حبيبتي الغالية :
تتصارع كلماتي و دموعي حين أكتب لك هذه الأسطر ، و تتسارع أنفاسي و تتساقط الدموع على المخدةِ .. و أقف عن الكتابة ثم أمضي .. أتصور كأنني رجلٌ يرتدي حلَّةً سوداء و قبعةً سوداء و يسير تحت المطر لا يسمع إلا صوت المطر و لا يشاهد إلا بكاء السماء، ويقع بكاؤها على بكاءه و هو يسير إلى الأمام بحرقةٍ و يخاف أن ينظر وراءه و لكنه في شوقٍ إلى ما ترك وراءه.
حبيبتي ..
يا ذلك النور الذي لم أحسب لوجوده في حياتي حساباً ولم أتوقع أن يقع على عينيَّ سناه و إشراقة وجهه و اخضرار عينيه و تساقطه خجلاً و عفّة .
يا أجمل كلمةٍ أحبُّ أن أسمعها صباحَ مساءْ، لا أستطيع تصوير ووصف فرحي بنسمةٍ تمر بي إذا علمت أنها قد مرت بكِ ، و لا أن أضع يديَّ على موضعٍ قد وضعتٍ يديّكِ عليه دون أن أجرح طُهرَ الرخام و عفاف المرايا.
حبيبتي ..
هناك ملايين الكلمات التي أريد أن أقولها لك ، والآلاف التعابير الغرام و العشق الذي أُشرف على ميلادها ليكون لكِ وحدك ِ دون سواك، و أشرف على تخليدها في وصفك يا حبيبتي .
هنالك الكثيرُ الكثيرُ مما أريد قوله و أبثّه و أنحره على باب سمعكِ .. فهلّا أذنتِ لي أن أجلس أمامك كطفلٍ يتكلم بدون موضوعٍ و بدون هدفٍ .. لكنه يعشق الكلام أمام من يحب .
حبيبتي ..
منذ أن حانت ساعة الصفرِ لبدءِ توليك مقاليد حكمِ قلبي ، ومنذ أن نصّبتك مشاعري ملكةً على قلبي ، اعتزلت كلَّ ما عرفته من مراسيم الحياة اليوميّة وتفرغتُ لدراسة تاريخك و طباعك و دراسة تفاصيل حياتكِ لعلّي أصل إلى سرِّ توليك العرش ، ولكنني يا حبيبتي حين بدأت دراستي اكتشفت بعد خميسن عاماً أنني ما زلت في البداياتِ فكلّما أحسست أني فهمتك أكثر ازددت عطشاً للمزيد و أدركت كم أنا جاهلٌ بكِ.
غاليتي ...
كم أشتهي أن تُزفِّي إلى قصريَ المتواضعِ،زوجةً أبديةً و أمّا لولي العهد و سيدةً أولى على جميع نساء المملكة .
يا له من يوم.. سترقص فيه الورود و يغنّي فيه الياسمين و تتعانق الأشجارُ و تغرد الطيور و تلهو به الأسماكْ، سيكون ذلك اليوم تقويماً جديداً نقدمه للبشريّةِ و بدايةً لعصر جديدٍ، تولد فيه الدنيا من جديدٍ كولادة حبنا من جديد ، سآمر العازفين أن يعزفوا موسيقى غير ما كانت عليه موسيقى العالم قبل الزفاف ، و سيرقص الناسُ بشكلٍ مختلفٍ عمّا كانوا يرقصونه قبل الزفاف ، و سنغنى بكلامٍ غير الذي كان قبل الزفاف ، سيكون العالم قبل الزفاف .. وبعد الزفاف .