شرفة الحبيب سألت مدرستي القديمة سألت ارصفة الشوارع سألت اضواء المدينة لماذا؟
لماذا وقعتم ضحية الذكريات ؟ لماذا دخلتم تاريخ الآهات ؟
اشعر بالغربة والبرد و انا موجود فيها واقف على الحدود بين ارض اعرفها و روح اجهلها
اتساءل متى العودة وانا في بيتي انتظر ان تصمت الاصوات و تنام المدافع لتدفئ الشوارع واخرج من جديد لأزور المدينة و اكتشف ما بقي من معالمها القديمة
احياناً اعود مطمأناً فما دمر التراث و الحجر لم يغير الطيبة و نفوس البشر
واحياناً اعود كئيباً على بسمة حزينة او على صرخة مكتومة سكنت فينا ولم ننتبه لها الى حين نسمع دوي الانفجار و تتناثر الافكار في عقولنا حول حجم الدمار
مشاعري مضطربة بين الحب و الدمار بين الامل و الانتظار بين البقاء و الشقاء كلها تتلاعب بفكري هل ابقى ؟
لم استطيع ان افكر سوى بشيء وحيد ان اسلم امري لربي الحصين هو من خلقني على هذه الارض هو من حماني في السلم و الحرب هو من اعطاني الامل في الحياة هو من اراني الواقع في ظل الوهم, هو يفكر و انا اقرر , هل ابقى ؟
هكذا كانت حياتي في ظل الحرب كسائح مغترب على هذه الارض.
تحيتي دمشق الغالية.