news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لهذه الأسباب ...الهدنة تفشل في سورية ... بقلم : الدكتور خيام الزعبي

بدأت الهدنة التي أعلنتها كل من أمريكا وروسيا حول وقف القتال في سورية حيز التنفيذ منذ منتصف ليلة يوم السبت وتستمر لأسبوعين، وعلى الرغم من تعهد الحكومة السورية والمعارضة بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن هناك عدة عوامل تهدد بانهيار الهدنة بعضها يتعلق بالأطراف الإقليمية، والبعض الآخر مرتبط بالجماعات المسلحة


 فالحكومة السورية تستطيع السيطرة على جيشها بشكل كبير، كونه حافظ على شكله المؤسساتي، لكن المشكلة الكبيرة تكمن في المعارضة السورية التي تتألف بالعديد من الفصائل المسلحة والتي تحتوي على جنسيات متعددة، كما أن كل فصيل مسلح يتبع لجهات إقليمية ودولية كالسعودية وقطر وتركيا وأمريكا وبعضها خرج عن السيطرة، بالإضافة إلى جهات إرهابية كالقاعدة، ما يجعل من توحيد مواقف هذه المعارضات خلال فترة الهدنة أمراً صعباً.
 


رغم الإعلان عن الهدنة، والترحيب الحذر من معظم الأطراف الإقليمية والدولية، أخذ يتلاشى بسرعة، عندما تبين أن نتائج الهدنة لن تكون فى صالح التحالف الأمريكي، حتى لو تم استثناء داعش وجماعة النصرة فقط منها، لأن التخلص من داعش والنصرة يعنى أن الجيش العربي السوري وحلفاءه لن يتبقى أمامهم سوى محاربة مجموعات مسلحة صغيرة هشة، لن تصمد طويلا أمام أي قتال مع الجيش السوري وحلفاؤه، لأن داعش والنصرة يشكلان القوة الرئيسية العسكرية في مواجهة الجيش السوري، ومعظم الأرض الواقعة تحت سيطرتهما، وهزيمتهما تعنى انتصار سورية وحلفائها في المنطقة.
 


في سياق متصل أدركت أمريكا وحلفاؤها في المنطقة المأزق لأنه من الصعب المطالبة بعدم ضرب داعش، لأن التحالف الأمريكي قد تشكل تحت هذه الغاية، بالإضافة الى الدول الأوروبية التي تعرضت لإعتداءات أو تهديدات داعش تحمست للحرب عليه، ولا يمكن مطالبة روسيا وحلفائها بعدم ضرب داعش، وإلا كان إعلاناً صريحاً وواضحاً بدعم الإرهاب والقوى المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، واليوم يبحث أمريكا وحلفاؤها من الدول العربية عن مبررات جديدة لعرقلة اتفاق الهدنة، ولهذا أطلق وزير الخارجية كيري أن البديل هو الخطة (ب)، رغم عدم وضوح ملامحها ومضمونها، وبالمقابل أكد وزير الخارجية الروسى: بأنه لا توجد أي خطة بديلة للهدنة.
 


في نفس السياق تهدف هذه الخطة البديلة الى فتح أبواب الجحيم على المنطقة بحرب واسعة، وهي الخطة التي تبنتها إسرائيل وكل من سار على خطاها، وكشف عنها نيتانياهو عندما اعترض على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، ويرى فيها أن الحرب حتمية، وأن تأجيلها سوف يزيد من قوة إيران وحلفاءها لذلك لا بد من شن الحرب عليها بأسرع وقت ممكن، كما أن هناك بعض الدول الإقليمية والدولية متحمسة لوجهة النظر الإسرائيلية وترى أن الحرب خيار أفضل للقضاء على محور المقاومة.
 


ووسط غموض الرؤية حول مصير الحرب السورية، تلوح العديد من التساؤلات حول مصير تلك الحرب، فالسعودية أرسلت الجمعة طائرات عسكرية إلى تركيا، حيث أكد وزير الخارجية التركي أوغلو، أن طواقم عسكرية ومعدات من السعودية والإمارات وصلت إلى تركيا، ورغم أن الرياض تقول إن هذه الطائرات وصلت في إطار مكافحة داعش، إلا أن التصريحات التركية فتحت الأقواس لاحتمالات أخرى، فصرح أوغلو، أن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية ليس ملزما لتركيا المصممة على رد أي هجوم يمكن أن يشنه المقاتلون الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين" على أراضيها

 

 

 وتابع أوغلو: هذه الهدنة ليست ملزمة ولا تعني سوى سورية، هذه التصريحات التي تتجاهل فيها الهدنة بشكل واضح سبقها تصريحات سعودية لا تمانع بتزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية ما يمهد بتسعير الحرب في سورية لا إيقافها، إذ أكد وزير الخارجية السعودي الجبير، إن المعارضة السورية "المعتدلة" يجب أن تحصل على صواريخ أرض-جو للدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية، وإنطلاقاً من ذلك ترى تركيا والسعودية في انتصار سورية وحلفائها كابوس لهما يجب التخلص منه بأي طريقة، حتى ولو كانت الحرب الشاملة المفتوحة في المنطقة.
 



لهذا ومع أول ساعة للهدنة باشرت المليشيات والقوى المتطرفة بقصف المدن وتفخيخ السيارات في مختلف المحافظات السورية، وكثرت من تحركاتها على الأرض الأمر الذي يؤكد تماماً أن المليشيات لا تعرف أصول الهدنة وإنما تتخذها مطية لتحقيق أهدافها وأغراض حلفاؤها، لذلك فإن الأمور ستتجه نحو مزيد من التصعيد من قبل المليشيات مما يفرض مواجهتها بقوة على الأرض من قبل الجيش العربي السوري وحلفاؤه مع استمرار ضربات التحالف الروسي السوري حتى ترضخ هذه المليشيات للقرار الأممي أو تنتهي الأمور بانتصار أحد الأطراف.
 

 


مجملاً.... أن الأيام المقبلة ستكشف المستقبل الذي ينتظر سورية، وأن قرار مجلس الأمن الذي يلزم الأطراف المقصودة بوقف إطلاق النار في سورية، هو خطوة أولية في طريق الحل السلمي في سورية وانتشالها من بؤرة الاقتتال والصراع، إلا أن تعدد الفصائل المتناحرة في سورية وزيادتهم عن 100 فصيل سيعطل الحل السلمي لبعض الوقت لأن هذه الجماعات يصعب إلزامها بالاتفاقات الدولية، فإجبارهم على الانصياع للحل السلمي صعب لأنهم لا يلتزمون معايير الاتفاق الدولية وليس لديهم سقف ملزم لتنفيذ هذه الاتفاقيات، وأخيراً....نأمل أن يستمر وقف إطلاق النار لإعطاء الجهود الدبلوماسية الفرصة للتمهيد للحل السلمي وإرساء بنوده والمرحلة المقبلة ستحكم مدى جدية الجميع في قرار وقف إطلاق النار وستحدد نجاحه من فشله.





https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts

2016-03-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد