وصفنا أحد الخبثاء قائلاً:
لا تأمن إلى النّساء و لا تثقُ بعهودهنّ
فرضاؤهنّ و سَخْطهنّ مرتبطٌ بفروجهنّ
يبدين وُدّاً كاذباً و الغدرُ حشْو صدورهنّ
لست بوارد الدّفاع عن بنات جنسي و حَسْبي أنّي أشْطرُهنّ...ولكنّ لا بدّ من وقفة مع الذّات للإشارة بأنّ عدم الأمان سببه الخيانة و انعدام الثّقة سببه الكذب المُتعَمّد و المستمرّ؛ فيا أيها الخائن و الكذّاب أقلّها أن تعمل على إرضائنا لتتجنّب سخطنا!
إن نظهر عكس ما نُضمر، فهذا واقعٌ محال فرَضّته علينا كالماء القراح..و إن لم نفعل ذلك، لتماديت في اللّغو المبرح إلى ما لا نهاية..كوننا نغدر بك فهذا حقيقةً أضعف الإيمان.
لكلّ امرئ من دهره ما تعوّدَوا عادة... الرّجل المخدوع الطعن في النّسا
نحن وإن كنّا هُنّ ..لا نعيش رهن أخذٍ و ردٍّ تتجاذبنّ أمواجكم العاتية من شرق إلى غربٍ..لا يمكن أن ترضى أمّهاتهنّ أن بيقين أسيرات مزاجكم و كلّما دقّ كوزكم بجرّاتهنّ...لعنتم أفطاسهنّ! و كأن المطلوب أن يسدنّ أبوازهنّ أمام حضرتكم..و لا بأس في بعض الأحيان لو صفعتموهن..
أمّا حبيبي ففي قلبيَ نبضْ، و في عِرْقِيَ مَوَر، لا أعرف الخوف معه و لم يستسلم جفني للوسَن..
في ظلاله يكتنز دلالي و يحلو السّمر؛ يروق لي أن تتوقف ساعات الزّمن..حين أسامرُه يتعطّر ثغْرُه بكأس السّهر، أشربُ عنه عُصارة الحبّ و أباغت نزوات القدر!
قدري أن أحبّه شاء الله أو غضب على كلّ البشر...من سيّئاتي نُطفة العمر تقَشّبتْ، سكنتُ حياتي بكوخ من الوَهن؛ أخيراً نجوت من عُقوقي و حاكى قلبي عقله المَرام.
أنا منه قصيدة للنّشر، من قرأها عرفني دون أن يتمّ اللّقاء..، أنا منه بارقة حديث مَن سمعه فاض وجهه أبتسام؛ أنا له أعزّ النّساء و صمتي عن حبّه حرام!
اقتضى التّوضيح.