الثورة الرقمية التي راهن الكثيرون على أنها ستكون الضربة القاسمة لسورية حكومة و شعبا قد أثبتت العكس. فوكالات الأنباء الضخمة و التجييش الإعلامي المهول و الفيديوهات الملفقة كلها سقطت و تبعثرت أشلاء أمام وعي و شجاعة الشعب السوري.
و في خضم الفيديوهات التي تتساقط على رؤوسنا كالمطر أذهلني الفيديو الذي يعري أحد المفكرين العرب (كما يقال عنه) و أحد أكثر القنوات انتشارا في عالمنا العربي (للأسف). أريد أن أسأل هنا هل بعد هذا الفيديو يستطيع أحد أن ينكر البرنامج المدروس و الممنهج لضرب الاستقرار و الأمن و تخريب بلدنا الغالي سوريا ؟ هل هؤلاء الذين يتغنون بالحريات و مساعدة الشعوب المقهورة هم دعاة تطوير و إصلاح حقا ؟ أم أن الأموال التي ينفقونها هي لتدمير بلدان و إرهاق دماء شعوب ؟
لكل هؤلاء المأجورين أقول :
دماء الشهداء في أعناقكم لأنكم كنتم المحرض الأكبر. لقد سقط قناعكم و انكشفت حقيقتكم يا دعاة الحرية المزيفة. لقد راهنتم و خسرتم و هذا جزاء كل من يستهين بعقولنا و يتاجر بأرواحنا.
لكل من يخرج مطالبا بالحرية أقول :
الحرية مطلب حق و لا أحد ينكره و لكن علينا أن نعرف كيف نترجم حبنا للحرية و أن نبحث عن الطرق المثلى لتحقيق ذلك . فالحرية لا تعني أبدا تخريب الملكيات العامة و الخاصة و لا تعني أبدا إزهاق أرواح بريئة . فالحرية الشخصية تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين و الملكيات العامة.
كلنا نؤمن بالإصلاح و ضرورة محاربة الفساد و التخريب. و لكن علينا أيضا ألا ننسى واجباتنا فمن يطالب بالحقوق و الحريات عليه ألا ينسى الواجبات و الفروض المترتبة عليه كفرد.
للحكومة السورية الجديدة أقول :
نتمنى عليكم العمل على تحقيق مطالب كل المواطنين السوريين مهما كبرت أو صغرت و الضرب بيد من حديد على كل فاسد و مخرب في هذا البلد المعطاء.
لأخوتي في سورية أقول :
أخيرا إذا كنا حقا نريد الحريات و تطوير بلدنا الغالي سورية فالأولى بنا البدء بإصلاح ذاتنا كأفراد كخطوة أساسية و رافدة لما يجب أن تقوم به الدولة. أدعوا الله أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا و أمتنا و الرحمة لشهدائنا الأبرار.