news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
نناشدكم ، أوقفوا عطاءاتكم ... بقلم : عائدة حبيب

نناشدكم ، أوقفوا عطاءاتكم
لكل انسان حساب جار عند الله . والله لا يتعامل بالمادة بل بالعطاءات والواجبات


ولو وقفنا مع أنفسنا في هذا الشهر الفضيل وأعددنا ما اعطانا الله من نعم واحصينا ما أخذنا منها لوجدنا انها لا تعد ولا تحصى .
فقد أعطانا نعمة التلذذ بما خلق من أشياء ، من شجر وحجر وبحر ، من شروق وغروب ، من زهرة يانعة وغصن ذابل ....
 


أعطانا معنى لهذه الاشياء ، فأصبحت لنا سواء أكنا نملكها بصكوك كما هي أعراف الناس ، أم كانت لنا بالنظر نحويها بأعيننا فتخضع لنا كما في مخبأ أمين .
أعطانا أيضاً الحب .... حب هذه الاشياء دون تفرقة أو تمييز .
 


أعطانا حب البشر وهذا هو الأهم دونما تفرقة وأنهانا عن الكره والحقد والخيانة .
أعطانا الصحة والصبر والحكمة .. وبذلك عرفنا أن الله لا يفرق .. لايحب الواحد أكثر من الآخر
 


إلا أنه يراقب من يدعي القرب منه وهو بعيد فيحاسبه أضعاف حسابه لغيره .
يزيد الأحمال على البعض عندما يريد منهم التجرد حتى النهاية فيمتحن صلابتهم فإن أكملوا الطريق معه كانوا من مختاريه .
 


هذه التأملات أتتني وأنا الضعيفة غير القادرةعلى تحمل ما يجري أمامي على شريط الأخبار الساخن " عاجل جداً " وأمام الملأ من عطاء النوع الآخر ، عطاء يتكرر ويتجدد قبل كل رمضان بوحشية أكثر ودماء أكثر .
يبدأ ...سكون يتبعه دوي هائل ...تهتز له أركان الزوايا ، الأعمدة و الأفئدة ، يتصاعد الضباب
 


إلى عنان السماء ، يحتجب الهلال من فظاعة الرؤية ويصرخ :
ما ذنب هؤلاء الذين قتلوا ؟

 


وكم من الدماء يحتاج الوطن لكي تكتمل أجندة العطاءات الدامية والخارجة من أجربة الحواة ؟
وهل أصبح الإنسان العربي مشروع دائم للموت ؟

نخجل من إلأجوبة ، فمهما كانت الحسابات والتصفيات واختلاف وجهات النظر هل وصل إنسان لما وصلوا إليه من قتل وسفك دماء باسم الدين والوطن .
أصحاب الأيادي القذرة المعطاءة يسرحون بكل ثقة والمواطن ضحيتهم

 


حب السلطة يزرع في عقولهم خلايا سرطانية ، تضرب في أي مكان وأي زمان غير آبهة للحرمات والمحرمات .
فرق الموت أصبحت متجذرة في العطاء الملوث بدم الابرياء .. ولا تُستأصل سوى بالرجوع إلى الانتماء الوطني الصادق والحر ، عندها فقط تتحول عطاءات شلالات الدم هذه إلى عطاءات متدفقة من الرحمة والمحبة والاطمئنان .

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-06-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)