العلم يخرج الناس إلى النور

والقذافي أراد انعدام النور عن شعبه منذ كان ، لكي يحجبهم وراء الشمس ويبقيهم جهلة مثله مع تحفظي على المصطلح ومع عدم نسياني بأن الغالبية العظمى من الشعب الليبي الذي أحترمه بدوري هو الآن من الطبقة المثقفة والناجحة أدبيا واجتماعيا أيضا .

 كان وأن كان ما كان ، بأن شعبه أناره الله بالعلم والإيمان وأبعده عن فكر قائده المختل الوجدان ، أراد وعمل على أن يبقي شعبه بلا علم لكي لا يحصل ما يحصل الآن ولا يقال له في يوم من الأيام ،  كان يا ما كان ، قد كان قذافيا ذو الوجه الغريب التضاريس والشعر مثل ليف يتشعب في البستان وكان هو  أول من اخترع حبوب مخدرة تذهب بعقلك إلى حالة الهذيان ، لم ولن ينجح في مراده الزئبقي .

أيها القذافي: يا قذاف الأخبار والنكت العالمية المفاجئة والمحيرة لعالم بأثره ، والآر بي جي التي تضرب انتقاما على طاولة مسكينة تشفق عليها كل خشبة من السنديان ، أيها القنبلة الموقوتة للضحك أيها الدمية المتفجرة غضبا وتهكما من ذاتك المجنونة ، أيها الوابل من حقول ليست بنفطية بل آبارٍ هستيرية ، يا ألف وألف قاذفة من النوع الثقل المسيل للدموع ضحكاً.

إن كنت ترغب بأن تدخل التاريخ كما تزعم ، فإليك بطرق عديدة ومن ابواب وسيعة لا تكلفك سوى عدم تناولك حبة دواء مخدرة ، فتلك معضلة والشرط الأول أن تكون صاحي ولو بنصف دقيقة والنصف الآخر من الدقيقة عليك أن تنفذ الطريقة ، السهلة الوحيدة المتعددة الأساليب ، فلك أن تختار ما تشاء وأن تنهي هيجان دمك قبل غد عند العشاء فإني أريد الاحتفاء ،

وخطوتي التي يليها ما كان ، خذ مني المفيد الملائم الآن ، يمكنك أن تفعل كما فعلت (داليدا الشهيرة ) وحازت في فترتها على مس ايجيبت ، كانت إمرأة حالمة كثيرا وهي صفة مشتركة معك ، بإمكانك أن تحظى بلقب (مستر هستيريا) وإلى الأبد  لن ينازعك أحد على اللقب و بكل تأكيد.

أو كما فعل (أدولف هتلر) وأنت تشاركه بأنه ليس في قاموسك الأخضر شيء يشبه حكومة أو شعب بل رأيك هو مطلقا الرأي الصواب فالشعب كالجرذان تجوب الشوارع مهلوسة ولا يسمح للجدال في فكرتك ، ادخل التاريخ من ناحية المزبلة أرجوك وإن شئت اتبع طريقة هتلر في انتحاره ، أو كما مات (بنيتو موسوليني) رميا بالرصاص ،و هذه الطريقة التالية ليست منك بك يمكن لغيرك أن يساعدك على تحقيقها كما كان مصير  (سلوبودان ميلوشيفيتش) أن تتهمك محكمة الجزاء الدولية بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة وتموت وأنت في سجنك.

قد تعددت الأساليب والنتيجة واحدة ثورة غضب ، حذار واعتنق الإنسانية :

أتخال نفسك الرجل الوحيد الذي أنجبته بطن أم ، داء (العظمة الهستيرية ) قد استفحل بك وتوغل شعرك لحد كثافة أدغال الأمازون وتأصل في خطاباتك إلى حد علو رقبتك عند كلامك ، أشمئذ من شعرك لدرجة اني أتمنى لو أنني كنت صبي لقصصت شعري لكي لا اتشبه ان احمل على رأسي شيئا بشريا يشبهني بك  لكي لا أتعثر يوما بصورتك الدموية ، يا أيها الدراكولا العولمي .

( ففـي الأفُـقِ الرحـبِ هـولُ الظـلام وقصـفُ الرعـودِ, وعصـفُ الريـاحْ

حــذارِ! فتحــت الرمــادِ اللهيـبُ ومـن يبـذرِ الشـوك يجـنِ الجـراحْ

تــأمل! هنــالك.. أنّــى حـصدتَ رؤوسَ الــوَرَى, وزهــورَ الأمـلْ

ورويَّــت بــالدمِ قلــبَ الــترابِ وأشْــربتَه الــدمعَ, حــتى ثمِــلْ

ســيجرفُكَ الســيلُ, سـيلُ الدمـاءِ ويـــأكلُك العـــاصفُ المشــتعِلْ )

 كلمات الشاعر الكبير (سميح القاسم)

آلاف رحمة على كل شهيد