news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
دعوة إلى الحوار للسوريين... بقلم : علي حسن

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

لقد تعهد السيد الرئيس بشار الأسد بإجراء إصلاحات في سورية على كافة الأصعدة ومنها محاربة الفساد ،وقد كان هذا على لسان السيد محمد سعيد رمضان البوطي وهو من العلماء الأفاضل والمشهود له بالحرص والورع والنزاهة وطالما هو من توجه بالخطاب للشعب

 أولاً : مما يؤكد على أن الحكومة فعلاً جادة بالإصلاح وهذا مطمح كل أفراد الشعب ولكن بعد هذا الخطاب من الشعب ، من هو  مصدق أو غير مصدق لهذه الإصلاحات بسبب الوعود الكثيرة والإبر المخدرة من الحكومة ومن التصريحات اللامسؤلة من بعض المسؤولين ولكن هذه , المرة أعتقد بأنها صادقه وبسبب المتغيرات الدولية.

ولكن لماذا لا نكون مسلمين حقاً ونمتثل لدستور الإسلام ومن مصادره  القرآن والسنة  حيث أن هذا الدستور ينبذ العنف ويدعوا إلى الحوار ويجب على كل مسلم أن يكون داعياً للخير مغلاقاً للشر وأن لا يدعو للفتنة وهي أشد من القتل.

 

وادعوا كل عربي ولا أخصص أي فئة ؟.

 فهل أنت ممن قيل فيهم ؟:"إنك داعيةٌ منظورٌ إليك! ليس من أساليب الدعوة والحوار التكفير أو تبديع الآخرين  أو الصراخ و السباب و الشتائم و الإهانة .  

ليس هناك بدعة و ضلال أعظم و أكبر من أن يدعي إنسان الألوهية .

 إلا أن الله تعالى أوصى نبيه موسى عليه السلام بقوله:

 

إذهبا إلى فرعون إنه طغى [43]

 فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "[44]سورة طه .

مهما كان الآخر ضالاً أو مبتدعاً فالحل الأولي و الأسلوب الأساسي في دعوته هو القول اللين وحسن الخلق ، نعم إذا إستنفذت جميع الوسائل الطيبة في الدعوة قد  يرى الداعية وجوب القسوة في الخطاب بدرجة ما في حال التكفير للداعي كما ورد في الأية على لسان فرعون:"فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا".

سورة الإسراء101.(أي ساحرا بغرائب أفعالك).

 

رد عليه موسى عليه السلام مثل ما قال له باختلاف اللفظ

إذ قال :(و إني لأظنك يا فرعون مثبوراً ).

سورة الإسراء 102.

قيل:ملعونا،وقال ميمون بن مهران عن ابن عباس:

"مثبورا"ناقص العقل.وقال ابن زيد:"مثبورا"مخبولا لا عقل له.‏

 

ويجب أن يكون الداعي والمحاور ذو خلق حسن وأن لا يغضب ولا مُعجب بنفسه متعند برأيه فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم  أنه كان  في قيام الليل وفي استفتاح الصلاة يدعوا :

(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها  إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).

 يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله:

 

"إذا صلح قلب العبد للحق عز وجل وتمكن من قربه، أُعْطِي المملكة والسلطنة في أقطار الأرض، وسُلِّم إليه نشر الدعوة في الخلق، والصبر على أذاهم، يسلَّم إليه تغيير الباطل وإظهار الحق".

 وقال الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه قال:

 لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فابتدأته، فأخذت بيده، فقلت:

يا رسول اللّه أخبرني بفواضل الأعمال، فقال:

 

"يا عقبة صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك".

 وقال صلى الله عليه وسلم:(بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

 و الله جل في علاه أمر نبيه بمحاجة المشركين ودله على مكارم الأخلاق،  فإنها سبب جر المشركين إلى الإيمان.

فقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستخدم لغة للتلطف:

وهي قاعدة ذهبية في جذب الناس والتأثير فيهم، قال الله تعالى :

 

"فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا

من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"

سورة آل عمران 159.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:

ما أحد يحدث قومًا بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم.

 

*و قد قال في هذا الحسن البصري رحمه الله :

ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.

و يقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى:

 "إن الموعظة إن لم تتأد في أسلوبها الحي كانت  بالباطل أشبه، وإنه لا يغير النفس إلا النفس التي  فيها قوة التحويل والتغيير، كنفوس الأنبياء ومن كان في طريقة روحهم، وإن هذه الصناعة إنما هي وضع البصيرة في الكلام، لا وضع القياس والحجة".

 

ويؤكد ذلك الأستاذ عبد الوهاب عزام رحمه الله تعالى فيقول:

"ولا ينطق بكلمة الحق الخالدة إلا عقل مدرك،  وقلب سليم.. إلا قائل يعتد بنفسه ويثق برأيه،  فيرسل الكلام أمثالاً سائرة، وبيناتٍ في الحياة باقية،  لا يصف وقتاً محدوداً، ولا إنساناً فرداً، ولا حدثاً  واحداً، ولكنه يعمّ الأجيال والأعصار،  والبلدان والأقطار"، ولن يصل حديثك في قلوب  المدعوين إلا بدرجة وصوله إلى قلبك، كما يقول  التابعي شهر بن حوشب:

"إذا حدَّث الرجلُ القومَ، فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه".

 

فاستخدم في حوارك لغة القلوب:

 يقول الشيخ الكيلاني واصفاً الدعاة:

"هم قيام في مقام الدعوة، يدعون الخلق إلى  معرفة الحق عز وجل، لا يزالون يدعون القلوب"،

 نعم هم يدعون القلوب والأرواح لا الأجساد والأبدان،  احرص أخي الداعية على ذلك، آمن أنت بفكرتك أولاً، ورسخها في قلبك، ثم اجعل قلبك يخاطب  قلوب الخلق، وبهذا تفتح باباً للخير واسعاً.

 

ويجب أن تكون في نفسك قوة التحويل والتغيير، أن تثق بها لدرجة أن تعتد بنفسك وبرأيك،  فتخرج كلماتك من قلبٍ متصلٍ بخالقه، ونفسٍ فيها قوة التحويل والتغيير، وفكرٍ كله اقتناعٌ وثقةٌ،  فتُسَلَّم المملكة والسلطنة، ويعمّ خطابك البلدان والأقطار.

ولتكن نيتك لله في حبك وبغضك ومعاملتك قال صلى الله عليه وسلم :

(أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله عز وجل )رواه

الطبراني وصححه الألباني .

اللهم أمنا في أوطاننا وأمن روعاتنا.

2011-04-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد