هل أنت براغماتي , هل تؤمن بالبراغماتية , تأكد أنك تطبق هذا المنهج الفلسفي دون أن تعلم !!!!!.
يبدو أن هذا المصطلح يثير كثير من التساؤلات حوله , لكن في ظل التطور المجتمعي و تفشي البيروقراطية أصبح هذا المنهج ضرورة من ضروريات الحياة .
قبل أن تعرف نفسك أنك براغماتي أم لا , سنعطي و لو لمحة بسيطة عن معنى البراغماتية .
البراغماتية : أصل الكلمة يوناني و معناها العمل و الأخلاق , أي حل الأمور وفقاً للمصلحة الشخصية و القيم الذاتية بغض النظر عن مصالح الغير أو القيم و الأخلاق السائدة في المجتمع .
• البراغماتية هي المنطلق الفردي لحل المشاكل اليومية و أهم صفاتها الانتهازية .
مثلا : إذا كنت في رتل أو صف تنتظر دورك بانتظام , و وجدت الموظف الذي تريد الوصول إليه أنه يعرفك , و خرجت عن ذلك الصف لمعرفتك أنه سينهي لك معاملتك من دون أن تنتظر دورك , فأنت في هذه الحال براغماتي .
• عندما يصبح الحق نسبياً و الفرد يصبح عبداً للمصالح و القيم الشخصية , فإن البراغماتية هي المنهج الوحيد لحل الأمور .
مثال : إذا أوقفك شرطي المرور لقيامك بأحد المخالفات المرورية فإنك من خلال رشوتك له ستكون قد حللت مشكلتك الحالية بشيء من اللا أخلاق و بهذا الشكل أنت براغماتي .
• القبول بالمساومة على الحقوق و المسلّمات .
مثلاً : إذا سرق أحد منك شيء ثم ساومك بإعادة جزء منه و أنت قبلت بهذا الجزء فأنت براغماتي لأن حقك المغتصب لا مساواة عليه .
• الغاية تبرر الوسيلة , هذا المبدأ السائد في مجتمعنا .
مثلاً : إذا سألت أحد الموظفين كيف توظفت , و قال لك (لولا الواسطة ما توظفت بحياتي ) فهذا الرجل براغماتي دون أن يدري
لكن هل ما فعله هذا الموظف هو فعل شنيع ؟ في الحقيقة إن الغاية للوصول في هذا الوقت تبرر الوسيلة لانحلال المبادئ الأسمى التي يرتكز عليها المجتمع كتكافؤ الفرص .
و بهذا نرى أن البراغماتية دخلت عقولنا دون أن ندري و بعد هذا أرجو أن نقيم أنفسنا و نقيم المسلّمات التي نعيش عليها , بالطبع أصبحنا جميعاً براغماتيين , ليس هذا من أيدلوجيتنا أو أخلاقنا بل الواقع الحالي هو الذي فرض علينا ذلك .