لا يمكن للحب والكراهيه ان يجتمعا في نفس واحده لان من يحب لا يكره اي انسان ولا يحقد ولا يحتقر ولا يتعالى ولا يتسرع في الحكم على البشر ويحب جميع الناس اما من يكره فهو لم يحب غير نفسه وفي النهاية سيكره نفسه لانه لن يجد له مكانا في قلوب الناس

ولم نشاهد في اي بيت او وطن الحب يهدم والحقد يبني وان غاب الحب تظللت الحياة بالغيوم السوداء حيث نفثات الكراهية في سماء الاوطان وفي اجواء البيوت وبين الناس وتستحيل الحياة الى ما يشبه الجحيم ولكن دنيوي

 والانبياء جميعهم عليهم السلام دعوا الى المحبة التي لا يمكن ان يكون سلام بدونها وفي المحبة الجميع كاسب وفي الكراهية الجميع خاسر وعندما يعيش اناس ابرياء لا يضمروا الكراهية لاي بشر في الاجواء الملبدة بغيوم الحقد والكراهية فان وجودهم عذاب لهم في كل ساعة لانها معاناة لا توصف ان تعيش وسط اجواء مشحونة بالكراهية والمحبة حزمت حقائبها واختفت حتى تنجلي الغيوم السوداء من الاجواء بعد ان يتعب البشر من الفتك ببعضهم ومعظم الضحايا ابرياء وخارج معادلات الصراع اللاحضاري لان الحرب عمل عدواني من اساسه والدفاع عن النفس في وجه العدوان لن يتم الا بادوات مكافأه لادوات العدون

ولن تجد في الحرب طرفين احدهما يحمل ادوات القتل والطرف الاخر يحمل الورود ولكن يتم الخلط المقصود واختلاق المبررات للعدوان ومع استمرار الصراع يتحول الطرفين الى قتله ويختلط الحق بالباطل ومع الاسف انه اذا كان من الصعب افهام من لا يمكنه ان يفهم لقدرات الوعي المتواضعه فان من المستحيل افهام من لا يريد ان يفهم لان الحب والكراهيه يعميان البصر والبصيره فالعاشق لا يرى عيوب المعشوق مهما بلغت خطورتها حتى لو كانت شيطانية بامتياز والحاقد لا يرى حسنات من يكره حتى لو كانت اقرب الى سلوكيات الملائكه

 ولكننا بشر ولسنا ملائكة ولا شياطين ومن لحم ودم وروح سرها عند الخالق عز وجل ومطلوب منا ان لا ندعو الناس الى مثاليات ملائكيه لا نستطيع نحن تطبيق جزء منها ولكن ليس مطلوبا ان نرضى بافعال الشياطين ونجد لها المبررات والفتاوى لكي ننفس عن احقادنا او نحقق مصالحنا الانانيه واطماعنا اللاانسانيه والمطلوب الاعتدال وعدم دفع اي انسان الى زاوية المنبوذين لان ذلك يخلق اليأس والاحباط الذي يزيد من تعكير صفو حياة معقوله لان المدينة الفاضلة المثاليه في خيال الفلاسفه وملائكيه ولا تتماشي مع نوازع وشهوات واطماع وامزجة بني البشر



https://www.facebook.com/you.write.syrianews