بعد سنين من التداولات في قاعات حب خلبية ... في جلسات كان يسطر عليها قانون لا شرائع تحكمه ولا إحداثيات تضبطه... وقضاة أوتي بهم من مسرح للعرائس يمسكون بأيدهم أقلام ودفاتر ملونه ... يدونون عليها اعترافات وتصريحات وهمية .. سقط بالتقادم ...
أعوام وأعوام وأنت في هذه القاعات تدور في حلقات مفرغة بنفس الاتجاهات مرسومة.... تأتي مع بداية كل جلسة وأنت بنفس الثياب والهيئة المزيفة......وبنفس الادعاءات والأكاذيب التي هي بجعبتك ممتلئة ...
تأتي لتلك القاعات لتحرك ما كان بها ساكناً......وتثير ضجة عارمة ويعلو صوتك على صوت المطرقة التي هي بالأصل مهمتها معدة لكتم الأصوات العالية...
تأتي في كل مرة بنبرة ذئب جائع ..وهمسات عاشق متلهف ... وبقلب متيمٌ بالعشق تكتب كلماته بشعر كشعراء الجاهلية .....
تأتي بوعود براقة ولامعة كوعود مبعوثي السلام من الأمم المتحدة ... وشعارات مناضلي الحرية ولاشتراكية.... وبحماس الشعوب الثائرة ضد الامبريالية ... وبثقة عالية للسيطرة كالرأسمالية ....وبقرارات هي أشبه بالدكتاتورية ...
تأتي لتحرك مشاعر ساكنةً بالوحدةِ والخوفُ هو المسيطرُ عليها ...وبنفسٍ تائهةٍ لا تعرفُ لها طريق في تلك القاعات الخلبية ...
تأتي لتعبث بأحلام وردية... تكتب كل يوم قصائدها لك على رمال الشواطئ الوهمية ..وبأماني أن يكون لها معك ليلةٍ من ليال ألف ليلة وليلة ...وبقبلةٍ من أنواع القبل المحرمة في ليلة قمرية .....
تأتي أحياناً بدون موعد وتقر بعقد جلسة استثنائية في ظروف غير عادية ... فتفتح أبواب القاعات ويأتي القضاة بالدفاتر ليدونوا التصريحات الوهمية..
تأتي محملاً بسلسلة أفكار ومشاريع من المغامرات الأسطورية .. وقصص حب تخلد في الروايات العالمية... التي يطول حديثك بالليل عنها ......والتي تريد تجسيدها في تلك القاعات الخلبية..إلى أن يأتي الفجر ويمحي بخطوطه نار أحديثك الوهمية ....
وتغلق أبواب القاعات وينشر خبر في الإعلام في صباح ذاك النهار ...أنها كنت جلسة خلبية للتأكيد على أن القضية ليست منسية ..و بأنها مازالت تعمل وفق أحكام قانون الطوارئ الخاص بالعامية...
وتعود وتأتي بين جلسات متباعدة يطول الزمان بينها للتأكيد بأن القاعات مازالت بقضيتك مشغولة.... وبأن القضاة مازالوا يدرسون ملافاتها المحبوكة بتلك التصريحات الوهمية... لترضي غرورك بأنك الداعي الوحيد في تلك القاعات الخلبية...
تغيب كثيرا عن حضور أهم الجلسات التي تكون معقودة لصدور الأحكام النهائية ...ينادى فلان الفلان الجلسة لآن للنطق عليها بالأحكام ...لا حياة لمن تنادي ...تؤجل الجلسة إلى الشهر التالي من العام الحالي من القرن الجاري...
وبعد سنوات وسنوات تصدر الأحكام....و تسقط قضيتك بالتقادم وتصدر عليك الأوامر بالنفي ...إلى بلاد لا تتعرف بتلك القاعات...