استلقى يقظان في أحد الأيام و أخذ يحلم بما يدعى الحرية... تخيل أنه اليوم عيد الأمة العربية فقد صدر قرار بإلغاء الحدود بين بلاد الشام ... وأنه يستطيع اليوم أن يذهب إلى عمان ... ومن الممكن أن يزور بيروت العربية .. وأن يصلي بكنيسة المهد... سيشرب من مياه بردى .... و يأكل من بيارات القدس... سيسبح بالبحر الميت ... ويلوح بيده لخالته من جبال الأرز.... سيستمع لتغريد عصافير بلاد الشام و يستمتع بما حوله من ألوان طبيعية...
أما غداً فلديه مغامرات كثيرة... فهو لم يزور حتى الآن البتراء ... ولم يعرف ما هي المغارة المشهورة التي تقع بشمال بيروت فقد أخبروه أنها تدعى جعيتا وهي من العجائب الدنيوية.... وسيبذل جهده ليذهب للشام ويدخل الجامع المشهور الذي يقع في الحميدية ... وبجانب جامع بني أميه هناك قبر بطل الحرية .. صلاح الدين الأيوبي... ويعود بأدراجه للقدس و يزور موطن الإسراء و المعراج قبة الصخرة الذهبية....
تسأل يقظان هل يصبح الحلم حقيقة... إلى متى سنبقى نحلم حلم الحرية.... وحلم ما يدعى الوحدة العربية.... متى سيصبح العصفور قادر على المرور بين الشام وبيروت و القدس و الأردن دون أن يسأل عن الهوية !!؟ دون أن يدفع ما يدعى رسوم دخولية ... أو دون أن يرهن ماله من أقارب بيت أو سيارة أو حتى قارب ... ليتمكن من زيارة قبر لشخص يحبه و لم يسمح له الزمان أن يراه....
فجأة قفز قط منقط على يقظان المحبط... وبدء بالمواء و كأنه يقول هي قم .. فما تحلم به سيبقى حلم... و إن تحقق ستكون قد تحولت لكوم تراب... أما أنا فإني قط محظوظ استطيع أن أذهب متى أشاء إلى جميع ما تحلم به من بلاد.. ميو