news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
هل أتاك حديث الجزيرة... بقلم : محمد عصام الحلواني

بسم الله لرحمن الرحيم


وحديث الجزيرة يثير تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام كبيرة .

 س/ من أين مصادر تمويل الجزيرة ؟

 لابد هنا للجواب على هذا السؤال أن نتحدث عن تاريخ نشأة قناة الجزيرة .

كل من يدافع عن قناة الجزيرة ، بحجة أنها تتمتع بهامش حرية كبير ، وتطرح قضايا محرمة في القنوات العربية الأخرى ، يتناسى أو يتجاهل حقيقة ارتباط هذه القناة بقناة أل bbc البريطانية .. 

بدأت قناة الجزيرة الأصلية في عام 1996 بمبلغ 150 مليون دولار منحة من أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. حيث بدأ بث القناة في أواخر عام 1996. و تزامن إنشاء الجزيرة تقريبًا مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية ...         

 

(المنشأة بالاشتراك مع السعودية) في نيسان/ 1996، بعد سنتين من قيامها بسبب الرقابة التي طالبت بها المملكة العربية السعودية، فانضم للجزيرة العديد من العاملين في المحطة البريطانية.

، وال  bbc التي كانت تبث لكل العالم من خلال سبعين لغة ، ما هي إلا مشروع بريطاني سياسي ، نشأ كإذاعة مع تحكم بريطانيا( الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ) بمقدرات وشعوب العالم ، كي تحافظ على المنظومة الاستعمارية للتاج الملكي البريطاني !

 وذلك بوجود أيدي خفية لليهود في إنشاء هذه الإذاعة التي صارت سببا ً في ظهور قناة تبث بسبعين لغة حول العالم أجمع ، تمهيدا ً لدور بريطاني لاحق في وطن قومي لليهود في فلسطين ! ومن بين تلك اللغات ، جاءت قناة بلغة العرب .

 

انطلق بث قناة أل bbc البريطانية .. ( الناطقة باللغة العربية  عام 1995 م من خلال شبكة أوربت ) كقناة إخبارية تقدم أهم الأنباء العالمية وأحداث الساعة والبرامج السياسية الساخنة !

 إلا أن قناة ( bbc ) ، خرقت اتفاقها مع أوربت ، فتوقف بث القناة عام 1996 م ، ليتم لاحقا ً الطلاق الفضائي بينهما ، فأصبحت bbc العربية كالمعلقة ، قناة بإمكانيات فنية هائلة وكوادر إعلامية عالية ولكن بدون تمويل مالي يدفع بها إلى الفضاء !

 

في هذه الأثناء كانت تطلعات الحكومة القطرية تتجه نحو فتح آفاق الحرية الإعلامية على المستوى المحلي والصعيد العربي ، فلم يتردد حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر وقتها من خطف الفرصة الذهبية بتقديمه عرض مـغري بامتلاك تركة bbc العربية وتحويلها إلى مشروع إعلامي مفتوح يخدم المصالح القطرية على الخريطة السياسية الدولية ! فكان ما أراد الوزير ، حيث تم الاتفاق بين bbc والحكومة القطرية، فألحقت القناة بمبنى مجاور للتلفزيون القطري الرسمي ! تحت اسم قناة الجزيرة .

انطلقت قناة الجزيرة كقناة إخبارية عربية اللغة ، سياسية الخطاب ، متنوعة في مصادر تمويلها ، عالمية الانتشار ، وذلك أواخر العام 1996 م بعد استنساخ bbc العربية بكل إمكاناتها وكوادرها وحتى مرتكزاتها ومفاهيمها الإعلامية ، مثلا كشعار الرأي والرأي الأخر الذي يعتقد البعض أنه إنتاج عربي قطري و الواقع أنه تركة من الإذاعة البريطانية اليهودية! بل تم استنساخ البرامج السياسية مع تغيير مسمياتها ونمطية الطرح بما يتناسب مع العقلية العربية ……………….

 

بعد ظهور الاتصالات الإسرائيلية القطرية على السطح السياسي ، ومن ثم تنامي العلاقة بين الدولتين التي تتحرك تلك الاتصالات في إطارها ، مما أدى إلى اتفاقات تجارية ولقاءات دبلوماسية ، وكون قناة الجزيرة مفتوحة لتنوع التمويل ، دخل المستثمر الإسرائيلي  ( ديفيد كمحي ) أو ( داود قمحي ) وهو يهودي من أصل عراقي ، كان يشغل منصب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية سابقا ، وهذا يؤكد وثيقة مراسل الجزيرة السابق في باكستان جمال إسماعيل حين نشر هذه الوثيقة وقتها حول هذه المسألة !

دخل هذا المستثمر ( العدو )  ضمن المساهمين بقناة الجزيرة بحصوله على نصيب لا بأس به من أسهم هذه القناة ! هذا الدخول كان لمغزى ، وهو أنه يمنحه قوة نفوذ لفرض شروطه مقابل هذا الاستثمار ، من هذه الشروط ، شرط استبدال اسم فلسطين باسم إسرائيل على الخريطة المصاحبة للخبر أو التقرير أو البرنامج عن فلسطين ! والثاني استضافة الإسرائيليين من مفكرين ومثقفين ووجوه إعلامية خلال فترات البث اليومي تحت ذريعة الرأي والرأي الأخر ، حتى لو كان أحد مجرميهم الذي انتهى للتو من قتل أهلنا !

 

هذا الاختراق اليهودي لأقوى قناة عربية على الرقعة الفضائية ، تبعه اتفاقيات بين قناة الجزيرة وإحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية ، في ظل وجود فراغ إعلامي عربي ، حتى جاز للبعض أن يتعلق بهذه القناة وهو في حالة انبهار دون رصد ممارساتها والتحليل المنطقي لإطروحاتها

س/ من هم أصحاب هذه القناة ؟

أصحاب هذه القناة هم أمير قطر من وراء الكواليس , ومستثمر أميركي , ونواة بريطانية !!

رئيس قناة الجزيرة هو الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، ابن عم بعيد لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

 

س/ لماذا هذا الحقد والتحامل من قناة الجزيرة على سوريا ؟

الجواب عندكم أخي العزيز ستستنتجه من ولاء الجزيرة وخطها وتاريخها ..

 س/ لماذا هذا التوافق بين الجزيرة والصهيونية على وطننا وفي هذا التوقيت إنه تزامن عجيب مريب ؟

 س/ ما الفائدة المرجوة من تحول قناة الجزيرة إلى محرض ومسوق للأفكار الطائفية وزرع بذور

الفتنة بين أبناء سوريا ( ودورها في الأساس قناة إخبارية ) ؟

 

س/ هل هي ضريبة تبعية رأس المال ؟

 س/ هل يلاحظ العاملون في هذه القناة أنها تتذبذب بين الواقع والكذب والتحريض المفتعل ؟

 فيا سيدي هل أتاك حديث الجزيرة

 

 س/ لماذا لا تصرف الجزيرة من وقتها ولو نصف ساعة يوميا لتسليط الضوء على ما يجري في البحرين من جرائم ترتكب بحق الإنسانية وتنكيل وقتل وكذب على الناس وتسليط عصا المرتزقة على ظهور الناس واستباحة الأعراض والنفس والبيوت الآمنة أمام مرتزقة درع الجزيرة .

أم أن شأن البحرين لا يعنيها وشأن شعب البحرين لا يعني لها شيء . وأن الغضب الأمريكي سيصب عليها إن أتت على ذكر البحرين .

أم أن أسياد القرار في الجزيرة معهم (( عمى ألوان طائفي )) . فلا يرون إلا ما يراه الثور الهائج السيد الأمريكي والصهاينة أعداء الإنسانية .

لقد بان الجواب جليا حين كشف صحفي بريطاني أن وزارة الخارجية القطرية أصدرت تعميما أمرت فيه قناة الجزيرة بعدم تغطية الأنباء الخاصة بالجرائم التي يرتكبها نظام آل خليفة ضد شعب البحرين الأعزل.

 

وهذا الصحفي البريطاني كان قد  كشف عن ذلك موضحا أن الهيئة الإدارية لقناة الجزيرة تلقت أمرا من وزارة الخارجية القطرية يدعو إلى عدم تغطيتها الأحداث والتطورات الجارية بالبحرين وخاصة ثورات الدول العربية الخليجية.

و أفصح الصحفي البريطاني أن وزارة الخارجية القطرية طالبت قناة الجزيرة ببذل المزيد من الدقة في تناول الأنباء الخاصة بالدول العربية الخليجية , والتركيز على الخلافات السياسية بينها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية  …

و شدد على أن الأقوال التي تزعم . بأن قناة الجزيرة هي التي أطلقت الثورات  في العالم العربي , هي أقوال  كاذبة ولا تستند على أية وجهة نظر حقيقية، ورأى أن هذه القناة هي التي ترّوج لمثل هذه المزاعم والادعاءات.

 

و قال الصحفي البريطاني ( لو كانت قناة الجزيرة هي التي أطلقت الحركات التحررية في الدول العربية حقا لما كانت تتجاهل التطورات الجارية في البحرين وتتعامل مع أوضاعها بهذا الشكل العابر الذي يتسم بإخفاء الحقائق ).و أكد أن العالم برمته شاهد خلال الأيام الأخيرة المجازر المروعة والبشعة ضد شعب أعزل من السلاح على يد نظامه المدجج بالأسلحة المهداة من أميركا وإسرائيل  وتسببت بمصرع وجرح مئات البحرينيين، إلا أن قناة الجزيرة التي تزعم بأنها تعتمد الشفافية في نقل الأخبار تجاهلت هذه التطورات الحاصلة في البحرين متعمدة .

 

إن من يتتبع التحريض والكذب وتسويق الأفكار الطائفية وزرع بذور الفتنة من قبل قناة الجزيرة  سيخلص من دون أدنى شك إلى نتيجة مفادها .. أن الحملة العشواء التي تشنها هذه الشبكة ( شبكة الجزيرة ) . إنما هي مبنية على أساس موقف محاباة وتزلف لأمريكا وإسرائيل. ورافض  لموقف الممانعة والصمود بوجه مخططات أمريكا وإسرائيل لمنطقتنا .  

 

نعم هذه هي الخلاصة وبكل بساطة ..

الفرق بين قنوات الفتنة والتحريض المذهبي والطائفي العميلة أمثال أورينت وصفا والوصال وغيرهم وبين قناة الجزيرة أن تلك القنوات واضحة الانتماء إلى المعسكر الصهيوني الأميركي الإسرائيلي . وموقفها مفضوح على لسانها من الكرامة العربية والممانعة وعدم التطبيع مع إسرائيل والاعتراف بها (ككيان غاصب ) كدولة كما يزعمون . بينما الجزيرة تعمل على أسا س دراسة وإستراتيجية خبيثة ممنهجة وموجهة لضرب الداخل العربي عموما والسوري الآن خصوصا .

 

فهي رمت بذور الثقة في السوق في بدايتها ثم طرحت رأس مال ضخم وعندما أرست لها قواعد بين المنافسين الكبار قرر مسؤولوا الجزيرة أنه أن الأوان لقطف ثمار رأس المال المطروح , وهذا منطق تجاري بحت سائد في أكثر تعاملات الشركات مع الأسواق .

في هذا التوقيت بالذات وعند هذا المنعطف ظهر المشتري المتخم بالدولارات ليشتري مواقف الجزيرة وشهرتها وكرامتها وتوجهاتها التي عملت عليها طويلا وبنفاق واضح جدا لمن يرى .. وتمت عملية البيع ودبرت بليل وكم كان الثمن بخسا والبيع غال لا يقدر بثمن ( الكرامة غالية الثمن ) .

 

فمن يبيع كرامته وأمته ووطنه لن يشتري أحد منه شيء . ولو كان ماء الحياة .. لعلها موضة هذه الأيام أن يكثر عدد من يبيعون ضمائرهم ومواقفهم بلحظة ولا أستغرب غدا إن وصل بنا الأمر أن نقرأ إعلان في أحد المواقع أو الصحف يقول : (( ضمير للبيع .. موقف مشرف للبيع .. شهرة للبيع )) وعلى حاشية الإعلان مكتوب . التسليم فوري ولا نطالب بضمان ما بعد البيع نتيجة لما سيترتب على تغيير الموقف . أو سلوك اتجاه معاكس لما كنا ندعي طوال عمرنا . أو أقدامنا على الخيانة .

 

نعم إن من تهن نفسه عليه (وأقصد بنفسه كرامته ووجوده كاملا ) . سيهون عليه كل شيء ولن يبقى للقيم والأخلاق عنده وجود .  

أخي العزيز : إن ما يثير الحزن الشديد والأسى ويدمي القلب . هو أن ألاعيب هذه القناة ومن يحبك على منوالها  مفضوحة جدا وواضحة جدا لمن يرى ولكنها في نفس الوقت تترك أثراً عند ضعاف النفوس وقليلي العقل وعلى الهامش بائعو الضمير .

 

فهل أتاك حديث الجزيرة المريرة  

في عالم الخيال أحيانا أفترض أن حكيما من الحكماء بعث من جديد وأتى بزيارة لواقعنا من عالم البرزخ . ثم اطلع على ما يجري في العالم ولم يتدخل بل اكتفى بالإطلاع . وراقب القنوات على اختلاف مشاربها وتنوعها وتوجهاتها فيما يخص ما يجري من أحداث هذه الأيام .  

 

فإنه لا محال سيجن ويطلب من العلي القدير أن يعيده لما كان عليه خشية أن يضيع عقله إلى الأبد ويفقد حكمته كلها .

لأن هذا الجنون المركب المبني على الكذب والتدجيل والنفاق والتذبذب . غير معقول ..

والتذبذب والتحول وتغيير الاتجاه بين ليلة وضحاها غير معقول أيضا ..

وسيفكر هل أتاك حديث الجزيرة ..

 

ثم سيخلص إلى نتائج مروعة منها . أنه لا يوجد رجال حقيقيين هذه الأيام إلا ما ندر .

ومنها أنه  لا  ولاء لأحد لأي جهة كانت . الولاء الوحيد هو للمصلحة الخاصة إلا ما ندر .

ومنها أن الكذب أصبح ممدوحا والصدق معيبا .

 

ومنها أن المال صار أغلى من الشرف والكرامة وحتى الإله المعبود نفاقا .

ومنها أن الأخلاق غرقت في محيط الرذيلة وأن الصادقون الأخلاقيون  عددهم قليل .

ومنها أن الفرق شاسع جدا بين الياسمين الدمشقي الأبيض وبين الحقد الأسود .

 

ومنها أن الفرق شاسع جدا بين ورود وأزهار الشام الطاهرة النقية وبين حبر الحقد الأزرق

الداكن عند الجزيرة .

ومنها أن الله سبحانه خلق لنا العقل لنميز به الخبيث من الطيب وأن كثير من الناس لا

 

يملكون هذا العقل  أصلا ليميزوا به بين الكذب والصدق بين الجزيرة وبين صوت الحق . بين

بوق النفاق والتلبيس والتدجيل وبين الصوت الأصيل العتيق من الشارع العربي الواسع النقي

الطاهر العفوي .

وبالختام ستكون دهشة هذا الحكيم الزائر من عالم البرزخ كبيرة جدا لدرجة أنه سيتمنى لو أنه لم يبعث من جديد عندما يعلم بأن أمة طويلة عريضة . تحكمها لقيطة صغيرة جدا وحقيرة جدا وضئيلة جدا أسمها إسرائيل . جاءت وليدة زنا المحارم بين بريطانيا وأمريكا .

 

وأن الوهم منها والخوف من حلفائها يمنع العرب من التجرؤ حتى بالتفكير في تطهير الأرض منها  والدهشة العظيمة ستكون عندما يعلن أن الله مع من يطهر الأرض منها وأن الشعوب معهم .

وحتى حلفاؤها ضاقوا بها ذرعا فسيسرهم التخلص من /عفوا/ (داعرة ) تسبهم وتشتم أمجادهم وتتجسس  عليهم وتمتص دمهم بحجة المحرقة . يا سيدي إنه الخوف من المواجهة . قال أحد الحكماء وسيد البلغاء . ( إن هبت أمرا فقع فيه فإن شدة توقيه أعظم من الوقوع فيه ).

 

ثم يستيقظ هذا الحكيم من حلمه المخيف في عالم البرزخ ويقول : الهي لك الحمد والمنة علي انك لم تبعثني في هكذا امة وهكذا حال . فلا أعلم مع هذا الحال . إن كنت سأصبح هذا الحكيم الذي هو أنا أم مجنونا كالمجانين في ذاك الزمان ويسأل هذا الحكيم أقرانه وعلامات الدهشة والتعجب بادية على محياه .

هل أتاك حديث الجزيرة المريرة الصهيونية المتآمرة حتى على نفسها

2011-06-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد