news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
وجهة نظر – الرؤى- الرُّؤْيا رَقم _5, 6 , 7_... بقلم : المحامي منير العباس

تقدم وفد الأهالي بجملة مطالبهم ، اصطف الوفد الممثل بشكل أفقي أمامي بينما ترادف القطيع الممثل خلفهم .


لم يسئني نعتهم لي بـ " كلب الملك " ، بل لقد أطربتني قناعتهم بأن " كلب الملك ملك " فلا ضير من أن ينعتوني بالكلب ما دمتُ " الكلب الملك " .

كنت أشعر في قرارة نفسي بأني عاجزٌ عن تحقيق مطالبهم ، فقد أضحى الإصلاح أكثر كلفةً من الهدم وإعادة البناء ، أحببت أن أكون الملك الذي يريدون ، فقدمت لهم احترامي :

-      ما رأيكم في أن نتجاهل هذه المدينة ونبني مدينة جديدة ؟.

-      صف لنا هذه المدينة .

- المدينة الجديدة لا حاكم فيها سواكم ، لا عملة فيها سوى نتاج سواعدكم ، بناؤها من حجارتكم ، طعامها من زراعتكم ، لباسها من نسيجكم ، أدواتها من صناعتكم ، حراسها شعراؤكم ، قُضاتها حكماؤكم ، سجونها مدارسكم ، قلاعها حضارتكم ، أسوارها تضامنكم .

لم أكد أنهي ، ووسط تصفيق القطيع ، اندسَّ جنود الملك واقتادوني إلى هذه الزنزانة بتهمة التمرد وتشكيلِ عصابةِ أشرار .

***

 

الرؤيا رقم -6- من وجهة نظر

عندما فكر الأمير أن يفكر في زيارة إحدى الزنزانات

كان الصمت يطبق على زنزانتهم رغم دأبهم على الحركة ، كانت أعينهم شاخصةً ، وآذانهم تتراقص ، وأنوفهم تتحرك في كل الاتجاهات ، وألسنتهم تكرُّ وتفرُّ عائدةً إلى مكامنها .

 

أدرك الأمير أنه في ساحة المساجين النفسيين ، فسألهم عن الجرائم التي أودت بهم إلى هذه الزنزانة .

قال الأول :

-      فكرت ألا أفكر .

قال الثاني :

-      لم أفكر بألا أفكر .

 

قال الثالث :

-      فكرتُ أني أفكر .

قال الرابع :

-      لم أفكر أني أفكر .

قال الخامس :

 

-      أنا الحارس المكلف بردع الفكر لذا فقد فكرت أنهم غير قادرين على التفكير بمغافلتي كي يفكروا .

-      وهل حقاً غافلوك وفكروا ؟

-      لم أتمكن من مغافلة تفكيري للتفكير بأنهم فكروا أن يفكروا .

وبينما كان الأمير يتهاوى مغمياً عليه هتف الجميع بصوت واحد مشفقين عليه :

-      ليته فكَّر بألا يفكر .

***

 

الرؤيا رقم -7-

فَتْوى قَتْلِ " المُفْتِي والقَاتِلِ بالفَتْوى "

ما إنْ أَنهيتُ الاشتباكَ بينَ أقلامِيَ وأوراقِي سأَلَنِي طارقٌ :

-       هل تَمَخَّضَ الاشتباكُ عنْ ضحايا ؟ وهلِ الضحيَّةُ قَصيدةٌ أم قِصَّة ؟

لم ينتَظِرْ مِنِّيْ جَواباً ، بلْ راحَ يَقرأُ القِصَّةَ بصوتٍ عالٍ :

(( تَفَاجأ المُتَوفَّى اللاحِقُ حينَ وَقَعَ نظَرُهُ على المُتَوَفَّى السابقِ فبادَرَهُ  بالسُّؤالِ :

-       أراكَ سَبَقْتَني في الآخِرَةِ يا سيِّدي ؟

 

-       كما سَبَقتُكَ في الدنيا  .

-       ولكنْ يُدهشُني وجودُكَ في جَهَنَّمَ وأنتَ المُفتِيْ !

-       وأنتَ القاتِلُ الذي أفتَيتُ لهُ بقتلِ ربِّ عَمَلِهِ .))

وما إنْ أنهى طارقٌ قراءةَ القِصَّةِ حتَّى مازَحَني ببراءتِهِ المَعهودةِ :

-       بابا ... أتَمَنَّى أنْ أذهَبَ إلى جَهَنَّمَ لأقتَصَّ مِنَ الاثنينِ معاً !

 

مازَحْتُهُ بِقَسْوَتي المَعْهُودَةِ :

-       أتشُكُّ بِقَصاصِ اللهِ ؟! اذهبْ إذاً .

أجَابَنِي كَما لَوْ أَنَّهُ فِي الطَّرِيْق :

-       ولكنِّي سأشتاقُ إليكَ يا أبي .

 

واسَيْتُهُ قائلاً :

-       سَتَلقاني هُناكَ بِما أَفْتَيْتُ يا بُنَيّ ، فَقَدْ أفتَيْتُ بِكفرِ " المُفتِيْ بالقَتْلِ " ، وكفْرِ  " القاتِلِ بالفَتْوى " ، وكِفرِ " القاتلِ للمُفتِيْ والمُسْتَفْتِي " . 

-       أَبِهَذا تَدخُلُ النَّارَ يا أبَتَاه ؟

-       لِنَسْتَفْتِ المُفْتِي : مَاذا يُفْتِي في فَتْوَايَ بِتَكْفِيْرِ المُفْتِي وَالمُسْتَفْتِي

2011-06-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد