بثت إحدى الفضائيات برنامج بعنوان ,, سلطان باشا الأطرش,, وعلى الرغم من أن البرنامج كان يمكن أن يكون أكثر عمقا وغنا مما كان عليه، فقد أوضح نقطة مهمة وأساسية في فهمنا للتاريخ النضالي للشعب السوري عموما وللثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي خصوصا

 وذلك من خلال التفنيد غير المباشر لمحاولة تسطيح الثورة السورية الكبرى وتحويلها من ثورة شعب يثور من أجل حرية ووحدة بلده ضد الغاصب المستعمر إلى مجرد ردة فعل على اعتقال الفرنسيين للمجاهد أدهم خنجر ، وقد تأتى ذلك للبرنامج من خلال استعراضه لمسيرة تيار وطني مجاهد ومقاوم للاستعمار قاده الثائر سلطان الأطرش ضد العثمانيين واستبدادهم بعد أن استلم الراية ممن سبقوه من الثوار ومنهم والده ذوقان الأطرش ، واستمر هذا التيار الوطني في مسيرته الجهادية في مواجهة الاستعمار الفرنسي ولم تكن حادثة اعتقال أدهم خنجر إلا محطة من محطات هذه المسيرة المجيدة

نقطتان وجدانيتان لفتتا انتباهي في هذا البرنامج

الأولى عندما قالت السيدة مريم منصور الأطرش أن جدي سلطان كان دائما يشعر بحسرة وضيق كونه لم يستطع أن ينقذ أدهم خنجر، فقد قالتها بصوت متهدج وقد اغرورقت عيناها بالدمع، فتأثرت كثيرا وشعرت بالفخر لذلك الإرث الوطني الكبير الذي تركه لنا أجدادنا المجاهدين بكل ما فيه من معاني الكرامة والنخوة والتمسك بكل قيم العزة والإثار التي جعلت عينا حفيدة سلطان تدمع بعد تلك السنوات وشعرت نفسي في حضرة تلك اللوحة الرائعة التي رسمها الفنان الدكتور ابراهيم وردة لسلطان الأطرش يسرد تاريخ الماضي لطفل يرنو إلى أفق المستقبل ، وسمعت بتهدج صوتها صدى شعر المجاهد المرحوم زيد الأطرش  وهو يقول  والوليد المننا لو قال ننا         نرضعو حب الوطن قبل الفطاما

الثانية قول سلطان الأطرش للذين أخبروه أن الفرنسيين قد هدموا داره :،، حق ، الدار التي لا تحمي دخيلها يجب أن تهدم.،،

مما يشير إلى أن هذا الإسم بقدر ما يشير إلى شخصية عملاقة بذاتها ، بقدر ما يلخص كل قيم العزة والإباء ، قيم العزة والفروسية التي حكمت مجاهدي الجبل الذين عرفوا آنذاك (بمرقعي العبي) إشارة إلى باطتهم في حياتهم اليومية وكبرهم بوطنيتهم وعزتهم وشهامتهم ثابتين بأرضهم ثبات جذور سنديان الجبل راسخين وصلبين صلابة بازلت صخوره ، شامخي الرؤوس شموخ ذراه وسواري بيارق ثورتهم المجيدة