news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
نحو دراما سورية عائلية راقية .. بقلم غالية داوود

لا يخفى على القاصي والداني أهمية التلفاز و الدراما في حياتنا اليومية ووجودها في منازلنا ، فأضحت  المسلسلات السورية خاصة تشاركنا نقاشاتنا في أي جلسة أو لقاء لايكاد يخلو من الحديث عن مسلسل  ما..


وهذا كله لا أحد يعارض عليه.. لكن حين تتحول الدراما من حدث عائلي اجتماعي إلى حالة فردية فهذه مصيبة وإن كان لا يعلم أصحاب هذه المهنة أننا وصلنا لهذه المرحلة فالمصيبة أعظم ...فبدلاً من أن أجلس أشاهد المسلسلات السورية بكل طمأنينة وراحة مع عائلتي بدءاً من أطفالي الصغار إلى أخوتي المراهقين أصبحنا نتفادى مشاهدة بعض المسلسلات السورية كعائلة ...والسبب المشاهد والايحاءات الجنسية الواردة في هذه المسلسلات ...  حتى بتنا نترقب مشاهدة المسلسلات وفي أيدينا الريموت كونترول كي نقلب المحطة عند بعض المواقف...هل هذا هو نجاح الدراما السورية ؟

والمحزن حين نطالب بإيجاد حل لهذا الوضع فيقف لنا من يقول ...ولكن هذا واقع ويجب طرحه ...هذا كلام جميل ولا غبار عليه ونحن معكم أننا نعاني من حالات فساد في المجتمع وصلت لمرحلة لا نستطيع اخفاءها ...ولكن طرحها لا يكون بمسلسل تشاهده عائلة كاملة..ولا يكون بأن نحول المسلسلات لبقعة تطفو عليها الفئة الفاسدة فقط  ..حتى اصبحنا نتخيل أن الشباب السوريين كلهم (...). والفتيات السوريات كلهم( ....) فطفت الفئة الفاسدة على مسلسلاتنا فلا نرى سواهم وغمروا اي فئة أخرى ..

فليس التلفزيون الحل لطرح القضايا الاخلاقية إنما الحل التوجه إلى السينما لطرح هذه القضايا وهنا تحول الفيلم إلى رغبة  الفئة المطلوبة فمن كان من الفئة الموجه إليه الفيلم لن يتوانى عن مشاهدته ..أما أن يفرضوه على كل فئات المجتمع فهذا غير مقبول بتاتاً...

فالمجتمع الذي نحن فيه ليس كلنا فيه كما تعرضه المسلسلات بالعكس بدءنا بحجة كشف الواقع لا نرى إلا الجانب السئ من هذا الواقع ...لماذا لا نرى في المسلسلات تسليط الضوء على آلاف الشباب السوريين المتطوعين في الأعمال الخيرية ؟؟؟فلو فكر أحد هؤلاء الكتاب أو المخرجين النزول ليوم واحد إلى الأعمال التطوعية لتفاجئوا بأعداد الشباب المساهمة كعمل خير لا أكثر ولا اقل...

لماذا لا نرى في المسلسلات السورية تسليط الآضواء على آلاف البنات المتطوعات للعمل والتدريس في المراكز الاجتماعية ..؟؟؟وبشكل محترم وحضاري ؟؟وكمثال حي في أحد دور الأيتام في دمشق صبايا جامعيات متطوعات لتدريس الآطفال مجاناً مساء..حتى أطلقوا على يوم مخصص لمدّّرسة محددة يوم الأم من درجة رعايتها وحنانها.

لماذا لا نرى عن رجال في رمضان قاموا بتوزيع مؤنة في رمضان تكفي 100 عائلة ولا أحد يعلم اسم الشخص حتى الآن الذي وزع هذه الكميات

أين كل هؤلاء من الدراما السورية...؟؟

يريدون واقع ...شئ جميل فليتوجهوا إلى دار المتسولين والمتشردين ليرصدوا الحالات الاجتماعية التي تسمعها هناك...يريدون واقع فليطرحوا قضايا اغتصاب الأطفال التي صرنا لا ننفك نرى قصصها على صفحات الجرائد والمواقع!!!

يريدون واقع ؟ ليروا معاناة المغتربين والمخترعين وووووووو...

 

وأخيراً ما نطلبه من هذه المقالة موجه للكتاب والمخرجين ملخص في أمرين فقط :

الأول :: يكفينا تشويه للشباب والشابات السوريين في المسلسلات السورية ...فنحن لا زلنا موجودين ...شباب لا نقبل بالعلاقات الحرام...شباب لا تشغلنا العلاقات والمشروبات والكازينوهات حتى يصورون الكازينوهات دائماً مصدر سعادة للشباب وكأن شبابنا لا يغيبون عن هذه الاماكن ولا نرى صورة لشاب ملتزم اخلاقياً أو دينياً .... نحن هنا كشباب... الملتزم مننا بدينه ملتزم بصدق.. ليس ليلتجأ للأرامل لقضاء شهواته أو جَلدْ أخواته....نحن ما زلنا موجودين كشباب نغار على نسائنا ونخاف على بناتنا ولا نبيع ونشتري بهم مع اصدقائنا ...نحن ما زلنا موجودين  كصبايا  لديها ما يشغلها أكثر من اهتمامات لباسها المكشوف ومشاويرها وتفرح كلما ألتقت شاب غازلها قليلاً  ...نحن موجودين كأهل دمشق وريفها ومحافظات أخرى لا نرى من الحرام سهلاً...

نحن موجودين كشباب سوريين ليس كما تروننا في المسلسلات  ...

ثانياً : أرجوا فقط من المؤلفين والمخرجين حين كتابة مسلسل و إخراجه مراعاة أنه يشاهد المسلسل الكبير والصغير ...فأود سؤال مؤلف الخبز الحرام ما هو تصرفي مع أطفالي حين تستغرب ابنتي علامات الضرب على الفتاة والسبب كان سليم كلاس؟؟

ماهو ردة فعلي حين ترى ابنتي الشاب تزوج الفتاة ثم اصطحبها لباشا ليتركها عنده ويقبض ثمنها ويمشي ؟؟

 ابنتي تبلغ من العمر 9 سنين فهل أنا مضطرة لأريها هذا الجانب من الرجال !!!!!

رغم أن المسلسل طرح جوانب أخرى لا ننكرها أهميتها كحالة هيام وسهام ......

ماذا أفسر حين تشاهد ابنتي الكبرى (13 سنة ) بمسلسل صبايا احداهن وهي تقفز فرحة لان شاب أعجب بها بالمطار فقام بدعوتها للعشاء والحفلات والسهرات والبقية حولها يبدين اعجابهم ( بشهامته ) ولاحظوا (شهامته)  وحين  تذكر اعتراض امها يتأسفن على حالها !!!!

أو حين يتقدم لها شاب ترفضه لأنه أرسل اهله مباشرة َ!!

بينما نرى بمسلسل آخر مدّرسة دين تطالب بالجلد وتطالب بالأذى..او تحاول هداية فتاة بطريقة مقرفة سخيفة ؟؟؟ فحوّلوا مدرسات الدين لشخصيات غبية لا تعيش الواقع ولا ترقى لشئ من الأخلاق

لا أريد لابني أن يشاهد الشباب وكلما أرادوا المرح اتجهوا إلى المشروب والملاهي الليلية وترى البنات مصفوفات للاستعراض ...؟؟

فهل مشاكلنا حلها بهذه المشاهد وعلى رغم أن الدراما السورية قفزت أشواط كبيرة دون الحاجة لهذه المشاهد فمن الذي فرض علينا وجودها كدليل نجاح وتطور؟؟

 

وأخيراً : من الحق علي أن أذكر أنه كما كان في رمضان هذا جوانب سلبية رأينا أعمالاً نفتخر بها وبرصيدها في الدراما السورية فأقف احتراماً للفنان بسام كوسا وجميع كادر العمل على مسلسل

 ( وراء الشمس) وفريق عمل (القعقاع)

فأتمنى إعادة النظر بمستقبل الدراما السورية كي لا تخسر مشاهديها بدءاً من الشباب السوريين ..

لدينا الكثير الكثير من نفتخر فيهم كشباب واطفال ورجال ونساء

ولكم تحياتي

2010-10-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)