تدور أحداث المسرحية حول قصة تبدأ من حقل البطاطا الذي يعمل فيه "سعدو و زوجته" .....
بينما كانا يعملان في الحقل ككل يوم تظهر وردة "فيروز" فجأة و تبدأ بطرح الأسئلة عليهم لتقنعهم بأنها محطة قطار و ان الترين سيصل ليعدهم بحياة افضل... أسئلة وردة كانت غريبة ومفاجئة لسعدو وزوجته
خصوصاً عندما قالت لهم أن الأرض التي يقومان بزراعتها هي محطة قطار وان ما يقومان به يعد عمل تخريبي لسكة القطار والمحطة. برغم غرابة ما تقوله وردة واستحالة تحقيقه إلا أنها تنجح في نهاية المطاف في اقناعهم بأن حقل البطاطا محطة ترين ... لا بل يذهبان لتحضير حقائبهم من أجل السفر.
يأتي رئيس البلدية و كذلك رئيس الشرطة ومعلم المدرسة ليحققوا في أقوال وردة الحالمة و الراغبة في عيش أفضل وتطمح في تحقيق أحلامها العظيمة ... بعد إجراء تحقيقاتهم ظنوا أن "وردة" جاءت فقط لإحداث الفوضى و المشاكل بتلك المنطقة. سعدو وزوجته اعتقدا أن هذا القطار هو الذي سوف يكون حلا أكيدا ليخرجهما من الحياة اليائسة إلى حياة سعيدة و جميلة مليئة بالأفراح و المسرات.
في زحمة تلك الأحداث يأتي لص ويحاول سرقة حقيبة وردة، لكنه لم ينجح في ذلك و سمع ما كان يدور بين وردة و هؤلاء الأشخاص فحاول أن يدعم أقوال فيروز (وردة) فأقنعهم بكون هذا الحقل هو محطة للقطار فشرع في بيع التذاكر لركوب القطار علما أن كل هذه التذاكـر هي مزيفة و غير صالحة ..
لكن مع مرور الوقت و لحسن الحظ قرر رئيس البلدية أن يحول هذا الحقل بالفعل إلى محطة للقطار تحقيقا لكل هذه الأقاويل. عندها لم يكن أمام الأهالي الا أن يشتروا جميع التذاكـر وان ينتظروا قدوم القطار. و بعد شراء التذاكر طال انتظار الأهالي وسيطر اليأس عليهم...
وعند وصول القطار إلى المحطة، صعد إليه الجميع تاركين وردة "فيروز" وحيدة في المحطة التي اخترعتها. هكذا تحول حلمها الى حقيقة عندما تمكنت من اقناع الجميع به.
في هذه المسرحية نلاحظ نضوج اللغة الدرامية بدمج
الواقعي بالرمزي بالعبثي وفي وصل المناخ الريفي بالمديني و في مزج السياسة بالايمان
و الخير بالشر و التاريخي بالمتخيل حيث تحولت كذبة وصول القطار الى حقيقة في اطار
متخيل للبحث عن مدينة فاضلة أفلاطونية و عندما حضر القطار كان هذا تأكيداً لانتصار
الحلم على الواقع و يدل هذا على بؤس الواقع و الهروب الذي لا بديل عنه.
هذه ليست مسرحية بل إنها أقرب الى إيمان الإنسان بقناعاته و أحلامه، ولشدة التصديق
والإيمان بها تتجسد لتصبح واقعا ... هذا ما أدركه
الرحابنة وجسدته بمنتهى الجمالية والروعة الملكة فيروز.
الإنتظار خلق المحطة وشوق السفر جلب "الترين" .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews