news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
لا تنظر من منظار ضيق ... بقلم : زياد وتّار

عاد الزوج من عمله فوجد أطفاله الثلاثة أمام البيت يلعبون في الطين بملابس النوم التي لم يبدلوها منذ الصباح وفي الباحة الخلفية تبعثرت صناديق الطعام وأوراق التغليف على الأرض وكان الباب الأمامي للبيت مفتوحاً  


أما داخل البيت فقد كان يعج بالفوضى فقد وجد المصباح مكسوراً والسجادة الصغيرة مكومة إلى الحائط وصوت التلفاز مرتفعاً وكانت اللعّب مبعثرة والملابس متناثرة في أرجاء غرفة المعيشة وفي المطبخ كان الحوض ممتلئا عن آخره بِالأطباق وطعام الإفطار ما يزال على المائدة و كان باب الثلاجة مفتوحاً على مصراعيه  

 

صعد الرجل السلم مسرعاً وتخطى اللعب و أكوام الملابس باحثاً عن زوجته كان القلق يعتريه خشية أن يكون أصابها مكروه فُوجئ في طريقه ببقعة مياه أمام باب الحمام فألقى نظرة في الداخل ليجد المناشف مبلله والصابون تكسوه الرغوة وتبعثرت مناديل الحمام على الأرض بينما كانت المرآة ملطخه بمعجون الأسنان اندفع الرجل إلى غرفة النوم  فوجد زوجته مستلقية على سريرها تقرأ رواية نظرت إليه الزوجة وسألته بابتسامه عذبه عن يومه فنظر إليها في دهشة وسألها :ما الذي حدث اليوم

ابتسمت الزوجة مرة أخُرى وقالت: كل يوم عندما تعود من العمل تسألني باستنكار

ما الشيء المهم الذي تفعلينه طوال اليوم...أليس كذلك يا عزيزي

 

فقال : بلى

فقالت الزوجة:

حسنا أنا لم أفعل اليوم ما أفعله كل يوُم!!

 

الرسالة التي أريد أيصالها  أنه من المهم جداً أن يدرك كل إنسان إلى أي مدى يتفانى الآخرون في أعمالهم وكم يبذلون من جهد لتبقى الحياة متوازنه بشقيها و هما الأخذ..و..العطاء حتى لا يظن أنه الوحيد الذي يبذل جهوداً مضنيه و يتحمل الصعاب و المعاناة وحده وحتى لا تغره سعادة من حوله و هدوئهم فيظن أنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يبذلوا جهداً مَن أجل الوصول إلى الراحة و السعادة فلكل منا دوره في الحياة و لا يمكننا أن ننقص من قدر أي إنسان  إن لم نعايش ما يعايش هذا الإنسان و ما يكابد ليصل إلى ما وصل اليه أخيراً

قدر قيمة الآخرين و جهودهم ولا تنظر من منظار ضيق...

2011-06-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد