في المشفى
كان لقاؤنا
مريضة على كرسيها الأبيض
تعاني من نزف في المشاعر
دنوت نحوها
ما خطبك سيدتي
صغيرة على المرض
جميلة كالبدر
رقيقة كالعمر
لمست بكلامها كل أرجائي
أشعلت بنظراتها رماد مستقبل كان قد غاب عني
تطايرت أجزائه في سماء النسيان
أخبريني
عنك المزيد
وكأني أعرفها منذ الازل
أحتاج من الحب الكثير الكثير
كل شهر
أنقل دم لجسدي
إنه من فصيلة نادرة
فصيلة النبلاء
كيف لا وأنت آخرهم
لا تقلقي
انا هو المتبرع
فصيلتي في العشق نادرة
لذكرياتها حالمة
خذي ما شأت من الهوى
عندي منه الكثير
كيف تشعرين ودمي اختلط بدمك
أشعر بدفئ الحبيب
وامان جاء وقته
طيور تسافر في أوردتي
تحلق في سماء صدري
احييت ما تبقى مني
كيف لي برد الدين الجميل
دين من صان قلعتي
من جيوش الغدر والهوان
انت من قادني إلى النصر على الألم
أطلب ما تريد
فأنت سيدي
وانا في جوابي إليك أسير
أحبيني
كللي وازرعي الفرح
في أرجاء دنيا خلت منك
أحبيني
كل يوم أكثر
أجعلي مني
صباح يشرق على دنياك
قمرا ينير لك أحلامك
فصول تزهر اوراقه بين ضلوعك
تلاعبي بأمطاري كما تريدين
جفت أنهاري من دونك
دعيني أنهل من شفتيك
حتى الثمالة
لك ما تريد مولاي
أنا رهن اشارتك
كيف لا
وانت من أجرى الدم في جسدي
وأحيى الأيام في عمري
أريد ان أكلل حبي
بولد منك
يحمل في جيوبه
كل الورود والمنى
وريث يتوجك ملكة
على عرشك الوردي
كيف عرفت
إني في أوائل حمليه الفتي
ثمرة نلخص بها الوجود
إني حبلى
يا لفرحتي
إني عاجز عن الكلام
في حضرة الهيام
أريدك ان تكتبني في قصيدة
وتتغزل بي كما تشاء
أجعل مني القصيدة
ومن مولودنا الألحان
أيام على الولادة
أيام ويأتي من أنتظرت
آن الآوان
هي في غرفة العمليات
تنجب ثمرتي
وتكلل فرحتي
فجأة
خرج الطبيب الي
يخبرني
عن أمر أشبه بالمحال
سيدي
إننا نواجه أمرا صعب القرار
عليك الأختيار
بين من تحب
أو المولود
وصرخت في وجهه
كيف الخيار والسؤال
طبعا
هي
لا أريد ذلك المولود
هي ..... هي.....
لا تكرر السؤال
سؤال وحيد الأجابة
أصبح الوقت كالسيف على رقبتي
خرج وأخبرني
أنها تريد رؤيتك
حبيبتي كيف تشعريين
أتذكر حين قابلتني
وانقذتني
من موت أكيد
ومنحتني
عمر مديد
على شهور عجاف
كانت أجمل ما في الوجود
دعني أنجب لك ذكرى أيامنا
ودعني امضي لمصير أيامي
ألا بحق لي برد الدين
لمن وفى إلى حد العبادة
أرجوك لا ترفض طلبي
إنه الأخير
لا...... ماذا تقولين
أتردين
ان يتربى ابننا من دوننا
فلا حياة من دونك
انت هو خياري
ولا تراجع عن قراري
كما تريد
خرجت والفرحة تغمر وجهي
والورد يحاصر مشواري
خرج الطبيب
مبروك
قد أنجبت زوجتك
مولودة تشبه أحلامك
وهي
أجبني
وذهبت متجها نحوها
رأينها على سريرها الأبيض
كما اول مرة
لكن من دون حراك
لم استطع هذه المرة فعل شيء
فقد أتخذت قرارها
في رد الدين
كانت آخر كلماتها
ان أجعل منها الكلمات
ومن ابنتنا الألحان
هكذا تكون قد نسجت
أجمل قصائد الهوى
على حساب ما مر من الهوى
لك ما أردت حبيبتي
سأطلق عليها اسم
ذكرى من أحب
سأطلق عليها اسمك
ولن أكنيها باسم عائلتي
فهي انت
سأكنيها باسم عائلتك
واخالف كل النظم والعادات
اسميتها
ذكرى الهوى
فهي ذكرى ( اسمها ) على اسمك
وعائلتها الهوى
هي وباختصار
امتداد لجسدك الذي توارى تحت التراب
سأرعاها كما فعلت معك
لن احزن
فأنت لن تموتي
انت حية في دنيا الأمل
وكما طلبتي مني
ان تكوني في يوما
كلمات لقصيدتي
سأسمي هذه القصيدة
ذكرى الهوى
