news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
اغرب هدية لعيد الام ... بقلم : ماهر العكش

سأهديك روحي


جاء عيد الأم وكان احمد قد نسي هذه المرة أن يحضر لامه هدية , ولاسيما انه نذر هذه المرة, انه هذا العيد سيهديها شيئا قيما .

في الصباح الباكر من21 آذار قبّل كل من احمد وإخوته وأخواته أمهم وقالوا لها كل عام وأنت بخير.

أحضرت سعاد هدية جميلة لأمها بعد أن أخذت بعض من المال من خطيبها, وأما ريم فقد كانت تحضر هدية لأمها منذ أيام, أما عمار قبض جمعيته واحضر الهدية

وتبع خطاه كل من وسيم وسامر,ولم يبق إلا احمد.

لم يهدي أمه فهو طالب مدرسة ولا يتوفر معه النقود.

فماذا يفعل؟

 

بدأ يفكر مليا, وبعد تفكير عميق ذهب يتجول في شوارع المدينة, فرأى بعض الشباب يحملون الرمال وقطع الرخام , فدنا منهم وسألهم:

-هل تحتاجون إلى مساعدة؟

-نعم

-الحمد لله

وبعد العمل الشاق والتعب المرهق قبض كل من العمال راتبهم ولم يبق سوى احمد فقال صاحب العمل:

 

أسف يا بني لم يبق معي نقود سأعطيك لاحقاً

ماذا ... ؟ لا أرجوك يا عماه لا تقلها

قد قلتها وانتهى الأمر

رجع احمد يجر أذيال الخيبة والهزيمة , صرخ الرجل غدا سيصلك حقك

لم يبال احمد لكلامه وأكمل طريقه يائسا , وبعد حوالي ساعة من المسير كالمشردين يبحث عن عمل ليأخذ سلفة منه مر احمد قرب بائع ألبسة وقال له:

أتحتاج إلى عامل؟

 

لا

أرجوك لا تكسر بخاطري إني مضطر

حسناً

متى تريد أن تبدأ؟

اليوم

لكن القبض كل جمعة

إني سآخذ سلفه , مضطر على المال

 

ما الحل إذاً ؟

سأعطيك بعض الجوارب اذهب وبعهم

اخذ احمد الجوارب وفتح بهم بسطة , لكن الساعة تأخرت لقد أصبحت الساعة التاسعة مساءً , مرت الساعة التاسعة ثم العاشرة لم يبق سوى ساعتين ,فكر في نفسه

- ماذا سأفعل لم يبق سوى ساعتين ؟!

لملم احمد البسطة وهو يبكي لحظه المنحوس وفجأة تمر امرأة غنية تقترب من احمد وتسأله :

ما معك؟

 

معي جوارب سيدتي , هل تريدين , قالها واليأس مازال مسيطر عليه لأن سعر جورب واحد لا يساوي له شيئاً

أعطني واحدا بعد إذنك

أعطاها احمد الجورب فأعطته خمسمائة ليرة وقالت له:

خذ الباقي

 

فرح احمد كثيرا لكن كبريائه لا يسمح له بذلك

فقالت :

- خذه إني راضية بسعر الجورب بهذا الشكل

فرح احمد واغتبط مسرورا , حمل كيس الجوارب إلى البيت وذهب مسرعا ليشتري هدية وحينما وصل المحل احضر هدية جميلة لامه.

قال البائع:

-مبروك هنيئا لها أمك على هذا الحب

-الله يبارك فيك

-كم سعرها؟

 

-خمسمائة ليرة

-حسنا

مد احمد يده على جيبه فلم يجد النقود نظر إلى البائع نظرة العتاب على حظه وفتش جيوبه واحدة تلو الأخرى فلم يجد شيئا فعرف أنها قد ضاعت ارجع الهدية خائبا

وسار إلى البيت منهكا , ولا تكاد تحمله قدماه وصل البيت وذهب إلى غرفته دون أن يسلم على احد وبدأ يبكي في سريره , لاحظت أمه هذا الأمر فدخلت بلطف عليه

مسحت له جبينه فوجدته يبكي

فسالت دموعها وقالت :

ما يبكيك يا احمد؟

 

حاولت كثيرا اليوم يا أمي أن أجد لك هدية لكني لم استطع , وباءت محاولاتي بالفشل بسبب الكذب والفقر وسوء الحظ.لذلك سأهديك روحي

قالت الأم:

لا عليك يا ولدي أنا لا أريد شيئا, سلامتك أغلى هدية في العالم علي أنا اعرف انك شهم وطيب نظرت الأم إلى ابنها فوجدته صامت

حملت الأم جثة احمد بين يديها وقد سلم روحه وبدأت تصرخ وهي تبكي

تباً للفقر... تبا للفقر.

2011-03-28
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد