جلس السيد ( X ) وهو سوري أصيل في إحدى مقاهي جدة مع رفاقه القدامى وطلب أركيلة وعشاء خفيف بحيث لا تتجاوز قيمة فاتورته السبعين $ , منذ يومين كان قد دفع مائة $ وكانت الأركيلة أسوء والمكان أكثر سوءا. هو يعلم أن هذا تبذير وأن المبذرين كانوا أخوان الشياطين ولكن............
كان يجلس إلى جانبه الأستاذ ( Y ) وهو مدخن شره (
Heavy Smoker ), اليوم كالعادة تشاجر مع زوجته لأنها ترى
أن مايصرفه على الدخان سنويا يكفيهم لقضاء إجازة صيف في استانبول أو إجازة
شتاء في بيروت أو دبي.هو يعلم أن المبلغ يجب أن يرسل
لضحايا الحرب في سوريا ولكن ............
كان الشيخ ( F ) يجلس صامتا ,, هو يصلي كل الصلوات بالمسجد ويصوم يوم الأثنين و
الخميس ورجب وشعبان ورمضان والأيام البيض والأيام السود
وهو دائما مشغول بالعبادة والذكر وهؤلاء الذين يشغلون
أنفسهم بأمور الدنيا مثواهم جهنم وبئس المصير.
هو يعلم أنه إن مشى بحاجة أخيه خير من أن يعتكف بمسجده أربعين يوما ولكن...........
المعلم ( Z ) هو الغائب الأبرز , بالأمس كان في حوار مع صديق بخصوص اللاجئين و أحتد
النقاش لدرجة أنه لم ينسى شتيمه أو كلمة بذيئة إلا
واستخدمها في جملة مفيدة, حتى أنه تطاول على الذات
الإلهية فهو ببساطة يكفر عندما يغضب. لا يهم ,, المهم
أنه دائما وبفضل لسانه السليط يسكت كل من خالفه بالرأي, أرتفع ضغط الدم
و شعر بوعكة لكنه أنتصر هو يعلم أن مافعله لن
يزيد الطين إلا طينا وانه سيحاسب في الدنيا والآخرة ولكن.......
اليوم كان الحديث بعيدا عن السياسة وكان الحوار عن الدين (فأنصاف المثقفين والذين
أصبحوا غالبية ساحقة , دائما يتكلمون في الدين أو في
السياسة أو بكليهما معا) ,أفاد الحاج ( R ) وهو ضليع
بشؤون الدين بأن من عليهم ديون ليس عليهم زكاة ولا صدقات حتى لو كان سبب
ديونهم يعود إلى تغطية رفاهية ساذجة ’ كما أن الزكاة غير
واجبة إذا ما حال الحول ومالم تبلغ النصاب والعقار ليس
عليه زكاة والذهب كذلك ومبدأ هؤلاء الذين يمنعون الماعون يقول
(إن لم تهرب على دين محمد فأهرب على دين عيسى ابن مريم).
لكن الدكتور ( H ) رد على الحاج وأفهمه بأن الإنسانية توجب علينا مساعدة الفقراء
وبغض النظر عن أحكام الدين وضرب له مثلا ونسي خلقه
........ ولعل أحلى مثل عن الإنسانية هو ست الحسن والحلا
أنجلينا جولي , وهو فعل مثلها تماما وذهب الى مخيمات اللاجئين وعمل كذا وكذا وكذا.
وهنا كان رد الحاج ( R ) جاهزا فقال: خيركم خيركم لأهله والأقربون أولى بالمعروف,
وكان يلمح إلى أن للدكتور ( H ) أقارب معدومين في سوريا
وهو لم يكلمهم منذ سنوات والآن توجد عزة نفس متبادلة
تمنع الطرفين من التواصل وصلة الأرحام.
الخلاف بين الدكتور والحاج قديم ودائما يستمع أحدهم الى الآخر لا ليفهم منه بل ليرد
عليه. .. هما يعلمان أن جدالهم عقيم وهو أقرب الى العزة
بألأثم ولكن......
السيد ( T ) لم يكن مرتاحا بهذة الجلسات و دائما يفكر بأن العمل هنا ليس فيه تطور
ولاإنسانية ولا أمان, وأن أطفاله بمدارسهم لا يتعلمون
إلا قشور العلم و أنهم جهلة بامتياز , وأن الحياة هنا ليس فيها فائدة
ولا منها إفادة وأنه يجب أن لا يشيخ ويموت هنا, وانه سئم تكاليف الحياة
والمجاملات والاجتماعات, وأن كل من حوله لا يرتاحون
لوجوده وأنه في المكان الخطأ والزمان الخطأ وأنه دائما يحاضر بالخير
ولا يفعله وأنه أضعف من أن يأخذ قرارا جريئا.
هو يعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولكن.....
بإعتبار أن الاجتماعات دورية ومن خلال الحوار يخطر على بال البعض من الموجودين شيْ
من الإرهاصات الفلسفية , وهي نوع من السهل الممتنع ولكن
بالنتيجة تبقى افكار على شكل أشباح تتراءى قليلا ثم تختفي
إلى أجل غير مسمى...
* هل أخطأ سيدنا عمر رضي الله عنه عندما قال نحن قوم أعزنا الله بالإسلام أم أن
تعاطينا مع الاسلام هو الذي أذلنا.
* هل الساسة والقادة هم الفاسدون أم أن الفساد منظومة تبدأ من الأسفل إلى الأعلى.
* هل الجهل هو أكبر مصيبة أم كما تقول السلطانة أحلام العشق هو أكبر مصيبة.
* هل نظرية المؤامرة هي نظرية غير قابلة للطعن أو النقد أم أنها شماعة نعلق عليها
فشلنا.
* هل كل شيْ فرنجي برنجي أم أننا مشغولون بالشيشة والنرد والدوبيش والدرجي.
* هل الصلاة بطقوسها الحركية فقط هي الفلاح أم أن مافيها من إلتزام روحي وعقلي هو
الفلاح والنجاح.
* هل نعيب زماننا والعيب فينا.
* هل كان رب العزة يقصدنا نحن عندما قال (كبر مقتا ان تقولوا مالا تفعلون).
* هل تعمد العزبز الجبار استخدام الفعل الماضي بقوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس)أم
لعلماء اللغة والتفسير رأي آخر.
تأخر الوقت, الساعة الثانية ليلا ,انتهي الأجتماع..... الآن سيذهب كل منهم إلى بيته
ويعقد إجتماع مع زوجته أوأهله بجدول أعمال مكثف فيه
الكثير من الغيبة والنميمة والسخرية و وووو , ثم يصلي العشاء والفجر
جمعا وقصرا وينام و سيتأخر قليلا عن العمل كالعادة......
.الكل يحمل شهادة دكتوراه فخرية بالرياء و النفاق
(حرف الفاء في فخرية هو من أصل الكلمة وليس له محل آخر من الأعراب ).
X * 2Y + Z/R ( H * F ) – T = 0
X * 2Y + Z/R ( H * F ) – T = ∞
معادلة لها حلين الحل الأول هو الصفر أو العدم والحل الثاني هو المأساة اللامتناهية.
بعد ما تم ذكره أعلاه أقول قولي هذا واستغفر الله.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews