news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الغزو الإعلامي ولكن بطرق أخرى(2) ...............بقلم م.أحمد الدرويش

فيلم unthinkable يسلط النظر على ترويج التعذيب بصوره البشعة التي تمارسه الحكومة الأمريكية ضد سجنائها


هذه هي مقالتي الثانية التي أكتبها عن الغزو الإعلامي والتي الهدف من ورائها هو تسليط النظر على بعض ما ينقله الإعلام الأمريكي والذي يكون موجه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لنقل صورة مشوهه للشعوب العربية والفئات الدينية وتبرير ما يفعله الأمريكان بهم.

في مقالتي السابقة تلقيت بعض ردود الفعل التي فسرت بشكل خاطئ وعن تفكيري الضيق، ولكن للأخذ بعين الاعتبار فالهدف من مقالاتي هو تسليط ونقل وجهة نظر لا أكثر، ومن السائد والشائع اختلاف وجهات النظر بين شخص وآخر وعند اختلاف وجهة نظر بين شخصين لا يجوز للآخر نعت الشخص الآخر بالمتأخر ثقافيا والغير عصري وذلك لأنه اختلف معه في وجهة نظره، بل عليه إذا كان يعتقد أن وجهة نظره صحيحة أن يكتب بكل تواضع وحيادية لأن ما يكتب يعطي صورة ولوحة أخلاقية عن كاتبه.

على كل ،لا بد وأن الكثير لاحظ في الآونة الأخيرة (في السنوات الثلاثة الأخيرة تقريباً)  تزايد الأفلام التي تتحدث عن همجية الشعوب العربية والتشدد الديني المفسر بأنه مدمر ضد الشعوب الغربية والتي أجدها برأيي حرية شخصية دينية أخرى تحق لأي شخص في العالم.

الفيلم الذي سأتحدث عنه هو فيلم Unthinkable للممثل الأمريكي الشهير صامويل جاكسون والذي يسلط النظر على التعذيب الذين يقوم به الأمريكان ضد الإرهاب ،وإن كنت لم يجد حتى الآن تعريف محددا لهذه الكلمة.

وقد أصبت بخيبة أمل واشمئزاز وأنا أرى صامويل جاكسون – أحد نجومي المفضلين – يؤدى دوره في هذا الفيلم البشع الذي يبرر للمشاهد الأمريكي استخدام التعذيب في أبشع صوره ضد من تراهم أمريكا إرهابيين – فهو يقوم بدور المعذب ضد مواطن أمريكي شاب يحب بلده وخدم في الجيش الأمريكي وعمل في مجال صنع القنابل النووية  – ومن ثم بعد أن أصبح مسلماً، بدأ يدرك كم الشر الذي تمارسه أمريكا في العالم الإسلامي من خلال دعم الدكتاتوريين وفرضهم على شعوبهم ومن خلال إرسال الجيش الأمريكي لقتل الأبرياء.

صامويل جاكسون في الفيلم يقوم بتقطيع أصابع الشاب الأمريكي المسلم – ويضع سكينا في أمعاؤه ويحركها داخل أحشاؤه لفترات طويلة – ويخلع أظافره – ويستخدم حفار كهربائي في ثقب أعصاب أسنانه – مشاهد بشعة وسط صرخات الشاب والدماء المتناثرة في كل مكان.

ومن خلال أحداث يحاول المؤلف طوال الوقت تبرير كل ذلك التعذيب وجعله مقبولا من المشاهد – وهى جريمة أخلاقية بكل المقاييس أن يتم إنتاج مثل هذا العمل البشع – وجريمة لا تغتفر لكل من شاركوا في هذا العمل، ولا أنصح أي مشاهد بأن يشاهد ذلك الفيلم – وأدعوكم كلكم لمقاطعة أفلام صامويل جاكسون الذي سقط من نظري تماما بعد أن وافق على تمثيل ذلك الدور البشع 

 إنه فيلم آخر لآلة الإعلام الصهيونية التي تسيطر على استوديوهات هوليوود وتسخر البلايين للسيطرة على عقول الناس وإقناعهم بما يريدون في كل مكان في العالم.

وما لفت نظري في الفيلم هي الفكرة الأخيرة في الفيلم والتي تتحدث على أن  الأطفال أبرياء وليس لهم علاقة بصراعات الآخرين ولا يمكن إدخالهم كطرف للضغط على الطرف الآخر مهما كان الأمر.

فكرة الفيلم بسيطة وغير معقدة بقدر ما هي أحداث الفيلم، فهو يتحدث عن ضابط سابق بالجيش الأمريكي عمل في مجال صنع القنابل النووية ومن ثم أصبح مسلما وقام بتغيير اسمه من "آرثر ينغر" إلى "يوسف عطا"، ومن بعد إسلامه،  أدرك الشاب بأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية خاطئة وقام بوضع خطة دقيقة جدا وتغطي كل الاحتمالات كان الهدف منها سحب القوات الأمريكية من كل البلاد الإسلامية وعدم تدخل الحكومة الأمريكية بكل ما هو جمهوري .

خطة الرجل كانت تتمثل بوضع أربعة قنابل نووية في أربعة أماكن متفرقة ومن ثم نشر تهديد بذلك عن طريق تسجيل فيديو يعلن من خلاله عن ثلاثة منها فقط ومن تسليم نفسه للحكومة الأمريكية عن طريق الوقوف أمام كاميرا في مركز تجاري عام لمدة 21 دقيقة وذلك قبل موعد الانفجار بثلاثة أيام والقيام بالتصريح عن مطالبه قبل يوم واحد من الانفجار والتي كانت تتمثل بسحب القوات الأمريكية من كل البلاد المسلمة وعدم تدخل الحكومة الأمريكية بكل ما هو جمهوري.

براعة الرجل الذي يتلقى التعذيب كان في الخطة التي وضعها حيث أبدى مدى استعداده لتلقي لتعذيب المؤلم جدا الذي تلقاه والتخطيط المسبق لكل احتمال قد يطرأ في حال اضطر للحديث أو تم تهديده بقتل أشخاص يحبهم، ومن جهته قام مكتب التحقيقات الفدرالية بإخفاء خبر إلقاء القبض على الإرهابي من أجل اقتفاء أي أثر عنه قد يقودهم إلى القنابل الثلاثة.

الفرقة التي كانت تقود عملية التعذيب مكونة من رجل وامرأة، الرجل "اسمه هنري هيرالد" –صامويل جاكسون يقوم بهذا الدور- والذي سبق له في العديد من المرات باستخدام طريقته في التعذيب النجاح في العديد من العمليات السابقة حيث كان هو من كان يتولى رئاسة الفرقة وعملية التعذيب، والمرأة التي لم تكن ترضى عن أي من تصرفاته البشعة كانت هي المساعدة له ولم تتدخل في عملية التعذيب أبداً حيث تم اختيارها مجبرة.

هنري هيرالد كان بارع جدا في ابتكار طرق للتعذيب وقد كان دائما ما يلاقى رفضا تاما من مساندته والتي كانت دائماً تذكره بحقوق الإنسان ومعاهدة جنيف وغيرها .

ومع مرور الوقت في الفيلم واقتراب موعد انفجار القنابل الموقوتة يتمكن مكتب التحقيقات الفدرالية من القبض على زوجة وأولاد المجني عليه بغرض استخدامهم كورقة مساومة، حيث تدخل الزوجة أولاً لترى ما حل بزوجها ومن ثم يقوم هنري هيرالد باقتراح حل وهو قطع أصابعها أمامه حتى يتحدث المجني عليه بأماكن وجود القنابل ، لكن الحل يتم رفضه مباشرة من قبل فريق التحقيق ومساندته ، وبحركة غير متوقعة من الفريق يقوم هنري هيرالد بقتل المرأة عن طريق قطع رقبتها أمام زوجها ليوضح للمجني عليه أن الأمر ليس بالسهولة التي يتوقعها وأنه مهما صمد فإنه سيتحدث عن مكان القنابل الموقوتة.

حزن "آرثر" على زوجته ولكنه بقى مصمما على موقفه بعدم التحدث، ومن ثم قدم هنري هيرالد اقتراح تم رفضه أولاً ومن ثم تمت الموافقة عليه وهو الإيحاء بأن هنري هيرالد سيقوم بتعذيب أولاده كما قام بتعذيبه. 

ولكي يبدو ذلك صحيحا تم إخراج آرثر من حجرة التعذيب وإقحام ولديه مع هنري هيرالد في الحجرة وقفل الغرفة والإيحاء بتعذيبهما، وبينما كان يهم بالتعذيب، اعترف آرثر بأماكن القنابل الموقوتة ولكن هنري هيرالد كان مصراً على موقفه وأراد تعذيب الأولاد عن قصد وذلك لكونه كان يعتقد أنه كان يخفي معلومات عن قنبلة أخرى أو أن المعلومات التي قالها غير صحيحة، فأمره بإعطاء المعلومات الصحيحة أو قطع أصابع أولاده واحدا تلو الآخر  إذا لم يتحدث، وعندما أحس فريق التحقيق بجديته، قاموا بكسر قفل الحجرة وإخراج الأولاد. 

وعندما تم إخراج الأولاد، أدلى هنري هيرالد ليثبت أنه كان على حق بأن آرثر يخفي مكان قنبلة رابعة وذلك لكون أنه تم الإعلان مسبقا عن فقدان مواد تتعلق بتصنيع القنابل وحاول إقناع فريق التحقيق بجلب أولاده مرة أخرى للفصح عن مكان القنبلة الرابعة لكن مساندته رفضت الاقتراح رفضا قاطعا وقامت بسحب الأطفال إلى الخارج ومعاملتهم بطريقة حسنة وقررت  أن يحصل ما يحصل ولا يؤذى أي من هذين الطفلين.

ما أريد قوله في نهاية المطاف هو عندما اتخذ الصهاينة القرار بالقيام بمجزرة قانا الأولى والثانية والتي قتل فيها المئات من الأطفال المساكين والأبرياء، هل فكروا بما فكرت به هذه المرآة أم إنهم اعتقدوا أن قانا خالية من الأطفال ؟

هل هذا الفيلم يروج يفسر ويعطي سببا وجيها لما يجري في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتاناموا؟

 

بغض النظر عن السبب الذي يجعل هذا الشخص يتلقى هذا النوع من التعذيب، ألا يوجد احترام لحقوق الإنسان ومعاهدة جنيف؟

لماذا أصر المحرر أن يكون الشاب قد تحول إلى مسلم حتى يثبت له مثلا أن سياسة الحكومة الأمريكية خاطئة، ألا يمكن لأي شخص آخر روسي مثلا  أن يفعل ما يفعله هذا الشخص ، عندما كان الإعلام الأمريكي يركز على الاتحاد السوفيتي ؟

الإعلام الأمريكي ما هو إلى آلة يستخدمها الصهاينة لترويج وتفسير بكل ما يقومون به سواء كان صحيحا أو خاطئا.

2010-10-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)