news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
لماذا (البعض) في بلدنا بارعون فقط في الاستعلاء وإغضاب الناس ؟؟ ... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

**قد تحصل في حياة الإنسان صدمة ماْ تجعله ينقلب لدرجة كبيرة على ذاته وأفكاره وعلى من كان يعتقد أنهم أصحاب وأصدقاء ورفاق من أبناء الوطن ثم يتبيّن عند التجربة أن كل ما كان يعتقده ليس إلا سرابا ووهما وزيفا وكذبا !!. وأن من كان يعتقد أنهم أجانب وأعداء ومُستعمرين ويمضي الوقت في تفنيدهم وانتقادهم في كتاباته هم أكثر احتراما وتقديرا للإنسان حتى من دون أن يعرفوه !!..


أرسلتُ مقالا بالانكليزية قبل فترة لصحيفة (الغارديان البريطانية ) وبعد أن اطّلعوا عليه أرسلوا على إيملي يقولون أن شروط النشر أن تكتب اسمك الصحيح والكامل ورقم هاتفك وبلدك ، وذلك بهدف التحقق فقط أنك أنت صاحب المقال !!.

 

هذه صحيفة بريطانية ومن ردوا عليَّ وكتبوا لي هم بريطانيون لا يعرفونني ولا أعرفهم ، وأنا أثق بأن أي منهم لديه من الأشغال أكثر من الكثير من مسئولينا ، ولكن لديهم الوقت للرد على الناس واحترام الناس وإنسانية الناس، بينما كم مسؤول في بلدي بسورية يرد عليك إن كتبتَ له تشكو "مظلمة" من ظالم في موقع المسئولية، المعايير معدومة لديه وغرور النفوذ والسلطة دفعَته للتصرف بتعالٍ وتكبُّر وتحويل المؤسسته إلى مزرعة يحكمها مرسوم (عنصري) ، ولا أحد دَخَلَهُ بالأمر وكأن من يشكو ليس بشرا ، مع أنه لا تتوفر بالدولة المعايير التي تحدّث عنها السيد رئيس الوزراء السوري بأكثر مما تتوفر به !! فليس بالدولة من هو أكفأ منه في مجال عمله واختصاصه ، ولا أنظف منه يدا ، ولا أكثر منه وطنية وصِدقا ومبدئية ، ولا تضحية ، ولكن كل هذا لا يُصرَف بورقة سيجارة إن غاب الدعمُ وانفقد السَنَد؟؟.

 

كلها تصل ولكن تُوضَع بالأدراج ، فهي من مواطن عادي، (يعني طظ) قولة دريد لحام في مسرحيته (كاسك يا وطن) .. ثم يخرج مسئول ما (وهذه تنطبق على الجِنسَينْ) ليحدثونك عن (المعايير) باختيار القيادات الإدارية وأولها الكفاءة والوطنية ، وهم بذلك يهينون كل أهل الكفاءات والوطنية المُهمَّشين الجالسين في بيوتهم ، فقط لأنهم غير مُلتمَسين ولا مدعومين ، ولا تربطهم قرابة بهذا المسئول أو ذاك ، أو لأن بحقهم تقرير كيدي من هنا وهناك !! بينما الأشخاص العاديين الذين لا يصلحون أكثر من طلابا عندهم يتبوأون المواقع ، ويريدوننا أن نقتنع بأن المعايير هي من أوصلتهُم وجعلتهم حتى ممثلين لبلدهم !!.

 

سيقول البعض : وهل تُشَبِّهُنا ببريطانيا ؟؟ حَسَنا ، نحتاج إلى قرون وألفيات لا يعلمها إلا الله لنصل كمسئولين وشعب إلى مستوى حضارة المسئولين والشعب في بريطانيا وتصبح لدينا قوانين ومعايير محترمة كما بريطانيا ، ولذا سأقتبس مثلا من بلدٍ عربي وشعْبُهُ شعبٌ عربيٌ ومسئوليهِ عربٌ وهي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة !!.

 

في أيار 2006 ، قام مسئول سوري بزيارة رسمية لأبو ظبي وكان جدول الأعمال يتضمن زيارة إلى ولي عهد أبو ظبي الشيخ (محمد بن زايد)، ووصل إلى قصره على الموعد، ولم يكن الشيخ محمد باستقباله.. فاصطحبوه (مع أعضاء الوفد) إلى الصالون وجلس 12 دقيقة ينتظر قدوم الشيخ (محمد) حتى بات الموقف مُحرِجا بعض الشيء !! ولكن قدِم أخيرا الشيخ محمد ثم صافح الضيوف( وكنتُ من بينهم) وجلس بقرب المسئول السوري، وقال : أرجو أن تعذروني فقد كان لدي لقاء مع المواطنين ، واليوم هو موعدي الأسبوعي للقاء المواطنين من أي مكان يأتون من الإمارات !!

 

وحينما سمعتُ كلامه كبُر الرجل في عينيَّ مع أنني كنت بين نفسي عاتبا في البداية لتأخُّرِه عن الموعد !! فاحتراما لمواطنيه لم يخرج من اللقاء معهم حتى أنهى الإصغاء والحوار مع الجميع ، ولم يتركهم ويخرج لأن عليه أن يستقبل ضيفا من سورية في هذه اللحظات على باب قصره!! .

 

فكيف بالله عليكم لن نحترم أمثال هؤلاء الشيوخ ، وأمثال أولئك العاملون في صحيفة (الغارديان) وكيف لا تشعر بالغثيان حينما ترى مسئولا في بلدك لا وقت لديه حتى للقاء كبار كوادره، ولكن لديه الوقت للقاء المدعومين والملتمسين والتجار والأصحاب والفنانين وإقامة الحفلات الخاصة !! ولا وقت لديه ليَطّلع على رسالة من صفحة واحدة تشرح مظلمة أو حالة إنسانية !! مع أنهم مع أي أجنبي يصبحون بمنتهى اللطافة والتواضع!! ولكن مع مواطنيهم، الله اكبر، فراعنة، وكش عنا وبعيد، يمكن يْكون المواطنين مصابين بالإيبولا!! ولكن هل شكاوى المواطنين على الورق تحمل أيضا فيروس الإيبولا ؟؟ لماذا لا يُعرَف مصيرها ؟!.

 

كم هو مؤلم للإنسان وهو يرى بلده تُحرَق من إرهابيي العالم، وبنفس الوقت يرى الكثير من الكوادر المتواضعة بالكفاءة والمؤهلات، أو الشخصية الضعيفة العاجزة عن التطوير والمبادرة واتخاذ القرار وتحمُّل المسئولية وتطلب التوجيهات بأبسط الأمور وهي تتربع على الإدارات والمناصب وتُمثِّل بلدها، وأهل الخبرة والكفاءة والشخصية القادرة، والتاريخ الوطني والنضالي المشهود له مُهمَّشين ومُبعَدين ، إما للافتقار للدعم أو للكيدية وتصفية حسابات شخصية ، أو لأنهم يشكلون خطرا على الضعفاء وعديمي الثقة بأنفسهم!!. كم هو مؤلم أن تجد من يستحق العقوبة هو من يوجِّه العقوبات للناس الذين لا يجاريهم بتاريخهم النضالي، من منطلق كيدي وشخصي ، وهي بالطبع أوسمة على صدور أصحابها من هكذا مسئول !!.

 

**لم أعرف من خلال تجربتي وخبرتي الواسعة المدعومة بـ 34 سنة من الانتقال حول بلدان العالم (بحكم طبيعة عملي) واحتكاكي مع النُخب السياسية والدبلوماسية والإعلامية والأكاديمية في تلك البلُدان ومع شعوبها، لم أشهد في أي منها البراعة والمهارة لدى المسؤولين في استعداء الناس عليهم وعلى حكومتهم بقدر ما شاهدتُه في بلدي الجريحة سورية لدى البعض (وأقول البعض حتى لا أعمم)!!..

ولم أشهد التعالي والتكبُّر والغرور والنرجسية والابتعاد عن الناس وكأنهم فيروس (إيبولا) ، كما شاهدتُه في بلدي النازفة سورية لدى بعض المسئولين ( وأقول بعض المسئولين حتى لا أعمم) !! فمن لا تنزف جراحه بقذيفة طائشة أو مُفحَّخة أو متفجرِّة فيجب أن تنزف على يد مسئول جائر ومتعال ومغرور لا يرى الناس إلا كما يرى السيِّد عبيده العاملين في حقله أو مزرعته !!

 

فلا احترام لأية معايير وأسس وتراتبية وأقدمية وخبرة وكفاءة ، يُبعِد من يشاء ويُبقي من يشاء ، ويبرم العقود مع من يشاء ، ويُسنِد الصلاحيات الهامّة لمن يشاء ، حتى لو كان شخصا لا يحمل الشهادة الإعدادية !! ويعتمد مرسوما تمييزيا لا شبيه له إلا في أنظمة الفصل العنصري سابقا ، يفرز الناس إلى مدعومين وغير مدعومين وعلى أساس ذلك يصرف غير المدعومين قبل زملائهم المدعومين على الأقل بخمس سنوات ، وربما سبع أو ثمان أو تسع أو حتى عشر سنوات ، بحسب الرضا والمحسوبية!! ففي أية دولة بالعالم نجد هذا ؟!.

 

**السيد رئيس الوزراء السوري يقول في لقائه الخاص ليلة 7/9/2014 : (أن معيار اختيار القيادات الإدارية بالطبع هو الكفاءة والنزاهة والرغبة في العمل ومكافحة الفساد والحالة الوطنية ).. وأنا أقول من باب الحرقة والغيرة ( وحينما كنتُ معروفا بكل جامعة دمشق بنضالي، وكلمتي الصادقة الجريئة في مرحلةٍ ما، لم أكن اسمع بالكثيرين ممن اليوم في المناصب)

 

اقول : أن كل هذه المعايير غائبة وعلى مرمى حجر من مكتبه ؟؟. وأسأل وأنا ابن الوطن الذي لم يترك أبناءه بالخارج كما الكثيرين كي لا يتعرضوا للأخطار في سورية، ولم يحملوا الجنسيات الأجنبية كما أبناء الكثيرين (وكنا قادرين) أسأل: هل هذه المعايير تنطبق أيضا على السفراء ؟ وألا يوجد بينهم من لا يعرف كلمة بلغة أجنبية لا حيَّة ولا ميتة ؟. وألا يوجد بينهم من مضى عليهم عقد وأكثر يتنقلون بين البعثات وأهل المؤهلات والكفاءة والمهنة جالسون في بيوتهم لأنه لا توجد خلفهم هذه الجهة أو تلك؟؟ وهل لو كانت هناك معايير كنا شاهدنا خمسة بالمائة ممن شاهدناهم، يحملون ألقاب سفراء ؟. بدليل أنهم جميعا تحولوا إلى قائمين بالأعمال لاحقا !!.

 

وهل سيُسائَل المسؤول الذي همَّشَ خيرة كوادر وزارته وسمَّى مدراء إدارات يصغرونهم بالمرتبة الوظيفية عشر أو خمس عشرة سنة ولا يصلحون إلا من طلابهم ؟؟.

وهل من ينتمون لذوي الشهداء والمخطوفين والمُهجّرين لا يستحق واحدهم (مدير إدارة ) ولا تليق به سيارة وقسائم بنزين وتعويضات خاصة وامتيازات أخرى هي من حق المدير، بينما تليق هذه بمن لم يُقدِّم هو وعائلته نقطة دم واحدة للوطن أو من نقلوه من البعثة لسببٍ أو لآخر قبل أوانه ومنها انعدام الثقة ؟!!

 

وهل معيار الكفاءة أن يُصبِح من لا يحمل شهادة الكفاءة مدير مكتب وزير ويتأمَّر على أصحاب الشهادات الجامعية والعليا ؟؟ وما هو تعريف الكفاءة والخبرة والوطنية؟؟ وأين المتلونين بحسب كل ظرف ومرحلة، والانتهازيين والمُتمسّحين، والمتملقين والمنافقين من هذه المفاهيم ؟.هل انتهوا من الدولة ؟. أم هؤلاء كالورد يتصدرون بكل الأوقات !؟

 

**كلا يا سادة ويا سيدات ، لو كانت هناك معايير موضوعية من أي نوع ما كان الكثيرون على الهامش ومن يصغرونهم بالخبرة والكفاءة من عشر إلى خمس عشرة سنة هم السفراء والمدراء !! وأجزم ومن باب الخبرة والمعرفة لو كانت هناك معايير يتساوى أمامها الجميع لما حلِمَ البعض بمنصب سفير في حياتهم !!

 

وما كنا نرى من ينتقل فجأة من مكان عملهِ الأصلي ليصبح سفيرا وابن المهنة 35 سنة على الهامش وتأهيله وكفاءته هي الأعلى على مستوى حتى دبلوماسيي البلدان المتقدّمة ، والاجتماعات والمؤتمرات في جنيف ونيويورك ، على الأقل، تشهد على ذلك ... وكتب الثناء والشكر والتقدير تشهد على ذلك !!. الشخصنة والمحسوبية هي كل شيء ، هذا ما كان وهذا ما نراه ،وهذا ما أوصل الدولة ومؤسساتها إلى ما يشكو منه الجميع ، وإن كنا نتحدّث عن الكفاءة والخبرة فأعيدوا أهل الخبرة والكفاءة لمؤسساتهم وأعطوهم حقهم !!..

 

قبل سنين وقف(معاون وزير) في اجتماع ليُقنع الناس أن المعايير هي التي تحكم عمَله ، وعندما فنَّدوا عدم صحة كلامه بالأدلِّة والأمثلة ( يعني كذَّبُوه) ، لم يكن أمامه سبيلا للخلاص من الإحراج إلا القول : ( نبقى عالم ثالث ) !!.. وياليتنا بقينا عالم ثالث !!.

 

** جميل أن يقول السيد وزير التنمية الإدارية أن (المطلوب كفاءات لا واسطات) ، ولكن هل يمكنه إعادة الاعتبار للكفاءات التي تم تهميشها وإبعادها ؟؟ أعرفه شخصيا وسبق أن استقبلتُهُ في بروكسل أحسن استقبال في 2002 حينما ذهب على رأس وفد من مجلس الشعب لحضور مؤتمر برلماني في بروكسل وأعرف حمَاسَه وانفتاحه وتفاعله مع الناس ولكن إن سعى لوضع الرجل المناسب في مكانه المناسب فسوف يخلق ثورة في المؤسسات ، فهل هو قادر على ذلك ؟؟.وهل بلمسة ساحرٍ سينقلب من كان يدعس على كل المعايير والتراتبية والكفاءة ويعتمد الشخصنة بكل شيء، ويُغيِّر سلوكه؟؟.

أعرف أن هناك مزايدين (وأعرفهم بالاسم حتى لو كتبوا بغير أسمائهم) لن يعجبهم كلامي ولكن هل لديهم الاستعداد لمناظرتي على الفضائية السورية حول ذلك ؟؟.

 

**بعد التعديل الوزاري الأخير ، سمعنا تصريحات كثيرة ويومية عن وضع الرجل المناسب بمكانه المناسب واعتماد الكفاءة والإصغاء للمواطن وتخصيص يوم للقاء المواطنين (مع أن الغالبية العظمى من أعضاء الحكومة هم أنفسهم السابقين) ... وإلى ما هنالك من كلام تردّد كثيرا بالماضي البعيد والقريب مع كل تعديل ، أو مع كل تشكيل حكومي جديد ، وكان كله يندرج تحت إطار عبارة الأستاذ دريد لحام في إحدى مسلسلاته (عن حالات النخوة العَرَضية ) !!. فالكل يتحدث أمام الإعلام عن حرصه على المواطن وخدمة الشعب ، وبات هذا الكلام روتيني ومن لوازم المنصب ومتطلباته، وكل مواطن بات يتمنى كما تمنّى المرحوم الفنان ( نضال سيجري ) في مسلسل "ضيعة ضايعة" أن يكون شي مرّة (شَعبْ) حتى يحظى بالاهتمام !!.

 

نعم أتحدّث عن تجربة وخبرة ومرارة ، ولم أتردد في أي وقت بتوضيح صورة هذه المرارة بالأدلّة ، لأعلى الجهات بالدولة ولكن لا أحد لديه وقت ، بل لا تسمع إلا جملة واحدة ( هذا مو شغلنا) ، ولكن حينما يتعلق الأمر بأحد أقاربهم فيصبح (شِغلُه) ويرفع الصوت عاليا !! فإلى من يشكو الإنسان وكيف سيصل صوته للمسئولين إن كانت شكاواه لا تصل وهناك من يحفظونها بالأدراج ويحيلون بينها وبين مقاصدها؟؟. لا أعتقد أن رسالة الفاكس التي أرسلتُها للسيد رئيس الوزراء ثاني يوم لحديثه قد وصلته فالمحيطين بالمسئول هم أصحاب القرار في إخفاء أو حفظ أو إهمال أو الاهتمام بأية رسالة كهذه ، أو حتى أية معاملة ، وإن كنتَ شاطرا استَطِعْ أن تصل للمسئول لتعرف إن كان مَنْ حوله صادقون أم لا !!..

 

**هل قرأوا ما نشره موقع سيريا ستيبس في 7/9/2014 من تصريحات لأحد كوادر الدولة وجاء فيها :

"""

(( إن الإدارة العامة في سورية وفي المراحل السابقة، كرّست عن قصد أولا، العمل الفردي والشخصنة في جميع مفاصل الوظيفة العامة ابتداء من رأس الهرم الإداري في المؤسسات وانتهاء بأدنى المستويات الإدارية التي تدافع عن منافعها الشخصية، بالإضافة لغياب أي أسس ومعايير للجدارة أو الاستحقاق في إسناد الوظائف الحكومية وغياب المحاسبة تبعاً للمسؤولية، وغياب أي حساب لمبدأ عقلنة الإدارة، ما أدى إلى خلق بعض التشوهات الإدارية أمام الكادر القادر على الابتكار في قيادة الأعمال الإدارية الحكومية، فقد تم تهميشه ومحاربته أيضاً ......)) !!.

 

هل قرأوا ما نشره موقع سيريا ستيبس ذاته في 14/2/2014 حينما تحدّث عن فئة تشكل طابور خامس وقال : ((الفئة المشكلة لما يسمى بالطابور الخامس، والتي تعكف على حياكة المؤامرات ضد الشرفاء وتسطير التهم الجاهزة وتوزيع شهادات في الوطنية، وما تسببه هذه الممارسات من تحييد لشريحة واسعة من المواطنين المخلصين وأصحاب الكفاءات والخبرات، وإفساح المجال للانتهازيين والفاسدين للظهور والعمل...ويسأل الكاتب ( في سيريا ستيبس): من الذي يدعم هذه الفئة ويقرأ تقاريرها ويصدق أكاذيبها ))؟!.

الكلام السابق ليس لي وإنما لموقع محسوب على الدولة بقوة ، فلماذا لا تتم محاسبة المسئولين عن هذه الممارسات من قبل رئيس الحكومة وإعادة الاعتبار لضحاياهم ؟؟.

 

**البعض أعجز من أن يحب أو يغار على إنسان ما لم يكن من عظام رقبته ، بل عرِفنا مسئولين من اللؤم والحقد ، لو استطاع واحدهم قطع الهواء عن البشر ، وأبقاهُ لأهله فقط ، لفَعَل ذلك .. ومنهم من كان وزير نفط وسفير عشر سنوات ،ولم يشبع ، فنَفَطَ آلة تصوير ورقية (زيروكس) كبيرة مُهداة للسفارة على أساس أنها لم تتسجل على القيود الرسمية ،وأنه سيضعها في مكتب ابنه حينما يصبح محاميا (يعني يُفكِّر بمصلحة ابنه قبل سنين ولكن لو تمكن من قطع الهواء عن الآخرين لفعل) !! وقد عرف كل أصحاب الشأن بالأمر ولكن لا أحد حرِّك ساكنا ،بل كرّموه باختيار ابنه الذي كان آخر واحد بالنجاح بالمسابقة رقمه (100) وفضَّلوه على كل من يتقدَّموه ، وعلى ذمة العارفين كان بالأساس (راسبا) وأضافوا اسمه ليصبح رقم مائة ثم اختاروه مع ثلاثين آخرين من بين المائة ليكونوا هم المقبولين فقط بغض النظر عن تسلسل النجاح !!.""""

 

 

هذه النوعيات (وهي نوعيات حتى لا نعمم) مصالحهم ومصالح أولادهم خطوط حمراء، بينما لايتوانون من محاربة الآخر بلقمة عيشه وعيش اليتامى من أبناء شهداء ومخطوفين قد يقوم بمساعدتهم !!.

احدهم في زيارة رسمية لعاصمة خليجية في رمضان 2005 ، أول ما تذكّره حينما وصل للفندق هو شراء الدواء لابنته .. فأرسلتُ ليلا إلى صديق صيدلاني وحصلنا من صيدليته على الدواء من دون وصفة طبية ودفعتُ من جيبي ثمن الدواء وبدل أن يقول لي شكرا فقد حاربني لاحقا بلقمة عيش أولادي وأقاربهم اليتامى !!. فهل بهذه النفوس سنبني ونصلح مؤسسات دولة !!. دعونا نصلح أنفسنا أولا حتى نتمكن من إصلاح ما نعانيه ثانيا !!. وخير الكلام بهذا المعنى ما ورد في آيةٍ قرآنية كريمة ..

**تنويه : الكاتب يحمل ماجستير بالعلوم السياسية ودكتوراه في التاريخ العام – مدرس بكلية الآداب بجامعة دمشق بين 1978-1980 – دبلوماسي سابق مرتبة وزير مفوّض ...

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-09-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد