(باللغة الفصعة .يعني عامية مع شبه فصحى )
عاد الى منزله بعد غياب لم يدم ستة اشهر كان يعمل خلالها في الشول والصحراء المقفرة .عاد وهو يحلم بدفء بيته وحنان أسرته
دخل إلى قن الجاج "منزله" ولكنه وقف مذهولا لم يعرف أحدا من أفراد أسرته .الكل شعره منكوش وكأنه فتاشا قصف كل شعرة وأختها
وتبدو عليهم علامات الجعلكة .وجوههم مكفهرة وتحت عيونهم سواد داكن وكأن كل واحد منهم تلقى بوكسا مرتب على عينه.
الكل يصدر صوتا و زخة من صدره كأنها حمار ينهق او زمورا يزمر نشاذا مع كل كلمة تخرج من حناجرهم الصدئة .
انوفهم باتت حمراء كبيرة كرأس فجل متورمة كخراطيم الفيلة.
يرتعدون ويهتزون في قيامهم وقعودهم وسيرهم ويرتجفون قصبا في مهب الريح.
اكتشف انهم يرتجفون من البرد:لا مازوت ولا شحار بالمدفأة ..قال وهو يحمل نظرة دهشة مع خوف:يخرب بيت سنتكم شو هاد ؟؟
أنا بسيرك أو بشو ؟؟
الزوجة :أبو شامر"سامر " هاي أنا فوت لا تخاف اهلا وشهلا .
وليش عم تحكي هيك ؟هاد اللي كان ناقصك فوق الموتة عصة قبر..
اشكوت ما في ولاشن بتمي هروا وشلتوا من قلة وضعف الكلش والكالشيوم .
اسكتي خلي بنتك تحكي ...وداد :الدكتور استغرب قال ليش ما بتشرب حليب وتاكل بيض ؟؟
قالتله أمي : ليش مين قلك إنه البقرات واقفات عالباب بس بدهم حدا يحلبهن؟ والبيض انقرض من عندنا من قبل انفلونزة الطيور الله وكيلك .
الاب :وليش هيك اشكالكن ؟
الام :حبينا نوفر قرشين ونعيش بهل كم ليرة اللي بعتهم .الله وكيلك الشامبو مغشوش مرقة مخلل والمكياج مخلوط زبل وروث حيوانات
واللحم قوافل حمير وفيلة والخضرة عم تشرب مياه مجارير والزيت مخلوط بول جمال .
لا تشوف حالك نفدت بريشك أصلع وما بتتمكيج ..لما مفكر نانشي وأليشا عم يشتنوك برى ؟؟او هيفا رح تغنيلك
بوش الواوا ؟تعى بوش الواوا وما رح تشبع كلنا واوايات .عكل حال بكرى الله بيعطينا وبعمل زراعة شعر صرت صلعة .ابو سامر :لازم نزرعلك فصة على اشكالكم انسب .
وليش ما في مازوت ؟؟على الاقل لازم يطلعلنا شيكات مازوت
ام سامر :ليش مادريت ؟؟طلعنا مليونيرية ومن اصحاب القملات قصدي الاملاك ومالنا خبر !! شفت هدول الخفانات التلاتة اللي وضعناهم امام البشكليت :بسكليتة "
تبعت سوق الهال وربطناها بالجنزير مشان ما حدا يشفطها طلعوا أملاك يا بعلي.
الزوج :ياإلهي .شي بيقرف اللي عمرو ما قرف وأجحش "أجهش " بالبكاء .
أسند رأسه على ركن من أركان الاصطبل "منزله" وبكى .
سألته زوجته عن سبب بكائه كرجل ؟؟
قال أبو سامر:قرفان من شوفتكم وما في ولا نقطة مازوت إحرق حالي وما معي ولا فرنك صاحب وحدة تانية أو أطرقها جازة.
جعرت الزوجة صرخة مدوية تنم عن سخط شديد :أن إذهب مع الريح ولا تخليني بق البحشة "البحصة".
تمتم الزوج عبارات مبهمة غير واضحة أوصد الباب خلفه :أبو هالعيشة .
قالها ومضى,الى حيث لا يدري لا ريح تحمله ولا عاصفة تعصف به سوى زفرات قهر وغضب تصدر منه كبركان
ولكن ياللأسف لهيبها لن يستطيع أن يعيد الدفء الى جدران اصطبله.