news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
من كتابي :فن تربية الطفل .. بقلم ريما بدر خربيط

ينحصر دَورُ الأسرَةِ في تَلبيَةِ حاجاتِ الطِّفلِ   بعدة عوامل ومقومات يجب تَتَوافَرَ في الأسـرَةِ مِنْها :


     1ـ جَوٌّ مِنَ العاطِفَةِ الدّافِئ.

     2ـ جَوٌّ مِنَ القيمِ الأخلاقيَّةِ النَّبيلَةِ .

     3ـ ثَقافَةٌ لا بَأسَ بِها .

     4ـ تأمينُ أجواءَ مِنَ التَّرفيهِ المُنضَبِطِ

   5ـ وَضعٌ اقتِصاديٌّ جَيِّدٌ .

 وسَنستَعرِضُ هَذِهِ المُقَوِّماتِ بِالتَّفصيلِ:

أوَّلاً : تأمينُ أجواءَ مَليئَةٍ بِالعاطِفَةِ:

ـ بِناءُ جَوٍّ مِن العُلاقَةِ الإيجابيَّةِ بَينَ الأبوينِ وبينَ باقي أفرادِ الأسرَةِ؛ لأنَّ مِن شأنِ سُلوكِ الأبوينِ وباقي أفرادِ الأسرةِ في التَّعامُلِ معَ بَعضِهِم بَعضاً، أنْ تزيدَ حاجَةَ الطِّفلِ رضي وعاطِفَةً مُتَّقِدَةً ؛ بِخِلافِ أن يَكونَ الأبوانِ مُختلفينِ، أو أن تكون العائلةُ مُختَلِفَةًَ فيما بَينَها ، فَيَنقَلِبُ ذَلِكَ سَلباً في خَبايا نَفسِهِ ويَتَطوَّرُ بهِ الأمرُ إلى زَرعِ نَواةِ العُنفِ في داخِلِهِ، فَنَكونُ قد سَرَقنا منهُ مُستقبَلَ النَّجاحِ، ومُستقبلَ السَّعادَةِ العاطفيَّةِ .

ثانياً : تأمينُ أجواءَ مِنَ المَبادئِ الأخلاقيَّةِ الحَميـدَةِ:

فَهُناكَ عَوامِلُ مِنْ شأنِها المُساهَمَةُ في غَرسِ المبادِئِ الأخلاقيَّةِ ، ومنها :

1 ـ دَورُ الوالدانِ: فَلهُما الدَّورُ الأكبَرُ في غَرسِ المبادِئِ والأخلاقِ الحميدَةِ في نَفسِ الطِّفلِ،فَهُما القُدوةُ الأخلاقيَّةُ التي يَنعكِسُ أثرها عَلى سُلوكِ الأبناء .

2 ـ حُسنُ اختيارِ البَرامِجِ التِّلفازيَّةِ ، الَّتي مِن شَأنِها أنْ تَلعَبَ دَوراً هامّاً في تكوينِ مَبادِئِ الطِّفلِ وأخلاقِهِ.

3 ـ حُسنُ اختيارِ الصُّحبَةِ الحَسَنَةِ : من أطفالِ الجيرانِ وأصدقاءِ المَدرَسَةِ .

4ـ انتقاءُ المُدَرِّسينَ الأكفاءِ الَّذينَ يُكمِلونَ عَمَلَ الأبوينِ في غَرسِ الأخلاقِ

 ثالثاً : تأمينُ أجواءَ مِنَ الثَّقافَةِ المُناسِبَةِ لِلطِّفلِ يتَضَمَّنُ:

1 ـ إعطاءُ الطِّفلِ الوسائِلَ الَّتي تُساعِدُهُ على تَنمِيَةِ أفكارِهِ، مِنها :

"القِصَّةُ القَصيرةُ الَّتي تتضمن رُسوماتٍ مُختلِفَةً  ... "

2 ـ البَحثُ عَنْ مَواهِبِ الطِّفلِ وإمكانيّاتِ تَفكيرِهِ، وتَطويرِها لهُ ما أمكَنَ بِالاستعانَةِ بِوَسائِلَ تَعليميَّةٍ .

3 ـ اصطحابُ الطِّفلِ إلى أماكنَ تَزيدُ مَوهِبتَهُ وتعليمُهُ ،مثل:

مَعرَضِ الكِتابِ ، مركزٍ ثقافيٍّ ، مَكتَباتٍ

رابعاً : تأمينُ أجواءَ مِنَ التَّرفيهِ المُنضَبِطِ ، ويَتَضَمَّنُ:

1 ـ تَقديمُ بَعضِ الألعابِ المُناسِبَةِ لِسِنِّ الطِّفلِ ، والَّتي تُساعِدُهُ قليلاً عَلى إعمالِ عَقلِهِ، حسْبَ نوعِ الألعابِ .. فمِنها ألعابٌ ترفيهيَّةٌ وتعليميَّةٌ بالوَقتِ نَفسِه...

2 ـ حُسنُ اختيارِ البَرامِجِ التِّلفازيَّةِ التَّرفيهيَّةِ.

خامساً : تأمينُ وَضعٍ اقتِصاديٍّ لا بأسَ بِهِ، وهذا يَجعَلُ الوالِدَين أمامَ مَسؤولياتِهِما تِجاهَ أسرَتِهِما وتَوفيرِ حَياةٍ طَيِّبَةٍ لأبنائِهِما ، ولكن لا يَعني ذَلِكَ أنْ يَنشِغلَ الأبوانِ عَنْ أطفالِهِما بِالعَمَلِ والكَدِّ فَتَجِدُ الأبَّ مُنشَغِلاً عَنْ أولادِهِ ؛ بَينَما الأمُّ قَدْ تَخَلَّتْ عَنْ واجِبِها باستقبالات الجيرانِ وبِالتَّسَوُّقِ وبِصالوناتِ التَّجميلِ .

"فالعَمَلُ وتَوفيرُ حَياةٍ طَيِّبَةٍ يَسيرُ جَنباً إلى جَنبٍ مَعَ مَسؤوليَّةِ تَربيَةِ الأبناءِ"

هَذا يُمْكِنُ لأيِّ أسرَةٍ أنْ تُحَقِّقَهُ لِطفلِها ضِمنَ البَيتِ مَعَ مُراعاةِ :

1 ـ شَكلِ المَنْزِلِ و "ديكورِهِ" وألوانِهِ .

2 ـ نَوعيَّةِ الزّائرينَ لِلمَنْزِلِ والجيرانِ .

3 ـ الألعابِ المُقَدَّمَةِ لِلطِّفلِ ، والقِصَصِ المُنَوَّعَةِ المُناسِبَةِ .

4 ـ العلاقَةِ السَّليمَةِ بَينَ الأبوين وبَينَ أفرادِ الأسرَةِ .

5 ـ نَوعيَّةِ البَرامِجِ التِّلفازيَّةِ الَّتي يُشاهِدُها ، ودَورِ الأهلِ في انتِقائِها .

6 ـ الأماكِنِ الَّتي يَصْطَحِبُ إليها الأهلُ الأبناءَ .

7 ـ محُاولَةِ حِمايَةِ الطِّفلِ مِنْ أيِّ استِغلالٍ مَهما كانَ ، وضَمانِ حُقوقِهِ داخِلَ وخارِجَ المَنْزِلِ.

8 ـ وَضعِ البَدائِلِ والحُلولِ .

9 ـ البَحثِ عَنْ أفكارِ الطِّفلِ ومَواهِبِهِ وتَعزيزِها .

10 ـ الوصولِ إلى بِناءِ مَنْزِلٍ صَديقٍ لِلطُّفولَةِ .

فَليسَ فَقَط الأطفالُ الَّذينَ يَعيشـونَ في ظُروفٍ صَعبَةٍ :

مِنْ أيتامٍ ، و أولادِ الشَّوارِعِ ، واللاجِئينَ والمُشَرَّدينَ ، وضَحايا الحَربِ والكَوارِثِ الطَّبيعيَّةِ ، وأولادِ العُمالِ المُهاجِرينَ ، وغيرِهِم مِنْ المَجموعاتِ المَحرومَةِ اجتِماعيّاً ، والعُمالِ ، والأطفالِ الواقِعينَ في شَرَكِ البِغاءِ والاعتِداءِ الجِنسيِّ وأشكالِ الاستِغلالِ بأنواعِهِ ، وَذَوي القُدُراتِ والاحتياجاتِ الخاصَّةِ والأحداثِ ، وضَحايا الفَصلِ العُنصريِّ ، والاحتِلالِ الأجنبيِّ والصَّهيونيّ خاصَّةً كأطفالِ فِلسطينَ الأبطالَ ... هُمْ مَنْ يَحتاجونَ فَقط لِلعنايَةِ مِنَ الآخرينَ ومُجتَمَعاتِهِم المَحليَّةِ ، وليسوا هُمُ الوَحيدونَ فَقَط الَّذين يَستَحِقُّونَ العنايَةِ ، ولَكِنَّ أطفالَنا في بيوتِنا لَهُمُ الأولويَّةُ ، ومِنْ ثُمَّ يَجِبُ عَدمُ نِسيانِ الفِئاتِ السّابِقَةِ.

يَقولُ (روبرت كولز) ، طَبيبُ الأمراضِ النَّفسيَّةِ في جامِعَةِ "هارفرد"

" إنَّ الأطفالَ الَّذين لا يَلقونَ أيَّ مُسـاعَدَةٍ هُمُ الأطفالُ الَّذينَ سَيواجِهونَ العالَمَ الَّذي أهمَلَهُم".

ونَحنُ لا نُريدُ لأطفالِنا التَّخَبُّطَ في المَشـاكِلِ النَّفسيَّةِ المُؤذيَةِ ؛ لِذا سَنُقَدِّمُ لَكُم بَعضَ الخِبراتِ العَمَليَّةِ الخاصَّةِ لِلعنايَةِ بِهِم ، وهَذِهِ الخِبراتِ سَنَنْقُلُها لَكُم بِطريقَةٍ سَهلَةٍ سَلِسَةٍ لِكي تُتَرجِموها إلى واقعٍ يَوميٍّ في مَنازِلِكُم.

لأنَّ التَّربيَةَ : عَمليَّةُ تَنميَةٍ يُجاهِدُ مُجتَمَعٌ مِنْ خِلالِها ليُمَكِّنَ أفرادَهُ مِنْ إشباعِ حاجاتِهِم الإنسانيَّةِ الأساسيَّةِ ، و تَحسينِ نَوعيَّةِ حَياتِهم.

لِذا نَحتاجُ إلى :

 تَحسينِ وسائِلِ اتِّصالِنا مَعَ أطفالِنا مَهما كانَتْ أوضاعُهُم.

أنْ نَتَعَلَّمَ فَنَّ الإصغاءِ لَهُم .

أنْ نُعَبَّرَ عَنْ فَهمِنا لأمورِهِم ، وأن نُساعِدَهُم.

أنْ نُحَلِّلَ أسـبابَ مُشـكلاتِهِم .

أنْ نُخَطِّطَ لمحاولَةِ  البَحثِ عَنْ حُلولٍ لِمُشكلاتِهِم ، ونُشارَكَهم أحياناً في إيجادِ تِلكَ الحُلولِ .

أنْ نَصِلَ إلى الثِّقَةِ المُطلَقَةِ بَينَنا وبَينَهُم .

أنْ لا نَنْسى أنَّ التَّربيَةَ الدّينيَّةَ الصَّحيحَةَ أسـاسٌ لِبناءِ جيلٍ سَليمٍ .

أنْ نَبحَثَ عَنْ أفكارِهِم ، ونُحاوِلَ تَرجَمَتَها.

وسَنحاوِلُ البَحثَ في مَكنوناتِنا ، لِنُوَفِّرَ لأطفالِنا الجُزءَ الأكبَرَ مِنْ تِلكَ الحاجيّاتِ ، والَّتي نُلاحِظُ أنَّها ما يَحتاجُهُ كُلُّ طِفلٍ وكَبيرٍ ، وأنَّها تَتَقاطَعُ مَعَ ما تَكَلَّمْنا  عَنْهُ مِنْ شُروطٍ يَجِبُ أنْ تَتَوافَرَ في كُلِّ أسرَةٍ ومُجتَمَعٍ.

ولِنَفتَرِضَ جَدَلاً أنَّ كُلَّ ما سَبَقَ مِنْ حاجيّاتِ الطِّفلِ مُحَقَّقَةً في خَمسينَ بِالمئَةِ مِنَ الأسَرِ ، فَهل هيَ مُحَقَّقَةٌ بِالشَّكلِ الأمثَلِ...؟!

وكَيفَ بإمكانِ الأسرَةِ تَوفيرَها كامِلَةً ؟!

عزيزتي الأم: طفلك حياتك!!... فتهيئي لهذه الحياة.....

واملئيها سروراً وسعادة.......

2010-10-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد