news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
أرجو أن أكون مخطئاً ...بقلم " M

في التاسع والعشرين من شهر مايو أيار عام 1453 م تم الإعلان عن نشوء قطبٍ سياسي واقتصادي واجتماعي وديني حكم العالم وتوسع في حكمه حتى استطاع ان يكون تهديداً حقيقياً وجدياً لبقية القوى التي كانت تعاني الكثير من الأمراض


في هذا اليوم بالذات تغير تاريخ الامبراطورية العثمانية العظيمة ومع كل هذه الانتصارات التي كان أعظمها فتح القسطنطينية وتحويلها حاضرةً للإسلام وعاصمةً لحكمه   مع كل هذا لم يستطع العثمانيون القضاء على الحرب القديمة بين الخير والشر

ولن أدخل هنا في التفاصيل الدقيقة لحكمٍ إسلاميٍ عريق استمر ما يقارب الخمس مئة عام كان اغلبها عزا للدين وللمسلمين وشرفاً عالياً لكل من فكر في يومٍ من الأيام بالانضمام الى هذا الإرث الحضاري العريق لقد كانت حرباً ضروساً بين منهج الحق والباطل بين العدل والكرامة للإنسان وبين من كان يدعي حقه بالليلة الأولى لعروسٍ عذراء وأن هذا الحق أتاه من منشأٍ سماويٍ والعياذ بالله


 

استمرت هذه الحرب العقائدية الفكرية.  واستمر التخطيط في الدهاليز المظلمة والغرف المغلقة وبلغ التخطيط أوجه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما أتخم الأوربيون الدولة الإسلامية بالجواسيس الذين جابو أرض الاسلام طولاً وعرضاً    ينقلون ما يرون إلى تلك الغرف المغلقة حيث كانت الأقلام السوداء تكتب نهاية فصلٍ مشرقٍ في تاريخ البشرية وجاء القرن العشرين وتم وسم ذلك الشاب العتيد بالرجل المريض وبدأ وقت التنفيذ

 

إنها الثورة العربية الكبرى

تم إرسال أحد أكبر اساطيرهم ( الأمير لورنس ) الذي جاء بناءً على الكثير من الدراسات الميدانية والتحاليل الاجتماعية والسياسية  ودخل الى عمق جزيرة العرب كعقرب الصحراء الأصفر شديد السمية ولقبه العرب بكل سذاجة ( لورنس العرب) وساروا وراء مخططاته كالأغنام واستطاع هذا الداهية ان يفرط عقد المسلمين ويجعلهم يدمرون خط الحديد بأيديهم   هذا الخط الذي كان عصب الحياة في دولة الاسلام وسبب قوتها ومنعتها

 

لقد استطاع لورنس العرب بما حمل معه من خبثٍ ودهاءٍ استمر اكثر من مئتي عام ان يشعل ما اصطلح المؤرخون على تسميته بالثورة العربية الكبرى وهنا ارجو ان نتوقف قليلاً للتأمل

ماذا كسب العرب والمسلمون مما درسناه على أنه أحد أعظم إنجازات هذه الأمة ?

 

تم تقسيم العالم العربي كقطع الدمى البلاستيكية في اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة

وخرجت الديار المقدسة من حكم الأشراف آل البيت الذي استمر حكمهم لها منذ زمن النبي محمد عليه السلام

ودخل من تكنى بالمسيحية وهي منه براء بلاد المسلمين في هجومٍ صليبيٍ جديدٍ شرس اكتسح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه

ودخل العرب في صراع التبعية للغرب وضياع الهوية 

وأصابهم من الأمراض مالم يستطع أغلبهم الاستشفاء منها إلى يومنا هذا

 

لقد كانت الثورة العربية الكبرى فعلاً إنجازاً تاريخياً عظيماً وبكل المقاييس, غير ان المستفيد لم يكن اصحاب الثورة ولا من حمل السلاح ولا من قُتل في ميادين المعارك

إن مئة عامٍ مشؤومةٌ عقيمة عقبت ذلك الإنجاز المبارك الذي نسميه بالثورة العربية الكبرى

 

ولكن وبعد كل هذا

هل سيأتي يوم الحرية

هل سيأتي ذلك اليوم الذي يصبح فيه القرار العربي نابعاً من فكرٍ عربي وقلبٍ عربي وبقلمٍ عربي ويدٍ عربية

هل سيأتي ذلك اليوم الذي تبدأ فيه هذه الأمة المجيدة الذي قال عنها الله عز وجل " خير أمةٍ أُخرجت للناس" بانتزاع مجدها السليب


لقد لاحت بوادر الأمل في الأفق وبدأنا نرى ما اصطلح المعاصرون على تسميته بالربيع العربي

ولكن تمهلوا قليلاً فما أشبه اليوم بالأمس

ترى هل سيأتي من أبنائنا من يكتب عنا أنا تتبعنا خطط من كادوا لنا ليُنْفِذوا خططاً كتبوها في دهاليزهم الجديدة

هل سيأتي علينا مئة عامٍ عجاف لا شمس فيها من بعد ربيعٍ عربيٍ ظنناه مشرقاً

 

لست متشائما ولا متخاذلاً ولكن يجب على بعضنا الابتعاد عن السفينة بين الحين والاخر لينظر إلى الأمر نظرةً شموليةً واسعة

إن من ينظر في أحداث اليوم ويرى أقطاب العالم الحديث تتصارع وتتجادل في قاعات وأروقة الأمم المتحدة بينما مئات الأطفال يقتلون كل يوم 

يكتشف أنهم لا يبالون بالأطفال أصلاً

 

فلو أراد عظماء هذا الزمان " واعذروني على هذه الألقاب" ان ينهوا مجاعة الصومال نهائياً لاستطاعوا رفع وزن الرجل الصومالي فوق المئة كيلو  

 ولكن لا      فليس هذا ما يريدون

يريدونه ان يبقى مستنزفاً جاثياً على الأرض بانتظار اللقمة الصغيرة التي تنقذه من الهلاك

ولو اراد هؤلاء العظماء ان يتوقف القتل في مكانٍ ما لأصبح من أكثر المناطق امناً واماناً

 

لكن لا

فلم تنته مهمتنا بعد 

علينا تدمير ذاتنا 

وتدمير بلادنا

والجلوس على قارعة الطريق " أحرار" لننتظر منهم إعمار ما خربناه بأيدينا

 

آمل أن أكون مخطئاً

ولكن من تفاصيل المخطط كما أراه

تدمير كل ما هو حول طفلهم المدلل لإكمال ما لم يستطع إكماله لا في ال56 ولا في ال 67

 

اعتقد جازماً ان العدو الصهيوني اللعين

سيشن حرباً ضروساً على بلادنا بعد انتهاء الربيع المشرق

ليخطف شمسنا ويدخلنا في ظلامه الموحش

فماذا نحن فاعلون ؟؟ 

سؤالٌ أطلقه وأنتظر الجواب

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews


 
2014-12-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد