news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الماضي صورة الحاضر و ما يحدث اليوم هو مؤامرة ... بقلم : مجد عبد الرحيم عيد

نورد فيما يلي ترجمة لفيلم وثائقي بثته القنوات الروسية؛ يعرض هذا الفيلم  دور مركز الإستخبارات الأميركيه في تفكيك الإتحاد السوفيتي السابق و ذلك بقصد قراءة صحيحة  للواقع الحالي القائم في المنطقة العربية بشكل عام


و في سوريا بشكل خاص انطلاقا من قناعتنا بالدور التخريبي الذي تمارسه مؤسسات إمبيريالية صهيونية بالإستعانة بأدوات تنفيذية مخربة داخل الوطن  

مؤكدين بذلك على  الرؤية الصحيحة للقيادة الحكيمة للدكتور بشار الأسد بوجود مؤامرة على الوطن ؛و كل ما سيأتي لاحقا هو ترجمة حرفية للفيلم الوثائقي . و نترك للإخوة القراء استخلاص النتائج و إدراك وجه التشابه بين ما حدث آنذاك و ما يحدث اليوم و برأينا ان آلية التفكير واحدة لم تتغير بمرور الوقت ،و إنما فقط تغيرت الأدوات التنفيذية  لهذه المخططات،و ألفت نظر القراء إلى دور الإعلام المخادع الذي رافق كل مخطط من هذه المخططات ما يذكرنا بالدور المتآمر  الذي تلعبه اليوم بعض  الفضائيات -التي اعتقدنا يوم ما بأنها عربية –في تأليب الناس و نشر الفتنة بعيدة عن المصداقية الإعلامية و نزاهة المهنة

 

ظهر مخطط تفكيك الإتحاد السوفيتي (إحدى أعظم قوتين في العالم إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية)على شكل مذكرة كتبها آلن دالاس  في عام 1948 وهو مدير إدارة تطوير العلاقات الدبلوماسية بين أميركيا وأوروبا في مركز الإستخبارات اللأمريكية، والذي أصبح فيما بعد مديرا للمركز بين عامي 1953-1961و الذي يعتبر أحد  منظرين  الحرب الباردة بين أميركا و الإتحاد السوفيتي .

 مما تتضمنته المذكرة التالي :

 

((-  إن العقل البشري والوعي يمكن تغييرهما ,كما أننا نستطيع تغيير القيم و العقائد  الحالية القائمة في المجتمع بقيم و عقائد  أخرى مزيفة و الناس ستصدق هذه القيم و العقائد الجديدة و ستتبناها  ,يتم ذلك من خلال قتل الضمير والوعي و تسخيف العقيدة و العادات و التقاليد ,وغياب الحس بالمسؤولية وبروز حالة عدم الإحترام ,و تغيير إهتمامات الناس ليصبح  المال هدفا و ليس وسيلة  , و إغراق المجتمع بمفاهيم  و منتجات جديدة تقدم على أنها الحداثة منها  أفلام الجنس والدعارة ليصبح الإغتصاب حالة طبيعية في المجتمع وقبول الرشوة و الخيانة  طريق لجمع المال ,وليصبح القتل وسيلة لتحصيل الحقوق بغياب القانون، و تهميش الجانب الروحي في المجتمع . 

- دعم موظفي الدولة الذين يقبلون الرشوة و الذين يستغلون موقعهم الوظيفي  لتعميق البيروقراطية , فتفشيها في المجتمع سوف يبعد الناس المخلصين لعملهم ولوطنهم ليحل مكانهم المنافقين و المتعاملين مع الخارج و من لديهم نزعات تعصبية لقوميات معينة , ليصبحوا هم المتنفذون و القائمون على المؤسسات الحكومية.

أما من يفهم هذا الواقع الجديد فسيتم تهميشه هو و أفكاره و الإستهزاء به .

 - سنجد أناس أفكارهم تشبه أفكارنا يتفقون معنا داخل البلد (الإتحاد السوفيتي)

 

- يتم  إحداث اضطرابات و إختلالات  في مجالات الحياة المختلفة ثقافية و اجتماعية و سياسية بحيث يهيئ للناس أن هذه الإضطرابات منفصلة عن بعضها البعض , لخلق زعزعة في بنية المجتمع و سيتم  ذلك على حلقات متعددة الواحدة تلو الأخرى في المسرح و السينما و الإعلام من خلال عروض معينة تغذي الهدف المنشود ،وتغييب  مواد أساسية في السوق و التي تعتبر من الإحتياجات الضرورية للمواطن أو وجودها بأسعار تفوق قدرة المواطن ما يخلق بلبلة و امتعاض و عدم ثقة بالدولة ،ودعم جهات و مؤسسات غير حكومية تنادي بالحرية و الديمقراطية  لإحداث التغيير

إن ذلك كله بالمحصلة سيقود إلى تشكيل وعي و ثقافة جديدين يمكن السيطرة عليهما من خلال التوجه بهذا الطرح للجيل الشاب الذي سيكون بمقدورنا السيطرة عليه في المستقبل  

أما  فيما يتعلق بإدارة الدولة  فلا بد من خلق اضطرابات سياسية غير قابلة للحل بحيث يتضح للمراقبين في الخارج أن النظام يقتل و يدمر من يختلفون معه   ))

 

بعد ثلاث سنوات من إعداد هذا المخطط تم تصديقه و اعتمد للتنفيذ تحت الرقم20/1 و هو نفس الرقم الذي حملته خطة هتلر لتدمير الإتحاد السوفيتي إبان الحرب العالمية الثانية  .

