أبى الموت إلا أن يسطو على شبابه عنوة واختطفه من أحضاننا اختطافا،وهو لا يزال بعد في نضارة الصبا وعنفوان الشباب.
استقبل الله روحه الطاهرة هدية ثمينة بعد أن صنع له الأوغاد في مدن الضلام قدره ......
سنة على الرحيل ومازلت أحاكي الدهر:
لا يؤمل عندك حب ... لا يؤمل عندك عمر
ولا تؤمل عندك حياة يا أيها الدهر
مزجت الحلو بالمر
طمست الخير بالشر
خاصمت العدل
منعت عن الأرض غصن الزيتون والزهر
ومن كانت نسائمه تمد القلب بالنشوة
صارت يا دهر قارصة تؤذي الروح ، وتدمي القلب وتكويه
يا دهر الشؤم أسألك:
من جدل ( لهن) ضفائرك ..؟
ومن ينسج حوادثك ..؟
من صنع..ومن دون دفاترك ..؟
أآلهة ..؟ ملائكة..؟ أم الأقوام..؟
أيا دهر ألا تسمع ..؟ ألا تبصر..؟ وفي الأرواح ألا تبحر..؟
أليس لديك بعض الحس..؟
أتهنأ في هداياك..؟
وتغفر لمن أهداك..؟
رضيت مجرما سفاحا بالقربان يرشيك..؟
أبقيت الجهل...
أبقيت القهر...
نصرت الظلم ...
أبقيت هواشل سائبة..؟
تعبث، تظر ولا تنفع..
أبقيت الكذب ..
وأخذت أصدق من يقول ومن يسمع...
أبقيت القبح ..
وأخذت خير من كان بهيج الرؤية والمطلع ...
أيا دهر .. أخذت ذو القلب الأصمع ..!
أخذت ولدي ( رماح ).. النور الآفل لن يطلع.
لئيم أنت يا دهر
كريه لونك الأغبر
ظلام لا تحب النور
أنت تخاف القمر بدرا
ومن نحل إذا ما هم يوما يصنع شمعا
لا حييت يا دهر...
لا حييت ... لما تزرع ... وما تقلع