news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المقربون... بقلم : محمد عصام الحلواني

بسم الله الرحمن الرحيم


المبعدون

 العطاء أسمى غايات الوجود

والكرم تجلي من تجليات العطاء .

 وهو مصداق الشجاعة . والكرم ما كان ابتداءً .

 وغيره هو حياءٌ وتذمم .

وخلافه  البخل . وهو مصداق الجبن . ويتجلى به الكفر بوحدانية الله . فلو كان الإنسان يؤمن بوجود الكريم المنعم الواجب , لتخلق بأخلاقه وتكرم من كرمه سبحانه , فمنبع البخل وكل الرذائل هو البعد عن معرفة الله . وأحيانا عدم معرفته مطلقا .

 

والفضيلة التي تقع بين رذيلتين .

 (( البخل رذيلة , والتبذير رذيلة , والفضيلة بينهما. الجود والكرم)) والجود يكون بما تحب وبما لا يؤذي نفسك وعيالك .

 فالفضيلة .إنما هي حصيلة رياضة وجهد كبير لا تأتي كموهبة وكعادة . إنما هي سلوك يدرب المرء نفسه عليه . فيقع له الثواب بالمقابل عندما يستطيع تخطي التفريط والإفراط ويتناول الكمال من الأمور ما استطاع .. فصاحب المعصية بعيد عن الفضيلة . ولو كان يذكر الله بين الناس كثيرا.

فلا يؤخذ بعين الاعتبار شقشقة اللسان وذكر الله باللسان فهذا من باب الألفة والتعود ..

فالذي لا يؤمن بالله يقول أحيانا من باب التعجب للمخاطب .

 (وحد الله يا شيخ )  وإنما هي لغو من الحديث . والبعد والقرب حالتان تختصان بالممكن الوجود الحادث المحتاج .. وبسلوكه في الحياة فهما أي القرب من الله والبعد عنه سبحانه غاية كل شيء ومبتدئ كل شيء . ولهما يعني البعد والقرب , تضاد مدهش ومعالم عجيبة وآيات باهرة ..

فأهل القرب متوسمون متأملون على إطلاع تام على أحوالهم وأحوال أهل البعد وهم أدرى الخلق بأنفسهم و بهم.....

 فلو لم يحاربوا أنفسهم وينتصروا على ملكة الهوى ومسالك الردى ومناهل الدنيا لكانوا كغيرهم في ظلمات العماية ضالين عن سبل الهداية , ومن هنا يعلم المقربون ويفهمون خطر المعاصي ويحيطون بها علما . ويستطيعون إتيانها إلا أنهم لا يمارسونها خوفا من الله وإيمانا منهم بوجود حساب وثواب وعقاب .

 ولأهل القرب علامات كما لأهل البعد علامات

 

المقربون

 

منطقهم كله صواب كأنما ينطقون قرآنا وكأن كلامهم مسدد من المنعم قليلو الكلام كثيري التفكر في ملكوت الله  سبحانه وتعالى . متواضعون سمتهم خفض الجناح والحلم والعفو. لا يسيرون إلا في صلاح , هم في حرب مع أنفسهم وسلام مع الناس , دائبو ا  التعلم وطلب التفقه في كل شيء . ولهم اختصاص في شيء واحد ..

 نفعهم عظيم وضررهم معدوم .. يسارعون بالخيرات , كهوف يختبئ الناس بها اتقاء الفتن  . يدخل قلبهم من أراد ويدخلون القلوب بلا استئذان , لهم حلم وعلم وصدر واسع ونظر ثاقب تطوى الأرض تحت أقدامهم بالعلم والمعرفة .. لا كطي المادة وإنما لا حدود ولا أفاق لهم تحدهم .  فهم ملوك الدنيا وفقهاء الآخرة وشهود الأعراف  وعمار الجنان وجلساء الأنبياء . ولو عددنا لهم ألف ألف فضيلة لكان قليل .

 

 

 

أما المبعدون

 

ففيهم ( البعيدون . والمبعدون . والمتباعدون . والضالين . والكفار والمنافقين )

 البعيدون : عن الله سبحانه وتعالى . أناس لم يعرفوا الله ولم يعرفوا معنى القرب ولا إيمان لهم ولا اعتقاد . ولا دين يدينون به . بل دينهم وحاكمهم الشهوات والهوى . وهم عبدة النفس وعبيدها ..

  المبعدون : هم أهل المعاصي والتوبة المؤقتة فما أن يزول الضيق الذي دعاهم للتوبة حتى يعودوا في ضلالهم القديم فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لا وجهة لهم ولا قبلة .. ونتيجة هذا التذبذب يحرمون من لذة القرب والمعرفة ويقعون في مهالك أمراض النفس الخبيثة والعياذ بالله ..

 المتباعدون

 أناس عرفوا الله سبحانه وتعالى ثم زحزحهم الشيطان عن جادة الصواب فكان الشيطان حليفهم فأبعدوا عن ساحة القدس . وصاروا بعد إيمانهم كفارا .

 

الضالين : هم فئة كبيرة جدا . تصور لهم عقولهم . الباطل حقا ً....... ويقعون فريسة الدعوات المضللة , فهم في عالم كامل متكامل من وجهة نظرهم . إلا أنهم يصابون دائما بالخيبة نتيجة عدم اتزان معتقدهم ووجود الخلل فيه فيكونون في حيرة حول كل ما بنوه بجد وتعب هل هو باطل كله أم بعضه ؟؟ .. أم أن الآخرون يضللونهم وهم على حق ..؟ وهكذا فهم قتلى هذا الصراع الطويل بين الفكر المنحرف والفكر الحق ولهم أقسام عدة فمرة يكون الإنسان ُمضللا ً, ومرة يكون ضالا مضلا ً, ومرة يكون غافلا ً, ومرة يكون

متقاعسا ًعن طلب الحق وهكذا ..

 

الكفار : نوعين

 

 الأول : كافر جاهل . لا يعلم غير ما هو عليه ولا يريد أن يتبدل أو يغير شيء مما هو فيه لأنه مستمتع بالفساد الذي يعيشه والانحلال الخلقي المحيط به فينحدر إلى درك الشذوذ والرذيلة ويبتعد حتى عن إنسانيته وعرف المجتمع وعالم الأخلاق العامة ..

 

والثاني: كافر معاند . يعلم الحق والدين القويم وينحرف عنه قاصدا ذلك ومتعنتا وجاحدا بعد اليقين . تغلبه نفسه فينساق إليها كالبهيمة وإن بعض الأنعام تمتلك خصالا حميدة ومنافع . ووفاء , وأكثر نبلا منه . فسبحان الله كيف تظهر أثار البعد جلية على مثل هؤلاء واضحة . ينفر منهم العقلاء والعامة ويمجهم العقل السليم وتنفر منهم الفطرة التي فطر الله الناس عليها . فهم كفار جاحدون معاندون مأواهم جهنم وبس المصير . والى الله ترجع الأمور.

 

المنافقين : أهل الفساد والإفساد وجودهم كله ضرر ومنافعهم معدومة يعيشون أكثر من وجود واحد . يظهرون التدين ومعرفة الله علنا ويمكرون بالمتدينين وبالله سرا ومكرهم هو ضارهم فقط . لهم علامات وسمات وأفعال تفضحهم ولهم وجود ثقيل على الأرض وعلى قلوب المؤمنين يعرفهم أهل القرب بسرعة مذهلة  يذكرون الله بقلوب لاهية ويرددون كلمات المؤمنين من ورائهم علامة على إيمانهم وإظهارا لتقواهم لايؤمن لهم جانب .  ووجود الله في حياتهم وجود منفعة . ونفاق اجتماعي فلا تسير أمورهم إلا بالتمسح بالدين . والنطق بذكر الله بين الناس . أما في العمق فلا إيمان لهم ولا دين .. بل هم معول هدام في جسد الفكر الإسلامي . وساحة مفتوحة للشيطان يضل بهم من يشاء إلا عباد الله المخلصون .

 

مقدمة بحث في مقامات القرب بقلم محمد عصام الحلواني

 

2011-05-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد