news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
أمتعة السفر... بقلم : ريهام الببيلي

كأنّي أراك توضّب أمتعة السفرْ..

في ليلة غزاها السَّحَرْ..

 و تنتقي من بين أغراضك أشياءً تذكّرك بي..


 

 كأنّي أراك حاملاً ذكراي معكْ..

 كأنّي أراك تلملم ظلال حكايتنا و تضعها في حقيبتكْ..

 و تجمع حزمة لقاءاتنا بكلّ ما فيها من فرح مجنون و عتب مشحون

 و تلقي بها بين قمصانكْ..

 صوري أخذتها أيضاً... ماذا ستصنع بالصّورْ؟!..

 هل ستحلّ مكاني في السّفرْ؟!..

 لو أنّها تحكي لأخبرتك عن ضوء القمر الذي انحسرْ..

 لأخبرتك عن ألمي..ضجري.. شوقي إليك بدون صبرْ..

 لو أنّها تشعر هذي الصورْ..

********

كأنّ الدّموع في عينيّ ليست إلا دموع الفراقْ..

 و الأشواق التي تلتهب فيّ ليست إلا تلك الأشواقْ..

 كأنّي أرى أشلائي تتبعثر على طريق الغيابْ..

 و أنا أرقب أفول أغلى الأحبابْ..

 كأنّما تتساقط روحي من حقيبة السّفرْ..

 لتترك لك أثر.. و أيّ أثرْ..

 أتبعه.. ألحق به.. أرنو إليه..

 أحاول التعلّق به و لا أمسكه..

 سرابٌ.. سرابٌ هو لا أبلغه..

 

********

 

الأشياء من حولي تفقد ألوانها.. تفقد أسماءها..

 تفقد حتّى أشكالها..

 كأنّني لست أنا.. و كأنّها ليست أشيائي..

 الدّنيا سوداء ماطرة.. و أنا وسط عاصفة..

 عاصفةٍ من الحزن تلمّ بي و تدميني..

 عاصفةٍ تغرقني في نحيب دموعي..

 

عاصفةٍ لا أعرف كيف أنجو منها..

 فكلّما حاولت النجاة أخفقْ..

 و كلّما حاولت التقاط أنفاسي أختنقْ..

 فأين يدك أتمسّك بها كي لا أغرقْ..

 أين عينيك تمنحاني القوة و تشعلاني بالأملْ..

 أين أنت؟؟...

 ********

 

أعرف أنّني أهذي.. و أعرف أنّ هذياني حقيقة..

 و لست أدري متى صار الهذيان حقيقة كيف سيكون شكل الحياة بعدكْ..

 كيف.. أخبرني.. كيف تكون الحياة و أنت بعيدْ..

 كيف ستصبح دنياي دونكْ..

 هل سأمشي في الشّوارع دون أن أمسك يدكْ..

 هل سأفرح لأنّني سألقاك ثمّ لا أجدكْ..

 هل سأنام ليلى دون أن أسمع صوتكْ..

 هل سأحلم بك كلّ ليلة و أصحو لأكتشف أنه حلمْ..

 هل سأتمنّاك أن تكون بجانبي و التفت فلا ألمحكْ..

 

هل سأبقى وحيدةً.. مسكونةً بالآهاتْ..

 رمادية التعابيرِ.. باهتةَ البسماتْ..

 هل سأنتهي كنهاية الحسناء في قصص الجّداتْ..

 أميرةً مسحورةً في إحدى البلداتْ..

 و أميري غائبٌ عنّي ليس بيده سوى التّنهيداتْ..

 ********

 

هل و هل و هل..

 ليتني أجد أجوبة لهذه الأسئلة الكثيرة..

 و لكن ما من جوابٍ شافٍ أرتاح له..

 فإنّي أرى في الأفق غيابكْ..

 و إنّي أرى في غيابكَ شقاءْ..

 فمن يخلّصني من هذا الشقاء.. و يعيد إليّ بهجة اللقاءْ..

 من يا حبيب العمر إلا أنتْ..

  

2011-01-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد