news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
سر السعادة... بقلم : زياد وتار

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم..


ذهب الفتى إلى الحكيم الذي كان يعيش في قصر جميل على قمة جبل..

استقبله الحكيم، وأنصت إليه بعناية ثم قال له:

قم بجولة داخل القصر ثم عد لمقابلتي بعد ساعتين..

 

وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتان من الزيت:

أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، واحذر أن ينسكب منها الزيت.

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة.

ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله:

هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟

 

هل رأيت الحديقة الجميلة؟

وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟

وهل..؟ وهل..؟

ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم يرَ شيئاً.. 

فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة.

 

قال له الحكيم:

ارجع ثانية وتعرف على معالم القصر بدقة.

عاد الفتى يتجول في القصر منتبهاً إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران..

والحديقة والزهور الجميلة...

 

وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى.

فسأله الحكيم:

ولكن أين قطرتا الزيت؟

نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا،

فقال له الحكيم:

 

تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك:

«سر السعادة أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها، دون أن تسكب أبداً قطرتي الزيت».

فهم الفتى مغزى القصة، فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء،

وقطرتا الزيت هما الستر والصحة.

فتمتع بدنياك و لكن لا تنسى أخرتك ... فكثيرون منا من يهتمون بثلاث و يهملون الرابعة

 

يهتمون بالجسد و تجميله و المال و تكثيره و الأهل و الصحبة  و ينسون النفس و زادها

فجسدك مفارقك و إنما هو سفينتك لتعبر بها إلى الأخرة ... و مالك مهما كثر فمآله إلى غيرك ..

و أهلك و أصحابك مهما كانوا على قدر من الوفاء ... فأبعد مكان يستطيعون أن يذهبوا معك إليه هو باب القبر

فإعتيني بالخالد الذي لا يبلى عنايتك بالفاني ... لتجتاز الصراط بأمان و تنعم بجنة الخالق المنان

 

2011-05-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد