الحب هو لحظة تمر علينا دون أن نكون على علم مسبق بها ، فترى العقل والقلب والمشاعر كلها تنهض لمن جعل ذلك البركان يثور في داخلنا ، وبركان الحب الحقيقي والصادق لا يعترف بالمسميات والحواجز مهما كانت .
فهل هناك شيء اسمه الحب بين رجل وامرأة ،وهل معنى الحب عند الرجل هو نفس معنى الحب عند المرأة ؟
وهل الحب هو الغطاء الذي يستخدمه الرجل لشيء آخر اسمه الجنس .
وهل جمال المرأة كاف كي تسلب عقل الرجل ، ويقول : أحب هذه المرأة ، وعندما تحب المرأة رجلا فماذا تعني بهذا الحب : الجمال – الشخصية – القوة – المال – النفوذ – السيطرة .
وإذا أحب رجلا امرأة لصفات معينة ثم وجد غيرها أفضل منها هل يترك الأولى ويحب الأخرى ؟ وكذلك المرأة إذا وجدت شخصا فأحبته ثم اعجبت بشخص آخر هل تحب الآخر وتترك الأول ؟.
متى يبدأ الحب ومتى ينتهي ، وهل الحب إن كان هناك حب ، يفرضه واقع معين ينتهي بانتهاء هذا الواقع .
هل الحب من النظرة الأولى شيء حقيقي أم كذبة نكذبها على أنفسنا ، ونكون واهمين .
وإذا كان الحب موجودا لماذا هو مختف؟ أم أننا لا نجده فقط ؟ لماذا علاقاتنا لا تدوم ،؟ ولماذا ليست هي صادقة ؟ رغم أن الحب هو الرضى بالتضحية لمن لا يعرف ، وأولا هو الإخلاص والصدق .
الحب أغمض من أن يحمل طعم العسل أو الملح وأقوى من أن يكسر بأقوال ، وهو كلمة تجمع الكثير من الكلمات تجمع المشاعر والعواطف وتنمق الأحاسيس .
بالحب ترى من عيوب الحبيب ما يزينه وترى جمال ضحكته وروعة ابتسامته .
تكون فيه كالفراشة والزهر ، تداعبه فيعطيك ، تسامحه فيغفر لك ، تكون رقيقا لطيفا معه يجاريك ، حتى أنك تجرحه فيداويك .
الحب موجود ولكن كل منا يراه بمنظار يختلف عن الآخر .
أحدنا يراه بنات وتسلية وكل يوم حب جديد ، نمل منه نتركه لنبحث عن من نمثل عليها الحب من جديد ، وهذا بالحقيقة ليس حبا حقيقيا بل شيء يشبه الحب .
وأخرى تنظر للحب على أنه أول عريس يدق باب بيت أهلها أنه الحبيب .
كل شيء في الدنيا يمكن أن نسيطر عليه إلا الحب هو من يسيطر علينا.
ولكن هل يعني هذا أنه لا يوجد حب في هذه الدنيا ، وهل أصبح منعدم إلى هذا الحد ، بالطبع (( لا وألف لا )) !!.
فإن انعدم الحب على سطح الأرض انعدمت الحياة أيضا ، وأنا اعتقد أو أكاد أجزم أنه لا يوجد شخص في هذا العالم لم يعرف طعم الحب في حياته .
وأنا متأكد أن الحب لم ينعدم ، ولكن اعتقد أن الحب الحقيقي أصبح نادرا هذه الأيام ، فمن منا لا يريد أن يعيش قصة حب رائعة ؟!! مثل الأولين وأن اختلفت الأهواء ، فالحب شيء رائع . وهو شيء جميل فيه تتآلف القلوب ، وتنشر المودة والألفة بين الناس ، والحب في هذا عصرنا هذا موجود ، ولكن وجوده بيننا محدود .
وسنجد الأمر أكثر من عادي أن يعترف الرجل بحبه لأكثر من امرأة وحبيبة على مدى سنوات عمره ، دون أن تترك تلك التجارب أي نقطة سوداء في ملفه الأخلاقي ... أمام محكمة مجتمعه الشرقي .. ولكن الأمر يختلف تماما عندما تكون صاحبة الاعتراف فتاة !! ليس بنظر مجتمعها الذكوري فقط وإنما بنظر سيدات وفتيات مجتمعها .
وأخيرا وليس آخرا الحب عالم رائع وحياة جميلة ، وعلى الرجل أولا أن لا يهاب المجتمع أو البيئة أو التقاليد وهو متأكد من حبه إلى نصفه الآخر .
والحب عالم يبحث عن التضحية والتمسك بالآخر وليس مجرد كلام في الهواء ، وما أجمل الحياة والعيش فيها بحب صادق وإخلاص ...
لأن الحب قمة رائعة لا يصلها إلا من تسلح بمسميات الحب الحقيقي ...
فهنيئا لمن أحب بصدق المشاعر والوفاء والتضحية ، وهنيئا للحياة بكل أنواع ومسميات الحب الصادق ، وهنيئا للرجل الذي لا يهاب في سبيل حبيبته شيء ، لأنه عندما اختار فإنه اختار وقرر المضي إلى نهاية سعيدة وليس مجرد وقت يلهو به مع إنسانة وهبته كل حياتها ومشاعرها وعواطفها ....
دمتم بحب وعلى حب