news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
برامج حوارية ينقصها أدب الحوا.... بقلم جيهان علي

الحوار هو ارقي وسائل التواصل الإنساني بين البشر وهو ما يميز الإنسان الذي خصه الله تعالى بالنطق  والكلام عن سائر المخلوقات الأخرى .


ولكي يكون الحوار ايجابيا لابد من أن تتوافر فيه و تلازمه آداب عامة تضبطه وتنظمه وتقوده للوصول إلى ثمرة نافعة فيكون الحوار عندئذ حوارا بناء .

أعزائي : كثيرا ما نرى على شاشاتنا العربية برامج حوارية مواضيعها هامة وهادفة لكن للأسف وعند متابعة تلك البرامج نكاد لا نفهم فحوى الحوار الدائر بين المتحاورين والسبب هو فقدانهم لآداب الحوار .

فمن بداية الحوار تجد المتحاور وكأنه قد جاء خصيصا بهدف الهجوم الحاد على الخصم لإفحامه وتسفيه رأيه فبدلا من أن يدلي بدلوه ثم ينصت إلى الطرف الأخر ليسمع وجهة نظره وإعطائه الوقت الكافي لإتمام فكرته نراه يسترسل في الحديث و يستأثر بالكلام  فان حاول الطرف الأخر شرح فكرته تراه يثور ويستشيط غضبا فيقاطعه ويتكلم بفوقية وتكبر وكأن الذي يحاوره لا يفقه شيئا أما هو فهو العبقري الخبير الذي لم تنجب الأمة مثيلا له فترى البرنامج وكأنه حلبة مصارعة كل يريد إثبات وجوده عن طريق التكلم بصوت عال وعدم الإنصات للأخر وقد يتطور الأمر إلى الملاسنة والتفوه بألفاظ نابية تحط من مستوى المتحاورين ومكانتهم عند المشاهدين وتخدش آداب الحوار  فيتحول إلى حوار عقيم سلبي .

وحتى يكون الحوار ايجابيا لابد من الالتزام باللباقة في الحديث وتجنب المقاطعة والالتزام بالوقت المحدد للكلام والصبر وضبط النفس .

ولعل العلة لا تقتصر على هذه البرامج بل تتعداها لتشمل كافة المجالات في حياتنا اليومية فنرى كيف أن الكثير من الإباء والأمهات يغفلون عن تعليم الأطفال آداب وأصول الحوار السليم والعقلاني وذلك من خلال الإنصات للأطفال والاستماع لهم حتى يعبروا عن أنفسهم  وإعطائهم الوقت الكافي ليتعلموا ما لهم وما عليهم لا أن نقمعهم ونمارس عليهم السلطة الجائرة  وهذا ينطبق على المدرسين والطلاب في المدارس والجامعات وعلى الموظفين وأصحاب العمل و يتعداه إلى كافة أنواع التواصل بين الناس .

وهكذا فان تعود الصبر وسماع الأخر حتى و لو خالفنا الفكر والرأي هو الهدف الذي لابد من أن نسعى إليه حتى يكون حوارنا إنسانيا  بمعنى الكلمة .

2010-10-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد