أعوام مضت و مازلت أحمل سيفي أحارب به طواحين الهواء كما كان يفعل ذلك الفارس الأسطوري ، فكلانا يعيش في أوهامٍ من صنع مخيلته و لا يريد العودة أو حتى الاعتراف بالواقع ، و لماذا علينا القبول بواقع لا يحقق آمالنا و طموحاتنا حتى أنه لا يعترف بنا أصلاً
هل من الشجاعة أن نقيد مخيلتنا و نسكن إلى واقع مرير لا يعكس سوى الفشل و الهزيمة
نعم أنا أعترف أني لست شجاعا لكني بالمقابل لست ضعيفا أيضا فأنا أملك اعتبارات لا يستطيع هذا الواقع أن يقرأها بل هو عاجز عن فهمها و إدراك معانيها
أنا لست ضربا من الخيال كما أني لست ملكا من الملائكة أنا ببساطة إنسان عادي اختار أن يرفض واقعه قبل أن يتكرم هو و يلبسه من أثوابه ذات الألوان البراقة و النقش المبدع التي يخدع بها أنظار مناصريه من ذوي الفكر المحدود هذا كله بعد أن يلغي شخصيته و كيانه تماما
لكني بصراحة تعبت من مقارعته ، سئمت من معاداته ، يأست حتى من الانتصار عليه.
بدأت أشعر بأنه يشدني إليه ، تسري أنفاسه بين أضلعي ، تجري كلماته على لساني بعد أن تقتل كلماتي ، لقد أصبح يتملكني ، لم أعد أدري من انا فقد غرقت في بحر ظلماته ،
إنه يناديني
إني أسمعه
إنه يعزف لحن انتصاره ، يتغنى ببطولاته
حسنا ، أعترف لقد خسرت ...........
ببساطة هذا هو الواقع .