هذا ما قالته لي إحدى الصديقات التي تحمل شهادة الدكتورة بعلم النفس ، عندما طرحت عليها مشكلتي و التي تتلخص بمعرفتي بامرأة متزوجة لديها طفلان ، مازلنا حتى الآن و بعد مرور ثماني سنوات على زواجها تبرطنا علاقة حبٍ لم تفلح هذه السنون بإنهائها و لم تفلح العائلة و الأطفال بمحو هذا الحب كما لم يفلح السفر و الاغتراب بإشعال صورة تلك الفتاة التي ما زلت عيناها تشرق كل يوم مع ظهور وجهِ الشمسِ الأصفر على الخليقة.
أنت ظالم دون شك عندما تكلم امرأةً عن الحبِ لساعاتٍ طوال ثم تدعها تذهبُ لزوجها غير قادرةٍ على سماعِ صوته و إن سمعته و حاول لمسها ينتابُ جسدُها نوعٌ من الزلازلِ التي لا يمكن وصفها أبداً ، أنت ظالم عندما تأخذها إلى دنيا الأحلام و ترسمُ لها جناحين و تدعوها لتحليق بجانبك ثم لا تلبثُ أن تدفعها إلى السقوط لتصحو مكبلة بسريرها الشرقَّي وجه ذاكَ الرجلِ الذي اشترته تقاليدنا الشرقيةُ لها .
أنت ظالمٌ لنفسك أولاً عندما تنكرُ حقك بحلمٍ مشروع ينتهي بكَ إلى عالم الواقع و ينقذك من ملامسةِ الخطيئة ، أنت ظالم لتركك لسلال الفولاذ تلتف على مشاعرك و تبني حولها سياجً تُحبس فيه و يحُبس فيك و يدعكَ فريسةٍ لحزنك الدائم
و ربما يذهب بك إلى العالمِ الآخر إن حصل ووصل صوت هذا الحب إلى مسامع الشرف و محو العار .
أنت ظالم لذاك الرجل الذي تسرقُ منه سكينةَ حياته و تدعه عرضةٍ لمعاملةِ إمراةٍ لا ترى فيه غير آلةٍ لطبعِ النقود و شبحً ترضي به رغبتها المشوه بتخيلاتك،.فما الذنبُ الذي أرتكبه ذاك المجهول بنسبة لك لتعاقبه بتلك الطريقة
ألم يلامس مخيلتك يومً أن تكونَ أنت من يلعبُ دوره، ألا ترى أنه من القسوة أن تخطأ تجاه شخصٍ لا يدرك وجودك حتى ،ألم تفكر يومً ما سوف يحل بتلك العائلة لو اكتشف العلاقة التي تربطك بزوجته أسئلةٌ كثيرة لم تفكر أبداً بجواب لها.
أنت ظالم لطفلين كان ذنبهما أمٌ لم تستطع أن تمنحهما الحبَ الكافي
الذي يمنعها من مجردِ التفكير بأذيتهما و المجازفةِ بهما على حسابِ عواطفٍ
و رغبات لا يمكن لها إلا أن تكونَ معمدةً بمياه الخطيئة فما بالك بتلك الصورةِ لطفلٍ يقتربُ من حديدِ الشرفة مبتهجاً لشكلِ الحياةِ في الخارج محاولاً أن يرى ما في
الأسفل و فجأة يسقط،،،،،،،،،،،،
و أمه تكلمك.
أنت ظالم لكل الناس و في البداية أسرتك ووالديك اللذان لم يفلحا بتربيتك بشكلٍ صحيح و لم يخبراك أن الشر مزروعٌ في نفوسنا و لو لم نحاول اجتثاثه لن يكون سوى سكينٍ على رقبتنا.
أخي و صديقي هذا حوارٌ بصوتٍ مرتفع بينا و بين أنفسا و هو بذاتِ الوقت نداءٌ لك شابٍ و فتاة لم يقتنعا بما قدرت الدنيا لهما أن لا يكونا ظالمين.
مع جزيل الشكر لدكتورة غنى