news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
مأساة طبيب وحكايته مع السفارة ... بقلم : فايز محفوظ

في منتصف الشهر الثامن من هذا العام /2010 / وكان ذلك في بداية شهر رمضان اصطحبني أحد أصدقائي معه في زيارة للسفارة  السورية في العاصمة موسكو , من أجل عمل له أراد أن ينجزه هناك, وصلنا إلى السفارة في 9 صباحاً


في بداية الدوام الرسمي لكننا فوجئنا أن الدوام يبدأ من الساعة  10 صباحاً طيلة شهر رمضان , وما كان بنا سوى الانتظار ساعة حتى يأتي موظفو السفارة , ووقفنا أمام باب السفارة ووجدنا شاباً يقف جانباً وعلامات الهموم قد علت وجهه , وسألناه  ما بك ! أجاب بعفة لاشيء ,, لكن عيناه ومسحة الحزن في وجهه كانت تقول غير ذلك , قلنا له لو أن لديك أية مشكلة قل علنا نساعدك .

وبدأ الشاب يتحدث ويقول معاناته : قال أنا طالب أدرس في كلية الطب في جامعة سماره التي تبعد عن العاصمة موسكو / 16 / ساعة بالقطار,  كنت قد جئت إلى السفارة من قبل أكثر من مرة كان ذلك في الشهر السادس من هذا العام حيث أحضرت وثيقة من الجامعة تثبت أني ما زلت أتابع دراستي في تلك الجامعة والوثيقة هي لعام / 2008 / 2009 / , قال لا أعلم كيف أن موظف السفارة قد قام بشطب التاريخ المدون ووضع تاريخ / 2010 / حيث تم رفضها من شعبة التجنيد من أجل تأجيل خدمة العلم , ثم أضاف أنني أحضرت لهم وثيقة جديدة للأعوام المنصرمة ولم تقم السفارة بتصديقها بحجة أنها لا تصادق على أوراق قبل عام من تاريخ الوثيقه  وأضاف أني كنت قد أرسلت جواز سفري إلى سوريا من أجل التجديد وبعد انتظار شهر لم أتمكن من ذلك لأنه لا توجد مصدقة تأجيل , وهذا كان بسبب السفارة للخطأ الذي ارتكبوه آنذاك واستمر قائلاً لجأت إلى السفارة من جديد للحصول على جواز سفر ,في شهر تموز وطلبوا مني صور شخصية + والجواز القديم + 200دولار أمريكي رسوم السفارة .

وعدت إلى مدينتي بعد أن قالوا لي خلال شهرين سوف يكون جوازك قد صدر , وبعد مضي شهر ونصف أتيت مرة أخرى من أجل أن أحصل على وثيقة تثبت  شخصيتي لأنني أصبحت بدون أية وثيقة , فقال: قبل أن أسأل عن الوثيقة

سألت موظف السفارة ماذا حصل بشأن تجديد جواز السفر فقال له الموظف أن جوازك مازال في السفارة و لم نرسل لك طلب التجديد بعد ,  وذكر قائلاً غضبت كثيراً و قلت للموظف من فضلك أعطني جواز سفري و سأرسله بنفسي إلى سوريا مع مصدقة تأجيل جديدة من أجل تجديده , وقال سافرت إلى مدينتي سماره , وأحضرت لهم وثيقة أخرى مصدقة من الجامعة تثبت أني أدرس في تلك الجامعة , وبعد أن أطلع الموظف على الأوراق قال أن هذه الأوراق مزورة !! اذهب و أحضر غيرها !!!!!

فقلت له:  بإمكانك أن تتصل بالجامعة و هذا رقم تلفون الجامعة و تتأكد بنفسك من صحة الأوراق , فأجابني الموظف: أن الآن قد انتهى الدوام اذهب و تعال غداً ..

فقلت له : أنه لا يوجد مكان عندي في موسكو وليس معي المال الكافي للمبيت في الفندق !!!!!

 ولم يجب الموظف سوى أنه ألتزم الصمت  وتابع الطالب حديثه وكبريائه منعه من يذرف دموعه التي ملأت عيناه قائلاً :

ذهبت إلى إحدى الحدائق القريبة من السفارة و أمضيت بقية النهار و طيلة الليل هناك  و ها أنا الآن أنتظر حتى السفارة تفتح أبوابها و تصادق لي على الوثيقة لكي أرسلها إلى سوريا حتى أتمكن من تجديد جواز سفري  ودخل الطالب إلى السفارة و طلب مقابلة القنصل و بعد التدقيق قام القنصل بختم الوثيقة و قال للطالب { انبسطت هي ختمنالك ياها } و كأنه يقول ها قد تكرمنا عليك.

و طلب من القنصل أية وثيقة يمكنه من خلالها أن يسجل في الجامعة علماً أن السنة الدراسية الرابعة ستبدأ قريباً , جاءه الجواب بالرفض أنه لا يمكن للسفارة إعطاء وثيقة من هذا النوع , و أخذنا الطالب معنا إلى أحد رجال الأعمال في موسكو صاحب إحدى المطاعم العربية و قام باستضافته عنده وقدم له أولى مساعدته بإرسال أوراقه إلى سوريا ,من أجل استصدار جواز سفر , و بدأ أهل الطالب بمتابعة الموضوع في سوريا وواجهتهم أولى العقبات أن الطالب مطلوب للخدمة العسكرية  و ذلك كان نتيجة  الخطأ الذي اقترفته السفارة حينما غيرت تاريخ المصدقة الأولى , وأصبح اسم الطالب مطلوب للخدمة العسكرية , و بدأت المعاناة من قبل أهل الطالب حيث طُلب من والده في شعبة التجنيد في حلب أن يذهب إلى الهجرة و الجوازات في دمشق لشرح قضية الطالب هناك ليتم تسوية الأمور .

 و سافر الأب إلى دمشق و شرح للهجرة و الجوازات و تم كتابة طلب موجه إلى شعبة التجنيد في حلب و قالوا له نحن  سنرسله بالبريد .

وبعد مضي 15 يوماً كان من خلالها الطالب يتصل بأهله باستمرار لمتابعة الموضوع لأنه عالق في موسكو ولا يستطيع التحرك بدون جواز سفر , تبين في شعبة التجنيد في حلب أنه لم يصلهم أي بريد بهذا الخصوص , وسافر الأب من جديد إلى دمشق ليعرف ماذا حصل , وتفاجئ حينما قالوا له أن البريد قد ضاع  أي الطلب الذي قدمه الأب سابقاً ,

وقالوا له:  اذهب إلى حلب و سوي أمرك هناك و توجه من جديد إلى شعبة التجنيد  و توسل لهم .. أم توسط لديهم  لا أعلم  و تم بعد ذلك منح تأجيل للطالب  مدة 6 أشهر على دفتر الخدمة , وقالوا له :اذهب إلى الهجرة و الجوازات في دمشق

من أجل أن تحصل على جواز سفر لابنك و أعطوه ورقة لا مانع , و سافر الأب مرة أخرى إلى دمشق بعد أن طُلب منه ورقة كف بحث , و دفع غرامة قيمتها 13700 ليرة سورية , و ورقة لا حكم عليه ,  أحضر والد الطالب جميع الإيصالات و الأوراق المطلوبة و توجه إلى الهجرة  و الجوازات  و هنا كانت المفاجئة الكبرى :  أن أخبرته الهجرة و الجوازات ....

 أن أبنك قد حصل على جواز سفر جديد من السفارة بتاريخ 12/ 9 / 2010 /  و أعطوه رقم الجواز , على الفور قام والد الطالب بالاتصال بابنه و قال له: لماذا لم تخبرنا أنك قد حصلت على جواز السفر؟؟؟؟, بهدوء قال الطالب لوالده :لا علم لي بذلك .

و على الفور اتصل الطالب بالسفارة و بعد عدة محاولات و انتظار .. أخبرته السفارة أنه فعلاً لديها جواز السفر الجديد ,

ملاحظة :  اتصل الطالب بالسفارة بتاريخ : 15 / 10 /2010

أي بعد مضي شهر تقريباً من صدور الجواز . و لأخذ العلم أن الطالب حينما قدم أوراقه أول مرة للسفارة وضع لديهم ثلاث أرقام تلفون من أجل إعلامه بما قد يحصل ,  و أخيراً حصل الطالب على جواز سفره الجديد لمدة عامين فقط  وسافر مسرعاً إلى مدينة سماره لعله يتمكن من التسجيل في الجامعة بعد مضي  شهر و نصف على بداية العام الدراسي في كليته , و إن لم يتمكن سوف ينتظر عاماً جديداً

من المسؤول عن هذا الظلم الذي لحق بالطالب ؟ أليس دور السفارة في الخارج هو تسهيل متطلبات المغترب  و تعميق روح المواطنة و جعل المغترب يفتخر ببلده ,

لكن للأسف أصبحت السفارة جل اهتمامها هو تحصيل الإيرادات و الرسوم .

موسكو : في 20/ 10 / 2010 /

2010-10-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد