البشر كالكتاب المغلق وحيث ان الكثير من الناس يستهويهم فقط الاحتفاظ بالكتب جميلة التغليف من باب الادعاء بالثقافه عند مشاهدة الضيوف للمكتبة العامرة بالكتب والمجلدات الجميله تكون ثقافتهم لا تتعدى اسم الكتاب والكاتب على الغلاف الخارجي
ومن يكثر من العلاقات مع البشر دون ان يكلف نفسه عناء التحقق من جوهرهم وفحواهم ومحتواهم والاكثر ضررا ليس الاصدقاء فقط عندما تجهل تركيبة شخصيتهم ومدى صحتهم العقلية والنفسيه والتقلبات والاضطرابات التي يعانوا منها بل من ترتبط معهم بعلاقة لا فكاك منها حتى لو تم الانفصال عنهم قانونيا
فمن يتزوج من انثى كتاب مغلق هي وعائلتها او فتاة تتزوج من شاب وسيم المظهر وعائله يبدو عليها الاحترام والسمعة الظاهرية المقبوله ويرزق هؤلاء بالبنين والبنات وبعدها تتكشف امور في غاية الخطوره من استهتار احد الطرفين بقدسية الحياة الزوجيه ويخدع الزوج اهل زوجته ويحلب جيوبهم قدر المستطاع على سبيل القرض لعدة ايام لتجاوز ازمه ولكن ازمته وبعد ان تتكشف جميع فصولها بحاجه الى حكومة قويه او بنك الاقراض الدولي حتى يخرجه منها
وبعد ان يستنزف مصوغات ومدخرات ورواتب زوجته وتحت عصا التهديد بالرمي في الشارع والحرمان من رؤية فلذات كبدها يجبرها على التوقيع على مستندات ماليه للمرابين لكي يخرج هو من السجن وتدخل هي بدلا عنه والمصيبة ان الانثى وان كانت خريجة جامعيه الا ان عواطفها الانسانية الرقيقه وحبها لابناءها تضطر للاقدام على المخاطره والتضحية بنفسها بسبب ثقتها بزوج تكتشف انه مجرد ذكر بيولوجي ولا علاقة له بالرجوله وحتى مصطلح النذالة والسقوط الاخلاقي وانعدام المسؤوليه لا تكفي لوصف مخلوق كان قدرها ان يكون زوجا لها وابا لابناءها او بناتها
وعندما يحاول الاهل مساعدة ابنتهم وباندفاعهم العاطفي وارتباكهم والرغبة في تحرير ابنتهم من قيد السجن يقعوا ضحية لانذال يعرضوا المساعده مقابل المال ليس لهم بل لطرف يمكن ان يساعد ابنتهم ولكن تتلاحق الوعود والتسويف بعد ان يكون المحتال قد اصطاد جيوب اهل الزوجه ولا دليل على انه استلم منهم شيئا سوى الضمير والذي لو كان موجودا او حيا في الاصل لما استغل انسان في ازمه ليجهز على ما تبقى في جيبه ان لم يكن قد استدان المبلغ من الاقارب والاصدقاء لان الزوج استنزف اهل الزوجه قبل الزوجه لهذا يفترض عدم التسرع بالموافقه على الارتباط بعلاقة مصيريه
فالزواج ليس مغامرة عابره ولا نزهه والاضرار تتجاوز الزوجين الى الاهل والحذر واجب وليس كل ما يلمع ذهبا وليس المهم عنصر الجمال في الانثى والوسامة في الذكر بل الاهم الاخلاق والضمير وليس كل حامل لقب موروث يمكن الوثوق به وتقييمه على اساس الجد والاب لان التاريخ اسمه تاريخ اي ماضي ولكل زمان دولة ورجال واهم عنصر في الزواج هو الصحه العقلية والنفسيه والتشخيص السريري للضمير حي او ميت سريريا او ميت لان الانسان يعيش عمر واحد وان كان سيقضيه في الهم والغم والمعاناة والنزول في الحفرة لاخراج شريك حياة فارط او صديق فاسد فهي تضحية غير ضروريه
ويجب ان يتحمل الانسان نتيجة اعماله ولا يحملها لغيره من المحيطين به ولا يفترض ان يقدم اي انسان على الوقوع في مأزق لاخراج مستهتر من مأزقه لان المستهتر سيقع بعدها في مصائب متتاليه لانه لم يتألم حتى يتعلم وهناك نماذج من الناس ان شعر انه امتلك ثروة حتى لو لم تكن ملكا له بل قروض بنكيه او من المرابين او هو مؤتمن عليها منشركاء عمل يعتقد ان من حقه التصرف بها على هواه ويغدو من عملاء الفنادق الفخمه ليترك زوجته واولاده ويقيم في الفنادق لانها اقرب الى صالات السهر والسمر
وعندما يصبح مطالبا بسداد ما بدده من مال على اشباع الغرائز والمفاخره امام رفاق السوء انه من اصحاب الثروات وعندما تحين لحظة الحقيقه يحاول اللجوء الى الاهل والاقارب ليتحملوا وزر ه ليتألموا ويعانوا بدلا عنه ولا مانع في نظر المستهتر والطائش من تكرار الاخطاء والمغامرات حيث انه يجد من يدفع الثمن من ماله او من حريته او سمعته لانقاذمستهتر وطائش ومغامر فاسد وهناك فارق كبير بين ان تساند انسان وقع في ازمه لاسباب خارجه عن ارادته وبين ان تنزل بارادتك في حفرة بدلا عن مغامر مستهتر طائش يمكن ان يكون حلو اللسان وسيم المظهر ولكن الاقتراب منه لا يجلب عليك سوى نفخات الكير المعنويه
https://www.facebook.com/you.write.syrianews