news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
نكبة فلسطين 1948 والمؤامرة الامبريالية ــ الصهيونية ــ الرجعية مستمرة!!... بقلم : فواز الدبس

قبل ثلاثةٍ وستين عاما وقعت فلسطين بين براثن الصهيونية العالمية بعد أن تكالبت عليها قوى الاستعمار العالمي ابتداءً من المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال بسويسرا عام 1897 وصولاً إلى وعد بلفور/1917/ حيث اجتمعت الرؤى والتقت المخططات على ارض فلسطين لتحقيق الحلم الصهيوني في         / أرض الميعاد/ المزعومة ..


هذا الحلم الذي مثل رغبة مشتركة بين الامبريالية والصهيونية لإقامة كيان مصطنع غاصب مستمداً شرعيته من أفكار لاهوتية جوفاء والإيديولوجية الشوفينية والتعصب القومي، تبيح بموجبها استلاب الأرض والعرض والدم من خلال نظرية عنصرية على مبدأ «شعب الله المختار» وارتكاب أبشع المجازر بحق الإنسان الفلسطيني وتهجيره من أرضه عنوة وفي وضح النهار، تنفذها عصابات إرهابية منظمة مثل( الهاغاناه) (الأرغون زفاي ليومي) وغيرها في قرى دير ياسين –كالونيا- بيت أكسا- كفر قاسم وغيرها وغيرها من القرى الفلسطينية بقيادة سفاحين عتاة أمثال دافيد بن غوريون مناحيم بيغن واسحق شامير اللذين أصبحا لاحقاً وبالتتابع رئيسي وزراء وفي حكومة العدو الإسرائيلي وصديقين حميمين لأبطال كامب ديفد وعلى رأسهم المقتول أنور السادات والمخلوع حسني مبارك غيرهم من الحكام العرب المتخاذلين.

 

لقد صدر قرار التقسيم رقم /181/ عام 1947 عن الأمم المتحدة والذي نص على إقامة دولتين ( فلسطينية و يهودية)على ارض فلسطين. هذا القرار الذي لم ير النور بسبب التآمر الاستعماري الرجعي العربي على القضية الفلسطينية ولم تكن حرب 1948 رداً على قرار التقسيم كما زعموا بل لإضاعة الدولة الفلسطينية المنشودة وفق قرار الأمم المتحدة السابق الذكر والذي أدى إلى قيام دولة الكيان الإسرائيلي في /15/ أيار 1948 وتهجير الأغلبية الساحقة من سكان فلسطين إلى الضفة الغربية وغزة ودول الجوار العربي.  

 

وقد صدر بيان رباعي من ( الحزب الشيوعي السوري، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي اللبناني، عصبة التحرر الوطني في فلسطين) وذلك في تشرين الأول 1948 جاء فيه: ( لقد كشفت الحرب الفلسطينية بصورة نهائية تامة عن خيانة الحكام الرجعيين في الدول العربية وخضوعهم المطلق للاستعمار الأجنبي فقد اتضح بما لا يقبل الجدل أنهم لم يعلنوا الحرب لمنع التقسيم كما زعموا بل لتنفيذ التقسيم كما تريده بريطانيا ولاستغلال حالة الحرب لأجل تثبيت حكمهم المُزَعزَع، لقد كان الحكَّام الرجعيون عالمين بالمؤامرة المبَّيتة بين الانكليز والزعماء الصهيونيين وصديقهم الملك عبد الله والرامية لتمزيق القسم العربي من فلسطين وإلحاقه كله بمملكته أو إلحاق معظم أجزائه وتوزيع بعض الأجزاء الأخرى ومنع عرب فلسطين من إقامة دولة مستقلة لهم في أراضيهم وقد بذل الحكام الرجعيون جهدهم لتنفيذ هذه المؤامرة فدعوا إلى الثقة ببريطانيا ورفعوا عبد الله إلى مصاف الأبطال وغطَّوا خيانتهم بحملة رعناء من التهويش والكذب والافتراء على الاتحاد السوفييتي العظيم وعلى الشيوعيين العرب الذين برهنت الحوادث أنهم كانوا على حق وعلى صواب).«خالد بكداش يتحدث، وثيقة رقم/3/ ص165 )

 

نعم: لقد تقاسمت الدولة الفلسطينية التي اعترف بها الاتحاد السوفيتي صديقاً صادقاً، وتناهبتها الرجعية العربية الخائنة فاستولى الملك عبد الله على الضفة الغربية وأصبح ملكاً على ضفتي نهر الأردن بينما بسط الملك فاروق حكمه على قطاع غزة، فهل هناك من خيانة سافرة أكثر من ذلك؟! وتتالت الأحداث فكان عدوان الخامس من حزيران عام 1967 بقيادة جنرال الحرب موشي دايان حيث تم احتلال فلسطين بالكامل وما يقارب ضعفي مساحتها من الجوار العربي حيث استمد دعمه ومساندته من حليفها الاستراتيجي أي الامبريالية العالمية وخصوصاً الأمريكية منها بسبب التقاء المصالح الطبقية بينهما والناجمة عن الاندماج بين الرأسمال اليهودي والأمريكي ولذلك فمن الوهم الكبير أن نعتقد بأنه يمكن تحييد الولايات المتحدة الأمريكية في القضية الفلسطينية أو أي قضية تحررية، وكامل تاريخها يشهد على ذلك وحتى يومنا هذا.

 

إن كلمة الفصل هي للشعب الفلسطيني الذي فجر انتفاضتين شعبيتين اقتربتا من تحقيق أهدافها لولا المؤامرات الداخلية الفلسطينية والخارجية العربية وكعادتها على مر التاريخ حيث استُبدل الملك عبد الله في عام الثمانية والأربعين بحفيده و الملك فاروق بأنور السادات وحسني مبارك و محمود عباس و دحلان وفياض وغيرهم.

 

إن نجاح المقاومة وإفشال المشروع الصهيوني في إقامة دولة يهودية خالصة ومنعها من تكرار التهجير وإلغاء حق العودة يتطلب إعادة الروح إلى جسم منظمة التحرير الفلسطينية التي اعترف العالم بها ممثلاً شرعياً وحيداً لهذا الشعب بفضل المواقف و النضالات التي خاضتها المنظمة على مدى عقود بغض النظر عن بعض الأخطاء والانتكاسات هنا وهناك وقبل أن تقع في فخ المساومات الاستسلامية ومنذ اتفاقيات أوسلو المعروفة للجميع والمفاوضات العبثية بعد ذلك.

 

إن قراءة التاريخ الفلسطيني تكثف تاريخ الصراعات في منطقة الشرق الأوسط بين مطامع الاستعمار الامبريالي والأنظمة الرجعية العربية المتحالفة معها عضوياً من جهة وطموح شعوب المنطقة عموماً والعربية خصوصاً نحو التحرر والتقدم كما يجري حالياً في الساحة العربية. فكل الدلائل تشير إلى نقلة نوعية مميزة في الواقع العربي أساسها تجاوز حالة الخنوع التي ألمت بهذه الشعوب من جرَّاء الظلم والحيف المزدوج اللذين وقعا عليها من قبل الامبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية داخل فلسطين وفي المحيط العربي من خلال العدوان الدائم على أراضيها ومدنها ودولها وخصوصاً بعد غزو العراق واحتلاله المباشر من قبل الاستعمار الأنكلوأمريكي وحصار سورية ومعاقبتها ووضعها وفق المقاييس الأمريكية ضمن ما تسميه بمحور الشر بسبب مواقفها الوطنية الواضحة ودعمها للمقاومات العربية التي نهضت شامخة في وجه العدوان وآلته الحربية في العراق وفلسطين ولبنان مما أفشل مشاريعها الاستعبادية كمشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد. هذا من جهة ومن جهة أخرى ابتليت هذه الشعوب بالحكام الخونة والدكتاتوريين وسارقي قوت الشعب.

 

إن هذه الصحوة الموضوعية الناجمة عن التراكم الكمي للمظالم أربكت الاستعمار وأعوانه خصوصاً بعد سقوط نظامي تونس ومصر فلجؤوا كعادتهم إلى حلفائهم التاريخين من ملوك وأمراء النفط إضافة للجار التركي الذي ارتدى عباءة النُسَّاك لبعض الوقت لكن الطبع يغلب التطبع! نعم إن جارنا التركي الذي لا يعترف بأبسط حق من حقوق الشعب الكردي بملايينه الكثيرة في تركيا، يتكلم عن الديمقراطية والمجازر!!

أما ملوك النفط وأمراؤه الفاقدون تماماً لأية دستورية شعبية فهم يحكمون بموجب قوانين العشيرة التي تجاوزتها البشرية منذ مئات السنين.

 

أجل إن هذه الأدوات دخلت على خط الشعوب خدمةً لمصالح معلميها بقصد الالتفاف على ثوراتها وتوجيهها بالاتجاه الخاطئ ودخلت طائرات الناتو على الخط الساخن بطلب رسمي وشرعي من هؤلاء الحلفاء المشاركين وكأنهم يعيدون احتلال العراق مرة أخرى! إنهم كرماء فأموال النفط في خدمة أسيادهم مرةً لإنقاذهم من الأزمة الاقتصادية وأخرى لحماية مصالحهم من التحولات الشعبية الثورية الحقيقية وتحولت دولهم إلى مقرات لعشرات المحطات الفضائية التي ركبت الموجات الشعبية الحقيقية بقصد حرفها عن مراميها وأهدافها فامتهنت سياسة الصهيونية في هذا المجال لأن إعلامهم يستند إلى المدرسة الصهيونية أصلاً والتي تلعب دوراً قذراً من خلال هيمنتها شبه المطلقة على وسائل الإعلام العالمية، فهي تمتلك على سبيل المثال ولبيان خطورتها أغلب وسائل الإعلام والمنابر الصحفية في أوربا- الولايات المتحدة – روسيا- أمريكا اللاتينية وحتى في بعض دول أفريقيا وآسيا، انها مصنع للخبر الملغوم والمزيف ففي أمريكا وحدها تتحكم المنظمات الصهيونية بأكثر من /1500/ صحيفة و/11/ قناة تلفزيونية وأكثر من /5/ آلاف مجلة وتحكم قبضتها على دور النشر وشركات إعلامية عملاقة يعمل في هذه الوسائل عاملون متمكنون من أداء دورهم التضليلي وإدخال الوعي المزيف للعقول عن طريق نشر المعلومات الكاذبة والمشوهة.  

 

والناس العاديون من الصعب عليهم أن يكتشفوا زيف ما تبثه من معلومات وأفكار وأخبار وتحليلات. أما شيخ الإعلام الصهيوني فهو ( روبرت مِردوخ) حيث يمتلك أهم الشركات الخاصة بالتلفزة في العديد من دول العالم. إن الصهاينة يسيطرون على جريدة (نيويورك تايمز) حيث تعود ملكيتها لعائلة (سولز برغر اليهودية) وهي صحيفة يومية تصدر نحو /854/ ألف نسخة وتغطي أخبارها لـ/500/ مؤسسة صحفية إخبارية إضافة لمجلة التايم التي توزع بمعدل /40/ مليون نسخة اسبوعياً وهذا غيض من فيض.

نعم: إن هؤلاء هم المعلمون الحقيقيون لهذه الفضائيات وإذا كانت الرجعية العربية قد استلمت السلاح الفاسد الذي يطلق باتجاه صدور حامليه فهي تخوض المؤامرة العصرية عن طريق فضائيات (مردوخ).

 

نعم: إن المؤامرات المستمرة يقابلها نهوض الشعوب المستمر القادر دائماً على إفشال المشاريع الاستعمارية وتجربة الشعب الفلسطيني الصامد رغم كل شيء تؤكد على ذلك وتجربة الشعب العراقي بمقاومته البطلة وهزيمة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على جنوب لبنان تموز 2006 شاهد آخر على أن النصر في نهاية المطاف لقطب الشعوب!

م. فواز الدبس

2011-06-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)