منذ نعومة أظفاري وأنا أرى أحرفاَ لطالما ترابطت وتشابكت وكأنها لا تتفرق وكأنها ولدت من بطون الامهات بل من بطن ام واحدة هكذا لاشيء يفرقها تشكلُ جملاً تشكل قصصً وتحكي قصائدً حتى ظننت ان لاشيء يفرقها آلا وهي أخوة.
الى أن جاء من هو أقوى من تخُيلاتي ومما يتوقع كل امرئ الى أن آتى شبح الآنا بل الآنا نفسها وأخذت تفكك الأحرف حتى بات من يراها أن لا قرابة بين [ا ل أ خ و ة ]
نوعً ما أذكر أنها مازالت على سطرٍ واحد هكذا ظننت إلا أن الأنا صعب عليها هذا المنظر وقالت بعد أن فكرت ودبرت وتتدبرت إذا أخذ كل حرف موقع ما في أطراف الصفحات هكذا لن يلتقيا أبداَ فكان للأنا ما كان.
ومن يومها لم أعرف أن مقلتي يسكبان الدمع بل أصبحتا أنهاراَ مفتوحة مع كل جرحٍ مر عليهما ومع كل أمل صاحبهما حزن فتحت مقلتي أنهارهما منذ أن تقطعت أوصال الأحرف ولم أذكر أنهما انفتحت على أبوي هكذا لم أذكر أنهما لم يتوقفا بل استمرتا بل أصبح مجرى نهريهما على خدي عفواَ بل على قلبي علامة
فشكرا َيا أحرفي التي ضاعت وضيعت معها عمري بتعاسة أحلام