في منتصف الستينات و من خلال عملاء لجهاز الإستخبارات الأمريكية تم إحداث إذاعة آسيا الحرة و صوت أميركا التي دأبت على تضخيم الواقع المعاشي داخل الإتحاد السوفيتي  و إظهاره بأنه غير قابل للتحمل و كم هي الحياة كريهة ، كما أعلن في كل ساعة بث رقم حساب لتأمين تمويل عملية تفكيك الإتحاد السوفيتي .

    -عام 1980 يقدم مدير مركز الإستخبارات الأمريكية  آنذاك ويليم كيسي تقريراً للرئيس رونالد ريغن يقول فيه (إن الوضع في الإتحاد السوفيتي هو أسوء مما توقعناه فالنمو الإقتصادي ضعيف و مخزون الحكومة السوفيتية من العملات الصعبة يكاد معدوماً) ومن ذلك الوقت كان على كيسي أن يقدم تقريراً أسبوعياً للرئيس الأميركي عن واقع الحال في الإتحاد السوفيتي في كل جوانبها  (ارتفاع أسعار المواد الغذائية و فقدانها في الأسواق ،المصانع المتعطلة عن العمل ،واقع وفرة العملة الصعبة، وكل ما يتعلق بالواقع السياسي الداخلي ).

 

لتبدأ في العام 1982 خطة باسم خطة كيسي (خطة تفكيك الإتحاد السوفيتي ) و تتضمن :

_ تمويل سري لحركة التضامن في بولونيا

_الحفاظ على المعارضة في مركز الإمبراطورية السوفيتية

_تمويل المجاهدين الأفغان في سبيل دعمهم ضد الإتحاد السوفيتي

_اتصالات سرية مع الأوربيين لمنع دخول تقنيات حديثة للسوفييت

 

_حرب نفسية و إعلامية تهدف إلى تخريب الإقتصاد السوفيتي

_رفع مستوى التهيئة العسكرية و التقنية  الأمريكية و ذلك لدفع الإتحاد السوفيتي لمجاراتهم مما يؤدي إلى استنزاف كل الإمكانيات ما يعود بالسوء على الإقتصاد السوفيتي

_ العمل مع العربية السعودية  لتخفيض سعر النفط العالمي  ما يؤدي بالنتيجة إلى تخفيض الدخل الناتج من مبيعات النفط السوفيتي و بالتالي إضعاف الإقتصاد .

حسب المحللون في مركز الإستخبارات الأميركية فإن خسارة الإتحاد السوفيتي سنوياً من تخفيض سعر برميل النفط لدولار واحد  تقدر بمليار دولار ، ما دعى كيسي للسفر إلى العربية السعودية لإقناعها بضخ كميات إضافية في السوق العالمي ،لاعتبار أن السعودية تساهم ب 40%من النفط العالمي المباع في السوق ،و استطاع كيسي إقناع الجانب السعودي مقابل ضمانات ستقدمها أميركا بضمان أمن المملكة من أي خطر خارجي (المقصود هنا إيران)و الخطر الداخلي (ثورات ضد النظام)؛و بالفعل فقد تم تنفيذ المخطط و كان أن خسر الإتحاد السوفيتي فقط في عام 1986 مقدار13مليار دولار ما كان بالنسبة له بمثابة الكارثة ،إذ أن اقتصاده  كان قد بدأ بالإنهيار و كان لا بد من تأمين ما مقداره 40-50مليار دولار لعمليات التحديث و التطوير.

 

كما كان مطلوب من السعودية و بعض الدول الإسلامية تمويل المجاهدين الأفغان في حربهم ضد السوفييت ، و في هذه الآونة في أفغانستان  كانت بداية تنظيم ما سمي فيما بعد تنظيم القاعدة و أسامة بن لادن . 

طارت الطائرة السوداء بعد العربية السعودية إلى إسرائيل و على متنها ويليام كيسي ؛الذي توجه مطالباً إسرائيل بالتعاون المخابراتي و بالمساهمة في حرب نفسية و إعلامية والطلب من رئيس جهاز الموساد الذي كان يمتلك علاقات قوية مع مهاجرين من الإتحاد السوفيتي في بولونيا و هنغاريا لبناء اتصالات مع أشخاص و تنظيمات في داخل الإتحاد السوفيتي كعملاء  لتحقيق الهدف المبتغى ،و في المقابل فإن أميريكا ستقدم لإسرائيل معلومات عن البرنامج النووي العراقي و عن التسليح السوري و معلومات عن هذه الدول  تم الحصول عليها من الأقمار الصناعية   و من عملاء في الداخل .

 

علم كيسي و مساعديه بازدياد حجم المعارضة في بولونيا و بازدياد عدد المؤيدين لمخططه التقسيمي و كانت البداية ....

أقنع عملاء مركز الإستخبارات الأميركية البولونيين بإنشاء مصانع أميركية على الأراضي البولونية ليتم فيما بعد  إعادة بيع منتجاتها إلى أميريكا مما سيحقق لهم مكاسب كبيرة ،ستسهم في تحسين الوضع الإقتصادي ،لكن ما حدث كان غير ذلك ،إذ أنه عندما بدأت المصانع بالإنتاج امتنعت أميريكا عن شراء ذلك الإنتاج بذريعة أنه غير منافس ,وإن الإستثمار في إطار النظام الإشتراكي هو غير مجدي والأداء الإقتصادي ضعيف ،ما أدى بالنتيجة إلى زيادة حجم الديون الخارجية للحكومة البولونية اتجاه العالم الخارجي ،أضف إلى ذلك أن الدول و المؤسسات المقرضة رفعت فوائد الديون للحد الذي أصبحت الحكومة البولونية غير قادرة على تأمين المستلزمات الأساسية للشعب ،ما اضطرها للبدأ بالتقنين بإصدار طالونات لشراء المواد التموينية ؛بناء على ذلك و بتطور موازي بدأ العمال بالإضراب و بدأت تتوسع دائرة المعارضة و بدأت القيادات المعارضة للواقع الإقتصادي تتحول إلى قيادات  معارضة سياسية .    

 

كان يتوقع كيسي و يأمل أن اشتعال النيران في أحد البلدان الإشتراكية سيتكرر مباشرة في بلدان أخرى في المنظومة السوفيتية.

 تم إرسال الإشارات لمنظمي المعارضة و النشطاء  في بولونيا عن مكان و زمان التظاهر ضد الحكومة عن طريق إذاعة أوروبا الحرة و صوت أميريكا اللتان كان لهما دور كبير في تنفيذ المخطط. 

لتحقيق هدف مخطط كيسي  كان لا بد من دعم روحي (ديني) يتجلى بدعم بابا الفاتيكان المنحدر من أصول بولونية و المعروف بموقفه المعارض للإشتراكية و النظام الشيوعي ،ما دفع كيسي إلى السفر إليه وطلب مساعدته ،و استطاع كيسي تنسيق لقاء لقائد حركة التضامن المعارضة في بولونيا(ليخ فالينسيا) مع بابا الفاتيكان ليؤكد الأخير دعمه للمعارضة و مباركته لها .

 

- الحكومة المركزية في موسكو لم تكن قادرة على فعل شيء اتجاه ما يحدث في بولونيا ،بالأخص بعدما قدمت دعماً بمقدار 380 مليون دولار عام 1980، و 6 مليار دولار عام 1981 ،ما دعاها لعقد اجتماع مع السياسيين البولونيين و ممثلي الحكومة المركزية في بولونيا لتوضيح أن هناك هجمة أميريكية وأن عليهم الخروج من الأزمة الإقتصادية  بعيداً عن الدعم السوفيتي ذلك أن المساعدات التي قدمها السوفييت للبولونيين انعكست سلباً على الواقع الإقتصادي السوفيتي نفسه ؛

- إن ذلك كله إضافة ً إلى احتدام الحرب في أفغانستان و تأزم الوضع في أكثر من بلد من بلدان المنظومة الاشتراكية أدى إلى إفراغ الخزينة السوفيتية ،و بالتالي فإن مخطط كيسي أعطى ثماره .

 

قرر الإتحاد السوفيتي – لتحسين الواقع الإقتصادي و تعويض النقص الحاصل في دخل الخزينة – إنشاء أضخم  مشروع في تاريخ الإتحاد السوفيتي (مشروع نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا ) بمد أنابيب تحت الأرض بطول 5700 كم تصل إلى إسبانيا و فرنسا ،و يتوقع من هذا المشروع أن يحقق دخل يقدر ب 320 مليار دولار ،و لأجل ذلك كان لا بد من استيراد أنابيب معدنية يقدر عددها ب  15 مليون،لكن إعلان أميركا (ريغن)مقاطعة الإتحاد السوفييتي و فرض عقوبات إقتصادية  و دعوة الأوربيين لمقاطعته تجارياً أدى إلى إطالة فترة تنفيذ المشروع لعامين إضافيين نظراً لاعتماد السوفييت على إنتاح الأنابيب في داخل الإتحاد السوفيتي  ،و لم يتم تزويد أوروبا من الغاز السوفيتي  إلا ب 30% فقط من المخطط له .

 

لقد دأبت أميريكا و حلفاءها على تعميق الخلافات التي كانت تنشأ بين السوفييت و الدول المتحالفة معها كالصين مثلاً  بهدف إضعافه.

إن كل ما سبق ذكره قاد و بمساعدة عملاء لأميريكا كانوا قد وصلوا إلى مراكز مهمة في السلطة السوفيتية أدى إلى إعلان انهيار المنظومة الإشتراكية  التي يقودها الإتحاد السوفيتي في عام 1991 .

 

2011-05-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد