news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
هل هذه هي أمة العرب حقاً !! بقلم: ابراهيم فارس فارس

كثيرة هي الروايات عن أصل أمة العرب..ولكن الثابت انه لم يكن للعرب قبل الاسلام تاريخ بمعنى الكلمة الا ما ورثوه بالرواية وكان منها الصحيح ومنها غير الصحيح وهو كثير والصحيح منها ما يتعلق بالكعبة المشرفة وزمزم وسد مأرب ، حتى جاء الاسلام ووثق تاريخهم وحاول أن يصنع منهم أمة ذات حضارة ، والحقيقة لم يكن العرب قبل الاسلام الا مثالا للتخلف والجهل والفردية والمعايير الاخلاقية العفنة التي تتماشى مع الغرائز الحيوانية . وقد كانوا يؤمنون بالسحر والشعوذة والكهانة ،كما أنهم كانوا يحتقرون المرأة ويعتبرونها عاراً يجب استغلاله أو التخلص منه متى شاؤوا ! غير أن البعض ذكر لهم بعض المحاسن وان كانت مقتصرة على البعض منهم مثل الكرم والجود، وأجاد بعضهم في ميادين الشعر والخطابة ، وكانت لهم أسواق لتشجيع ذلك .
 


هذه الأمة ، عندما أتاها الاسلام ، رفع من قدرها وبث فيها منظومة أخلاق راقية فكان أشبه بثورة اجتماعية وأخلاقية طالت مفاصل الحياة ومنظومتها كلها ،من أجل رفعة الانسان وسمو شأنه في الدنيا والآخرة . ولكن كان من ألد أعداء الاسلام لأجل ذلك وخوفاً من تقليل الشأن والاستبعاد عن مسيرة التاريخ الكثير من اليهود، والذين بدؤوا يحاربون الاسلام بما أمكن لهم ، وكأنهم يؤسسون للفكر الصهيوني الذي نعاني منه وكل العالم هذه الأيام !


وعندما قوي شأن بعض اليهود في أوروبة وخافت أوروبة وخاصة بريطانية على حياة واستقلالية واستمرارية دولتها ، ابتكرت لليهود فكرة اقامة دولة لهم في مكان ما بعيدا عن اوروبة ، وقد اختارت لهم في البدء احد اهم واجمل البلاد الافريقية ، لكن هرتزل طرح فكرة قيام الدولة في فلسطين وبالتوافق مع الاستراتيجية البريطانية وذلك لعدة أسباب : أولها أن لليهود وجود تاريخي في مرحلة ما من تاريخ فلسطين وهذا من شأنه أن يمنحهم شرعية الوجود ، وثانيها أنهم يزرعون هذا الكيان في قلب الوطن العربي والمسلم لتدميره وان على مهل ، وثالثها أن بريطانية تعلم أن شبه الجزيرة العربية مخزن هائل للثروات النفطية والتي ستستفيد منها حتما ، ورابعها أن فلسطين هي وسط العالم ونقطة انطلاق مناسبة لتحقيق أهداف بريطانية الاستعمارية في أي بفعة من العالم بسهولة أكبر . وحتى تضمن نجاح خطتها وخطة اليهود اختارت لحكم شبه الجزيرة العربية عائلة وهم آل سعود والذين ينتهي اصلهم الى اليهود ية ، فالياس بن مقرن الياهو هو احد اجداد هذه العائلة التي تنتمي الى عائلة اليهود في نجران ، وغايتها أن تكون على مدى التاريخ سنداً حقيقياً لوجود اسرائيل ومخططات بريطانية الاستعمارية مقابل ضمان بريطانية لاستمرارية هذه العائلة العفنة في الاستمرار في حكم المنطقة والسيطرة على قرارها . ومن منا لم يقرأ تعهد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود على الوثيقة التي قدمها لبرس كوكس مندوب بريطانية العظمى والتي تعهد فيها بالولاء لبريطا نية حتى تصيح الساعة ، وأنه لا يمانع في اقامة وطن لليهود المساكين في فلسطين !!


صحيح أن الاسلام أحدث نقلة نوعية في تاريخ أمة العرب، لكنه لم يستطع طمس جذور التخلف التي ما تلبث أن تظهر الى السطح لتسيطر على أخلاقهم وتصرفاتهم والتي كانت تتصف بالغرور والغطرسة وكانت القبائل كثيرا ما تغير على بعضها بكل وحشية فيسرقون ويغتصبون ويحرقون حتى انهم خاضوا حروبا استمرت عشرات السنين مثل داحس والغبراء وبدون أي مبرر حتى جاء الاسلام فكان ما يفعله الكثير منهم مبررا وبادعاء الأسلمة والجهاد في سبيل الله، وكثيرا ما يعود هؤلاء الى المفاهيم الخاطئة للكرامة والأخذ بالثأر ويصيبهم الجنون اذا كان الغريم أخاً أو شقيقاً ، بينما يجدون العذر دائماً اذا كان العدو غريباً ولكن لديه القوة على هزيمتهم كما يعتقدون بسبب عدم اتحادهم وتشرذمهم ! ولذلك نجدهم اليوم وخاصة في دول الخليج يروجون لفكرة شرعية اسرائيل وهي الخطر القائم ، ، بينما بشيطنون الخطر المحتمل لما يسمونه المد الشيعي ! وليس فقط دول الخليج بل دول أخرى تسببت قياداتها الخرنطعية با نهيار وضعها الاقتصادي فتبعت وجاملت مزاعم دول الخليج مقا بل الفتات الذي تركله لها ، وهذا ما جعل اكثر من مائة دولة في الأمم المتحدة تقف ضد الحق والشرعية العربية في صراعها مع اسرائيل !


ان أكبر دليل على تخلف هذه الأمة وجهلها هو الدور الخسيس الذي لعيته دول الخليج لتمرير لعبة اسرائيل والدول الداعمة لها فيما يسمى الربيع العربي . وقد ثبت للأمريكان وكل من يدور في فلكهم وفلك اسرائيل أن هذا الربيع الخرنطعي أفضل عندهم من كل الحروب التي افتعلوها ضد العرب منذ تأسيس الكيان الصهيوني ، وأن الجد وى التي حصلوا عليها أكثر نفعا وأكبر مردوداً بكثير ، فهي من جهة دمرت بلادا عربية كانت اساسا في العداء لوجود اسرائيل ، ونشطت مبيعات الأسلحة لمعامل هذه الدول بشكل مدهش ، وانها ستذهب الى تصفير الحسابات الخليجية في بنوك الغرب وهو امر اصبح جد مقلقاً لهم، كما أن بلاد العرب تدمر والعرب والاسلام يقتلون . والأنكى من ذلك كله انهم يقتلون بمال وغضب عربي واسلامي ،فهم لم يخسروا دولارا واحد ولم يخسروا قطرة دم واحدة أيضا ً ، ولذلك فهم بريئون امام التاريخ والعالم ان كان ثمة حساب ذات يوم ..!فما الذي حققه الربيع العربي حقاً ؟ كانت حجةاولئك القضاء على صدام حسين ومعمر القذافي حتى تستقيم الأمور وتتحقق العدالة والديموقراطية ، وكأنهم في بلادهم نموذج يحتذى للديموقراطية ، بلا قافية !! فما الذي تحقق في العراق وليبيا غير الدمار والخراب والقتل الى ما لا نهاية؟!اطاحوا برئيس اليمن وهاهم على ابواب السنة الثالثة وهم يطحنون اليمن فما الذي تحقق أو أنه يمكن أن ينحقق؟ يطالبون بتنحية الرئيس بشار الأسد كشرط لانهاء الأزمة في سورية ولكن الشعب السوري الذي يعشق قيادته اساسا لن يسمح بتمرير هذه الألعوبة عليه كما فعلوا هناك با لعكس فقد صار اكثر تمسكاً بقيادته كونها الضمانة الوحيدة لانقاذ ما تبقى من بلده واعادة اعمارها ، واعادة الحياة الطبيعية من جديد.


ما ذا حقق هؤلاء من هذا الربيع الخرنطعي ؟
ـ دمروا البنى التحتية لأربع دول هي ليبيا والعراق واليمن وسورية
ـ هجروا نحو 15 مليونا ونزح نحو 8 ملايين حتى الآن
ـ قتلوا وجرحوا نحو 1،5 مليونا وما يزالون
ـ تسببوا في خلق نحو 30 مليون عاطل عن العمل
ـ كلفة الخسائر التي لحقت بهذه الدول وتحتاج الى اعادة اعمار بكلفة لا تقل عن تريليون دولار
ـ تسببوا في حرمان أكثر من 15 مليون طفل من التعليم
ـ نتج عن ربيعهم هذا أن أكثر من 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر وهم بحاجة لكسرة الخبز وشربة الماء كي يعيشوا هذا ان سلموا من فظائع الحرب التي يعانون


ماذا حققوا من هذا الربيع سوى أن اسرائيل تعيش زمن العسل الذي كانت تحلم به منذ أن تأسست وللأسف ؟!
ما الذي حققه حكام السعودية الذين يرفعون شعار الجهاد والدفاع عن العدالة والشرف هذا ان كان لديهم شيء من شرف أو وجدان ..؟!
كل ذلك ومليكهم يدعي ليل نهار انه حامي الحرمين الشريفين ويقرأ ـ ان كان يعرف القراءة ـ ما أبلغنا به رسول الله (ص) : " والله لهدم الكعبة عند الله أهون من هدر دم امرىء مسلم "
كل ذلك وهم دعاة ومشايخ ومفتون وحتى مواطنون يقرؤون يومياً أن رسول الله أمر المجاهدين المؤمنين عند دخول بلاد غير بلادهم الرفق حتى بالشجر والحجرلكنهم هنا يدخلون بلادا يفترض انها بلاد أشقاء وأخوة لهم في الدين والعروبة ، ومجاهدوهم يقتلون ويذبحون ويغتصبون من يفترض أنهم أخوتهم ـ بلا قافية ـ ويبيدون الحياة والبشر !
أية أمة هذه ؟ وأي اسلام هذا الذي نراه اليوم ونعاني منه ما نعاني ؟
هل هذه هي الأمة التي بشرنا بها الله في محكم كتابه العزيز " كنتم خير أمة أخرجت للناس ؟.
 

2017-06-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد