news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
شكراُ قطر أسقطتي دموع الفرح من أعين العرب جميعاً ...بقلم : عبد الله الحريري

شكراً قطر ....

  نعم شكراً قطر  ... لأنك لقنتي الجميع درساً في حسن التعامل مع الأحلام والطموحات ... لأنكِ وضعتي أهدافاً و سعيتي وراءها لتحقيقها ... لأنكِ أدخلتي لنا جميعا  "  نحن العرب "  فرحة الإنتصار والفوز   


  إن أهم ما يميز هذا الإنتصار هو الإبداع والحنكة التي برزت من خلال ملف الترشيح  , هذا الملف الذي تفوق على الجميع من حيث الأفكار و المشاريع المستقبلية المبهرة التي تخدم أول ما تخدم أبناء قطر  والمقيمين على أرضها  ، و هذا الإنجاز هو نتائج حتمية لما بدأته قطر منذ سنوات  عدة عندما وضعت أول خطواتها على الطريق الصحيح و أبدعت في جميع البطولات التي نظمتها من كأس العالم للشباب إلى بطولات التنس وكذلك الألعاب الأسيوية التي ورغم روعة جمال الألعاب الأسيوية في غوانزو الصينية  إلا أن ألعاب قطر بقيت حاضرة وبقوة من حيث جمال المشهد و التنظيم.

 أضف إلى جمال وبسالة إيقاد الشعلة آنذاك و لعل أبلغ تعبير عن روعة ما حدث جاء  على لسان الصينين أنفسهم  عندما قالو لمنظمين دورة قطر " لقد صعبتم علينا المهمة " وهذا ما حدث فعلاً  ، و ربما الكثير الكثير من الأمور ساهمت في ذلك  ولعل أهمها هي الإرادة التي تسلح  بها كل قطري خلف قيادة حكيمة وضعت نصب عينيها العالمية و سارعت نحوها بخطوات ثابتة صحيحة .

  الملف القطري كان ملفاً جميلاً جداً ليس فقط من حيث المشاريع والأفكار ، ولكن  أشد ما كان مبهراً هي طريقة العرض وإظهار الحجة البليغة التي سادت عليه و جعلته يفوز بفراق كبير عن منافسيه في الأربع جولات التي شهدها التصويت ، فمثلاً جمال المنطق  وحسن إختيار الكلمات المناسبة والمعبرة جداً  و  بعدة لغات  جاءت في خدمة هذا الإنجاز,  وكذلك السؤال المميز من الشيخة موزة عندما قالت  " متى ؟ "  ولغة الصمت التي تبعت هذه الكلمة كان له الأثر المميز ... العرض الفني المبهر عندما شاهدنا الأطفال يلعبون بطريقة بسيطة دون أحذية وكأنهم يسردون تاريخ الفيفا و كرة القدم مروراً ببيليه وبلاتيني و غيرهم من عمالقة الكرة ... شاهدنا أطفالنا وكيف أنهم ينتظرون ساعة الفيفا ينتظرون قرار هذه اللجنة المنظمة لتقول كلمة الحق  ...طريقة ركضهم .... وكيف أن حمامة السلام البيضاء  رافقت أحدهم برسالة جميلة مبدعة ..... كيف أن هذا الملف حمل الهم العربي  و أرسل رسالة إلى جميع العالم  أننا دعاة سلام وفرح إذا أعطيت لنا الفرصة و إذا رغب المجتمع الدولي بالسلام ...

و الكثير من اللقطات الفنية الذكية التي لم تكن مجرد حشو أو دون معنى كل ذلك جعل منه  الملف الأبرز من بين جميع الملفات التي تم تقديمها  ، فقد كان شاملاً لجميع أمور الحياة للماضي والحاضر والمستقبل متفوقاً على جميع الملفات التي تم تقديمها .

عندما أعلنت قطر نيتها خوض هذا السباق و ترشيح نفسها لشرف الإستضافة كنا واثقون من فوزها وخاصة أننا حاولنا كثيراً من قبل من خلال المغرب ومصر وتونس وليبيا  والأمل الذي كان يتكسر كل مرة بمرارة الفشل و ربما نظرية المؤامرة التي لازمت الأحلام العريية ، ولكن هذه المرة شعرنا بالفوز ككل مرة ايضاً حتى قبل أن نفوز  وعندها لم نكن نعلم أن ملف قطر سيواجه ملفات عديدة وقوية ، لا بل سيواجه ملف الدولة المتغطرسة أمريكا ، ومع كل ذلك كنا واثقون من فوز قطر وخاصة بعد تقديم العروض المنافسة فكان العرض الأجمل والأروع  .

 ولكن عندما تسربت بعض المعلومات عن المنافسة الأخيرة باتت بين قطر وأمريكا شعرنا عندها بالخوف ولعل أبرز لحظة هي تلك التي سبقت إعلان النتيجة بدقائق عندما توجهت الكميرات داخل القاعة إلى إبتسامات خبيثة تعودنا أن نراها في مجلس الأمن والأمم المتحدة والكثير من المجالس الأخرى على وجوه الوفد الأمريكي المتغطرس ، هذه الإبتسامة هي حقاً كانت بمثابة الصدمة لنا وعندها بدأ الحلم وكأنه يتحول إلى كابوس ملازم للمشاعر العربية مسلماً الراية إلى حلم جديد ربما لن يبدأ قريباً ، ولكن جاءت لحظة الحسم التي أبت أن تأتي قبل أن تتلف أعصابنا جميعاً وفتح السيد بلاتر قلوبنا و دموعنا عندما ظهرت قطر للعالم أجمع  أنها تسحق الملف الأمريكي والغطرسة الأمريكية الي بدت واضحة من خلال ردة فعل رئيسها وخيبة أمله .

       شكرا للسيد بلاتر  ولكل من صوت لهذا الملف من أعضاء  الفيفا ، لقد لقنتم الجميع درساً في الأخلاق في الحقوق ، رغم ما كل ما لوحوا به لتهديدكم وللضغط على قرارتكم كما إعتادت أليتهم البغيضة  في محافل أخرى ..شكراً لكم  .

 شكراً لكل من شارك في هذا الملف و أسقط دموعنا في لحظة الفوز تلك ، تلك الدموع التي لها طعم أخر مميز  ... شكراً لكم جميعا على النجاح ، نحن نثق بكم جميعاً سيكون  " قطر 2022 " الأجمل والاروع إن شاء الله ... نثق بكم سنفخر بكم كما تعودنا ...... شكراً .

  على أمل أن تكون هذه التجربة الرائدة هي درساً لنا جميعا " نحن العرب "  في كيفية  التعامل مع جميع قضايانا وأحلامنا  .

 

2010-12-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)