news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ما تزرعه اليوم تلقاه غدا ... بقلم : بدر خواجكية

منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك وكان أهل هذه المدينة يختارونه لسنة واحدة فقط, وبعد ذلك يرسل هذا الملك إلى جزيرة بعيدة نائية وموحشة حيث يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس أول شخص يدخل المدينة في أول يوم من السنة الجديدة فيعين ملك عليهم.


أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به  ولبس ملابسه الغالية وسيق إلى تلك الجزيرة حيث يكمل فيها بقية عمره.

 

وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك وجميع من كان قبله.

وباليوم التالي دخل شاباً غريب المدينة صباحا فأجتمع الناس حوله  وطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم لمدة سنة واحدة

وأخبره الناس على التعليمات التي تسود هذه المدينة وأنه بعد مرور 12 شهراً سوف يحمل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير.

 بعد ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة حيث أرسل إليها جميع الملوك السابقين ووافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة ورآها وقد غطت بالغابات الكثيفة وسمع صوت الحيوانات الشريرة وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة. .. 

 

نزل الملك إلى الجزيرة وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاة على الأرض وفهم الملك القصة ... عندئذ عاد الملك إلى مدينته وجمع العمال الأقوياء وأخذهم إلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة من الحيوانات المفترسة والأعشاب الضارة حتى أصبحت نظيفة تماماً. ثم أمر الملك

العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة  وأمر ببناء قصر كبير ومرسى للسفن. وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان رائع  وقد كان الملك ذكياً فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل على حياته في المقابل كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة  يمكن أن يعيش فيها بقية حياتي بسلام. وبعد مرور سنة كاملة جاء دور الملك لينتقل إلى الجزيرة ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه في القارب قائلين له وداعاً أيها الملك. ولكن الملك على غير عادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم .........انتهت القصة

..

..

..

والدرس المأخوذ من هذه القصة الرمزية

أن الله سخر للإنسان كل شيء وجعله أكرم المخلوقات ليعمر دنياه وأخرته

 وأن  هذه الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة ويجب علينا ألا نغمس أنفسنا في شهوات الدنيا عازفين عن الآخرة.

و أن نعيش حياة بسيطة وصدق رسولنا الكريم قائلاً (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ...))

 

 

النفـس تبكـي على الدنيـا و قد علمـت ... أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها

 

 

لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها                 الا التي كان قبل المـوت بانيـــها

فان بنـاها بخـير طـاب مسـكــنه                  و ان بنـاهـا بشر خـــاب بانيـها

أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها             و دورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها

أين المـلوك التـي كانــت مســلطنــة             حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها

لا تـركـنن الـى الـدنيـا و مــا فيــها           فالـمــوت لاشـك يفـنيـنا و يفـنيــها

2011-05-15
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد