إلى أستاذ...
أعرف أنكم ستقولون أنها نزوة مراهقة ولكنني تجاوزت هذه المرحلة بكثير... وأعرف أيضاً أن نهايتها الفشل, لكنني لا أستطيع أن أوقف هذا الشعور... فكلما أراه أشعر بسهام نارية تخترق قلبي المتجمد
أحب كل شيء فيه، ابتسامته، جديته، دقة مواعيده، عفويته أشعر الساعات أمامه تمضي كالبرق، كالريح، لا أعرف ما أفعل...
أحاول أن أقنع نفسي بنسيانه، لكنني خلال محاولتي هذه أفكر به، أفكر باللقاء القادم: ماذا سأرتدي؟ كيف سأحاول أن ألفت انتباهه إلي؟
قلت في نفسي ربما إن تقدّمت في مادته عن البقية، وأديت واجباتي في أسرع وقت ممكن وعلى أفضل وجه ربما سيلاحظ أنني مهتمة، ولكن عبث...
في كل لقاء أراه فيه، أول ما أنظر إليه هو يداه؟ هل وضع خاتماً؟ هل يتلقى مكالمات طوال الوقت؟؟؟
عندما يضع يده على طاولتي أتمنى لو يمكنني أن أمسكها وأقبّلها أمام الجميع...
هل يقرأ كتابتي هذه الآن؟ وإن كان يقرؤها... فهيهات أن يعرف من أنا وأن يعرف أنه المقصود هل سيسخر من أسلوبي؟ أعرف أنه سيفعل... ولكنني أريده أن يعرف أن هذه أول مرة أكتب فيها... هو من دفعني إلى الكتابة...
لأول مرة أحاول أن أصدّق أكاذيب الفلك على الرغم من أنني أتجنبّها دائماً... ولكنني الآن أريد أن أصّدقها وأصدّق الأحلام التي أعيشها كل يوم... ففي عقلي بنيت لنا منزلاً وأطفالاً ومشاكل وحلول... وطاقات من الورود...
عندما تتلاقى أعيننا, لا أستطيع أن أكمل النظر في عينيه... أتظاهر بأنني منشغلة بأمر آخر... بأقلامي... بدفاتري... أخشى أن أقول له ما بقلبي دون أي تردد أمام الجميع... أخشى أن يفضح فمي مكنونات قلبي... فأرد طرفي خشية من الكلام...
لا أعرف كيف أنهي هذا الصراع... صراع بين الحلم والواقع... بين السراب والحقيقة... بين الوهم والخيال... بين التعقل والجنون... بين الفرح والحزن... بين النار والجليد... وبين الكثير من الأضداد المتحاربة في قلبي الصامت الحالم الذي ينتظر لحظة سكون ليحلم به... ليشعر بدفئه وبحنانه... ولو كان دفئاً وهمياً... لو كان موتاً بطيئاً لوقتي الذي أصبح مذ عرفته انتحاراً يصبو إلى الخلود في قلب الحبيب..
من تلميذة