القصة : سيدتان تلتقيان بالصدفة عند صالون حلاقة.
- السيدة أمل تجلس داخل الصالون تقوم بصباغة شعرها الذي بدأت بعض خصلات من شعرها تشيب وهو نذير يقول لصاحبته أنك بدأت تكبرين.
- سيدة أخرى تدخل الصالون بشعرها المبتل وتلتفت إليها صاحبة المحل وترحب بها : مرحبا مدام فرح ما هي أخبارك ماذا تنوي أن تصنعي بشعرك اليوم؟
فتجيبها السيدة فرح : سيشوار وموديل على ذوقك تعرفين كم أقتنع بذوقك.
- تسأل من جديد الحلاقة : هل عندك مناسبة اليوم مدام فرح؟
- تبتسم السيدة فرح ويشرق وجهها وتلمع عيناها ، فترد : أحلى مناسبة اليوم حفل تخرج ابنتي ريما من الجامعة . الحمد لله كل سنة بسنتها ، وعقبال الشغل .
- تندهش السيدة أمل وتقول لها ما شاء الله ليش كم هو عمرك؟
- ترد مدام فرح أديش بتحطيلي عمر .
- السيدة أمل وتتمتم إمممم يعني مبين عليكي صغيرة لكن تقولين عندك بنت متخرجة، لقد تزوجت صغيرة أليس كذلك؟
- ترد مدام فرح : نعم.
- لقد تزوجت صغيرة كان عمري ستة عشر سنة حتى لم آخذ البكالوريا. والآن عمري هو سبع وثلاثون سنة.
- السيدة أمل ترد : مو حرام اتجوزت صغيرة؟
- السيدة فرح : ليش حرام لا أحب الدراسة والرجل الذي تقدم لخطبتي وضعه المادي جيد فلما الرفض.
- السيدة أمل : المادة مهمة جدا، لكن شرط غير كاف، هناك ما هو أبعد من المادة، الانسجام والطباع طريقة حياة، والفتاة في هذا العمر متقلبة المشاعر فربما ما كنت ترينه رائعا في الماضي، تجدينه غير مرغوب به الآن.
- السيدة فرح : الحمد لله طريقة حياتنا متشابهة جدا . نحن من بيئة واحدة . أبي وأباه تجار ومحلاتهم ملاصقة لبعضهم البعض.
- السيدة أمل : ألا تعتقدين أنك استهلكت جسدك باكرا الحمل والولادة. ألا تعتقدين أنك لم تتمتعي بفترة شبابك، فورا دخلت إلى عالم أكبر منك مليئ بالمسؤوليات والحياة الجدية.
- السيدة فرح : عالم أكبر نعم ، تعبت من الحمل والولادة نعم، يعني أربعة أولاد بدهم شغل . لكن بالمقابل كان زوجي سهل الطباع وهناك من يساعدني في المنزل.
- السيدة فرح : أنا إلى الآن لم أسألك بعد . واضح من خلال كلامك أنك لم تتزوجي باكرا ترى متى تزوجت؟
- السيدة أمل : أعرف أن الناس قالوا أنني لم أتزوج في عمر مبكرة، هذا في عرف المجتمع عندنا . تزوجت وكان عمري خمس وعشرون سنة لكن باعتقادي أن فكرة الزواج فكرة كبيرة جدا ليست بهذه البساطة، عندما أصبحت أدرك أو أعرف ما أريد وأني لن أقبل بأي زوج يتقدم لخطبتي فهناك معايير لن أتنازل عنها ، عندها تجرأت وأصبحت أقبل بفكرة الزواج . أي أن عقلي هو صاحب القرار وليست مزاجيتي .
أنا منذ تخرجي من الجامعة وأنا أعمل وأجتهد على نفسي ، ولا أترك نفسي حبيسة الفراغ . قولي لي كم من فتاة صغيرة تزوجت ، ومن ثم طلقها زوجها بعد فترة ترى كيف أكملت حياتها خاصة إن كان هناك أولاد. ترى ماذا عرفت وماذا شاهدت من هذه الدنيا غير أنها شبت على التعتير .
على الأقل أنا إن طلقني زوجي هناك ما أستطيع أن أرتكز عليه وهو خبرتي وشهادتي مهما كانت هذه الشهادة. أنا عندما تزوجت كان عندك ثلاثة أولاد. الشيء الإيجابي عندك أنك الآن خلصت من مشكلة التدريس ، أما أنا فمازال الدرب طويلا أمامي ، والله يقدرني على تحمل هذه السنين القادمة.
أنت الآن سيدة فرح ألست سعيدة أن ابنتك قد حصلت على شهادة جامعية، وربما تجد عملا وهذا ما كنت تتمنينه قبل قليل ولم تقولي عقبال العريس أليس كذلك ؟!
أول فكرة خطرت ببالك هي العمل وليس العريس لأن بداخلك تقولين حرام تحصل على شهادة وتعلقها على الحيط ؟ هل صحيح ما أقوله ؟
- السيدة فرح : تتنهد وتقول والله معك حق.
- السيدة أمل والسيدة فرح تنظران إلى المرآة أمامهما وتتابعان عمل مصففة الشعر . وكل واحدة منهما تعيد التفكير في رأيها . السيدة أمل تتساءل في نفسها ترى لو تزوجت باكرا ألم أكن ارتحت الآن من مشاكل الأطفال ؟.
والسيدة فرح تتساءل في نفسها هل لو تزوجت في عمر أكبر ولو بقليل لكنت فعلت شيئا لنفسي ولم أكرس شبابي كله للأولاد؟. ترى من الصحيح فينا ؟؟؟
النهاية