news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
رسالة عجوز لابنه ... بقلم : زياد وتار

هذه رسالتي لك يا بني  ....

في يوم من الأيام ستراني عجوزا .. غير منطقي فى تصرفاتي ..


عندها من فضلك :

أعطني بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمني ..

وعندما ترتعش يدي فيسقط طعامي على صدري ..

وعندما لا أقوى على لبس ثيابي :

 

فتحلى بالصبر معي .. وتذكر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم !!..

إذ حدثتك بكلمات مكررة .. وأعدت عليك ذكرياتي :

فلا تغضب وتمل .. فكم كررت من أجلك قصصا وحكايات : فقط لأنها كانت تفرحك !!..

وكنت تطلب مني ذلك دوما وأنت صغير !!!..

فعذرا : حاول ألا تقاطعني الآن ..

 

إن لم أعد أنيقا جميل الرائحة :

فلا تلمني .. واذكر في صغرك محاولاتي العديدة لأجعلك أنيقا جميل الرائحة !!!..

لا تضحك مني إذا رأيت جهلي وعدم فهمي لأمور جيلكم هذا :

ولكن .. كن أنت عيني وعقلي لألحق بما فاتنى ..

أنا من أدبتك !!!.. أنا من علمتك كيف تواجه الحياة !!!..

 

فكيف تعلمني اليوم ما يجب وما لا يجب ؟؟؟!!!...

لا تملّ من ضعف ذاكرتي .. وبطئ كلماتي وتفكيري أثناء محادثتك :

لأن سعادتي من المحادثة الآن : هي فقط أن أكون معك !!!..

فقط : ساعدني لقضاء ما أحتاج إليه ..

فما زلت أعرف ما أريد !!!..

 

عندما تخذلني قدماي في حملي إلى المكان الذي أريده :

فكن عطوفا معي .. وتذكر أني قد أخذت بيدك كثيرا لكي تستطيع أن تمشي !!!..

فلا تستحيي أبدا أن تأخذ بيدي اليوم .. فغدا ستبحث عن من يأخذ بيدك ..

 

في سني هذا : إعلم أني لست مُـقبلا على الحياة مثلك

ولكني ببساطة : أنتظر الموت !!!.. فكن معي .. ولا تكن علىّ !!!!..

عندما تتذكر شيئا من أخطائي .. فاعلم أني لم أكن أريد دوما سوى مصلحتك ..

وأن أفضل ما تفعله معي الآن :

أن تغفر زلاتي .. وتستر عوراتي .. غفر الله لك وسترك ..

 

لا زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني كما كنت صغيرا بالضبط :

فلا تحرمني صحبتك !!!..

دار المسنين للعجائز الذين لم ينجبوا و يربوا أبناء ليعتنوا بهم في الهرم ... فلا ترسلني لهناك

فأنا لم أضعك في الحضانة و المدرسة إلا لتتعلم و كنت أتوق شوقاً لتعود  ... و تقص علي ما تعلمت

كنت معك حين ولدت : فكن معي حين أموت!! !..

و هأنا ذا قد بحت لك بما في صدري راجياً من ربي سبحانه أن يوفقك لتعينني على ما بقي لي من أيام في هذه الدنيا

 

أحبتي القراء ... هذه حال كل أبائنا و أمهاتنا ... يربوننا و يعلمونا من خبراتهم في الحياة

و يحبون دوماً أن يرونا في أفضل المراكز ... و لكن هل سيأتي يوم و تجد أباك أو أمك قد خرف و جار عليه الزمان

انظر إلى جدك أو جدتك ... و تعلم أنك ستصل يوماً إلى ما وصلوا إليه ... فربي أولادك على أن يكونوا لك عوناً في اليوم الذي ستحتاج فيه إلى سند يعينك

و تذكر دائماً قوله سبحانه و تعالى  : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر

 

أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة

وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

إقرأها و إفهمها و إجعلها دستوراً لحياتك و لتكسب من بر والديك ما إستطعت فهما كنزك .. و يوم ما ستكون أنت الكنز

 

فلا تضيع كنزك ... كي لا يضيعك أولادك

 

2011-05-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد