news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
تحرر المرأة حقيقة أم خيال... بقلم : د سلوى الزين
syria-news image

لقد نالت المرأة في بعض البلدان حقوقا سياسية وفتحت أمامها أبوابا من المهن العديدة مع هذا فأنها ما تزال كائنا لا يملك غير حريات جزئية وحياتها كلها مرهونة بهذه التبعية.


يقال ان: "- المرأة مساوية للرجل –"

 

بالتأكيد ولكن هل هذا الاعتراف يؤكد حريتها فعلا؟

 

ان المشكلة ليست وليدة اللحظة الراهنة بل لها جذور وأبعاد عبر التاريخ الانساني، فعلاقة الرجل بالمرأة هي الخلاصة المكثفة لاضطهادات الانسان واستلابه حقوقها منذ زمن بعيد عبر الأنظمة الاستبدادية التي مرت بها البشرية.

 

ففي تلك المرحلة التي نهضت فيها الاسرة المعارضة للقبيلة وتطورت الملكية الخاصة واكتشف فيها البرونز والنحاس تفجرت الحروب وتراكمت الثورات ضمن الاسرة الواحدة ادى الى انقسام المجتمع الى طبقات مختلفة ومهد الطريق لولادة الدولة بهدف السيطرة على التناحرات الطبقية.

وهكذا انطرحت مشكلة انتقال ملكية الخيرات الى الرجل بعد ان مرت بفترة كانت فيها مساوية للرجل اجتماعيا وفكريا ان لم نقل انها تفوته

وخلاصة القول ان ملكية الرجل للاسلحة والادوات وقطعان الماشية جعلته يصرح بنقل ميراثه لاولاده بدلا من اشقائه وشقيقاته.

وهكذا عرف الجنس المؤنث هزيمته الكبرى عبر التاريخ واستقرت الهيمنة للرجل الذي صار ينظر للمرأة على انها أداة عمل وانجاب وبدلا من ان تكون تابعة لدائرة ابيها أصبحت تابعة لدائرة زوجها وصارت تقايض مقابل ماشية أو اسلحة ...... وغيرها.

ومع مجيء الديانات السماوية حصلت تغيرات عديدة في وضع المرأة ولكن سرعان ما خاب أملها عندما تحول الدين من دين للفقراء الى دين دولة.

فنجد ان اساس الدين اليهودي يقوم على سيادة جنس الذكور على النساء وان عقل الرجل جزء من الذات الالهية اما المرأة فهي من سلالة الحيوانات والشياطين

 

- لقد كتب توما الاكويني : المرأة كتب عليها ان تحيا تحت هيمنة الرجل وألا تكون لها اي سلطة -

 

وحتى في العصر الحديث ورثوا بعض الرجال عن رجال العصور السابقة كراهية الشديدة لذكاء المرأة انهم يفضلون عليها المرأة الغبية التي تعتقد ان سيادة الرجل وخضوع المرأة انما هي أشياء طبيعية لمجرد انه ذكر وهي انثى

 

وهناك كثير من الرجال يعتقدون ان عقل المرأة يشوه انوثتها وان ذكائها يفسد طبيعتها .

هل نالت المراة حقوقها في عصر النهضة او في العصر البرجوازي او الرأسمالي ..........

 

لقد جاء عصر النهضة ليفجر طاقات كامنة فقد تراجعت التقاليد الاقطاعية امام ما هو جديد من روح البحث والفردية الانسانية

ومر العصر الوسيط وجاء عصر النهضة ليفجر طاقات كامنة لدى المرأة مقتبسة من الثورة الفرنسية فتتحول عاملات الضواحي الى بطلات يزحفن الى قصر فرساي ويستولين على المملكة بنفس الوقت الذي استولى الرجال على الباستيل

 

وبعدها أتت الرأسمالية لتستغل المرأة والأطفال في تخفيض الاجور فثبتت الدولة البرجوازية نظام الاسرة ركيزة العهد البرجوازي .فقانون نابليون المدني جعل المرأة المتزوجة تحت وصاية زوجها فهي ملك له وقد صرح قائلا:ان الطبيعة قد جعلت من نسائنا عبدات لنا.

 

وجاء فورييه بصوته الطوبائي المخنوق يعكس واقعا خالطا بين التحرر والاباحية الجنسية

وجاء غيره من الطوبائين الذين لم يدركوا ان تحرر المرأة رهن بالتطور التاريخي عبر ماضي وحاضر ومستقبل عبر فكر موضوعي يجسد واقعا وتنطلق منه مؤكده بهذا على ان التاريخ يسير عبر حركة تطورية.

قضية تحرير المراة قضية سياسية بالدرجة الاولى لانها لا تمس حياة نصف المجتمع فحسب ولكنها تمس حياة المجتمع كله.

وتخلف المرأة وتكبيلها لا يؤخر النساء ولكنه ينعكس على الرجال والاطفال ،وبالتالي يقود المجتمع كله الى التخلف.

ان تحرر المرأة هو اطلاق امكانياتها الفكرية جميعا من أجل أثراء المجتمع فكريا ، اي انها قضية حرية فكرية للنساء من اجل لعمل الخلاق والمشاركة في تطوير المجتمع في ظل مساواة الكاملة بين الجنسين ، وليست مجرد حرية جنسية من أجل قتل الفراغ والملل ، وامتصاص الطاقة المعطلة.

 

نحن كمجتمع مختلف من حيث درجة التخلف والتطور الفكري والسياسي والاجتماعي نجد ان المرأة العربية لا يمكنها ان تحرر الا اذا ساهمت وشاركت من خلال واقعها الذي تعيشه من خلال الظروف الموضوعية التي لابد من اكتشافها والانطلاق منها لتصل الى حلول تعمل على تحررها..

 

في مجتمع رجالها عبيدا أصبح الانسان الحر عبدا . كيف تتحرر المرأة؟

 

في مجتمع قتل الصدق فيه وقتل الطموح سعت فئة مريضة جعلت من المرأة مخلوق ضعيف جبان بلا عقل في حياتها محور واحد مقتنعة به ولا تغيره لا تحرر ابدااا

 

وحتى في عصرنا الحاضر نجد بعض الرجال ورثوا عن رجال العصور السابقة كراهية شديدة لذكاء المرأة وفضلوا عليها المرأة الغبية التي تعتقد ان سيادة الرجل وخضوع المرأة انما هي اشياء طبيعية لمجرد انه ذكر وهي انثى

 

وهنا يبرز دور الدين والتدين واضحا جليا كضوء الشمس فنجد الدين طريقا يقود لصحة الانسان وسعادته الى المساواة الى نصرة الضعيف ولم يخلق من اجل تعاسته ، الاديان وضعها الله سبحانه وتعالى من اجل الانسان لهدايته الى الحق والخير والجمال الموجود في هذا الكون العظيم.

 

لكننا نجد ان المرأة في سوريا اخذت مكانة افضل من غيرها في الدول الاخرى بكثير ودخلت في جميع المجالات

2011-01-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)