حين يركب السنّ الأعوج عند أحدهم، تصبح عظامه أقسى من لحوم البشر! يستفحلون على العامّة و الدّابة و حشَرات الأرْصِفة..لا يسعُني في هذه العُجالة سوى أن أكفر بهم و –في بعض الأحيان- بهنّ!
لماذا كل هذه البهوَرة و المنفخة الزّائفة؟ أوَ لسنا كلّنا سواسية، لنا الحقوق بأسْرها و علينا بعضاً من الواجبات المُتراكمة؟!..
بالدّم و الرّوح و عنابر القبور، نسْتشهدُ فداءً للعمل الشّعبي..و على قول الشّاعر:
ندَفنُ بعضنا بعضاً و تمشي أواخرُنا على هامي الأوادي
العمرُ لكم، و الحياة لكم يا فحولنا الكُثر..ماذا نفغل من دونكم؟ يا حُماة الدّيار..بائعي البندورة و البطاطا و الخيار! أشباه الرّجال و لا رجال، لعَنَتكم الملائكة ليلَ نهار.. شربتم حليب السّباع على أساس..ما بالكم تيوساً في قراع الخُطوبِ إذاً؟!
لست مَعنيّة بما شربتم، فهذا شأنكم و لله في خلقه شؤون..لكنّي معنيّة بما تَتَدشّأون في وجهي من قرفٍ و قيىء و ثَرثرة.
كفاكُم زَمبرة و تَبَغْدُد، يا روّاد الأزقة و الحارات المُكتظّة..يا أبناء الفتّة و المْسَبّحة..خذونا بحلمكم، قللوا من الثوم قدر المُستطاع..أرحمونا يرحمكم الله! بَطن ملانْ، كيف تمامْ... ماذا عن كيفي و كيْف غيري من النّاس يا ذوات الإحساس؟
لماذا الرّواق يُخْتصَر بسيجارةٍ حمراء؟ تنفع للقضاء على الجراذين و الفئران..ناهيك عن النّاموس و طائر الورْوار!
يا أيّها المجنّدون في الأعمال الشّعبية، تنحّوا عن العمل رأفةً بالشّعب ولو كان على مضض..إنّ بينكم فحولاً وديعة لا ناقة لها ولا جمل! روّضوا قلوبكم بالحبّ و اسْتشعروا معي رائحة التّوت بدل البصل..
قيل لعبد العال أن الملافظ سعد..أسعدونا لا تتعسونا، قولوا لنا ما تيسّر من الزمرّد و شمائل الرّيحان؛ حضوركم من حضورنا، وجودكم من وجودنا..حملناكم في الأرحام و كنّ لكم الخبر اليقين متى ضاقت بكم الدّنيا و تشوّهت الأحْلام، وسَعَت لكم صُدورُنا أخذْناكم بالأحْضان!
يَهدي من يشاء..،
10/2010