news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
هل انتقاد سوريا هو الثمن الذي تدفعه تركيا للدخول إلى الاتحاد الأوربي ؟.. بقلم : يوسف سعيد

أثر انهيار بقايا الامبرطورية الإسلامية على أيدي البرتغال والأسبان  ووقوعها في مصيدة المصالح الأوربية  برز دور السلطنة العثمانية كمخلص للدول والأمارات العربية مما يتعرضون  له  وبدأت تسوق لنفسها لكي تكون  حاكمة للعالم العربي والإسلامي من خلال صدها للغزوات آن ذاك وخصوصاً بعد فشل المماليك بهذه المهمة ولقد نجحت تركيا بأن تسوق نفسها جيداً إلى حد أنه حتى الآن يعتبر البعض العهد العثماني عهد من عود الخلافة الإسلامية ليس نظام استبد بالشعوب


ولسنا نزيع سراً إذا ما قلنا أن هذا الحلم يعود من جديد ولكن بشكل يوازي التكتلات العالمية الجديدة فبعد انهيار نظام الخلافة في السلطنة العثمانية مع تفتت دويلاته وتحرر بعضها على يد الثورة العربية الكبرى التي وقعت أيضاً في مكر خطط الانتدابات والمصالح والاستعمار

 

برز نظام علماني جديد قاده الزعيم التركي كمال  أتاتورك والذي قرر أن يحول تلك السلطنة الضعيفة إلى دولة  قادرة على مجارات تطور العالمي  الاقتصادي والاجتماعي والفكري وقادرة على أن تستعيد دورها السياسي نوعاً ما  وبعد ذلك  أخذت تركيا تبحث عن موقع أو تكتل تستطيع من خلاله أن تلعب دوراً دولياً وسياسياً هاماً وتكمل استعادة ما أخذ من نفوذها وتكتلها بعد الحروب العالمية والثورة العربية  فاتجهت ولكونها تحسب على القارة العجوز (أوروبا) لأن تنضم إلى تكتل الاتحاد الأوربي بشكل خاص والغربي عموماً  لتتشارك معه ولعلها كانت تتوقع أن يساعدها في حصول على بعض أماكن النفوذ في الشرق الأوسط ويخلصها من مشاكلها مع أكراد العراق في أقليم كردستان والعمليات التي كان يقوم بها ضمن أراضيها إلى أنها أسطدمت  بجدار باريس الرافض رفض قاطعاً لدخولها لو كنها لن تضيف شيء جديد على النفوذ الأوربي ودوره السياسي وهذا ما أكده رئيس فرنسا لرئيسي أميركيا جروج بوش الذي حاول أن يحصل على موافقة فرنسا بدخول تركيا للاتحاد الأوربي  لكي يفاوض تركيا عليه بأن تسانده أثناء الحرب على العراق

 

وبعد أن وجدت تركيا ذلك الباب مقفلاً أمامها اتجهت إلى الشرق لعلها تعيد أمجادها السابقة وتلك الأيام الخوالي  فقامت بارتداء الزي الديني الرابط مع الدول العربية وأخذت تحضر نفسها للعب هذا الدور فقامت بطرق البوابة السورية وحسب ما يقولون أيام السلطنة العثمانية شام شريف   ففتحت سوريا الباب  ودخلت تركيا من جانب الاقتصادي بعد قرون من العداء خصوصاً بعد أزمة لواء أسكندرن وذلك الأستفتاء المزعوم  وبعد أزمات عديدة وبناء سدود بقصد حجب الماء  وحينها قال أروغان على ما أعتقد إذا  لما تتفق أنت ودولة على الصعيد السياسي فعليك بدخول من الجانب الاقتصادي وفعلاً قامت سوريا وتركيا ببناء تحالفات اقتصادية وتوقيع اتفاقات مهمة  إلى حدا ما و وصالت تركيا بإعادة تسويق نفسها من خلال  عدة أحداث  و اتجهت إلى قلب العرب وما يمكن أن يجعلهم  متوددين لتركيا ألا وهو الصراع العرب مع الكيان الصهيوني المجرم من خلال حادثتين أولها

 

1-مؤتمر دافوس الاقتصادي :والذي قام الرئيس التركي بالأنسحاب منه بعد أن وجهة عدة كلمات إلى رئيس ذلك الكيان السفاح تحدث فيها عن مجازر العدو الصهيوني وما فعله بأخوتنا بغزة . وهذا الموقف قد أثلج صدري  وصدر العرب جميعاً

2-ثم أنطلق باتجاه دعم الجهود الدولية لفك الحصار عن غزة  وأبدى دعمه لسفية مرمرا (اليمامة الزرقاء) لفك الحصار والتي وقفنا جميعاً لها باحترام وشموخ أمام شجاعة المسافرين الذين ضحوا بحياتهم من أجل تأييد إخوتهم العالقين في الحصار

 

ومع بدأ المد الثوري العربي في كل من تونس ومصر اللذان أسقطا نظامان  من أكثر الأنظمة تعاوناً مع النظام الأمريكي والصهيوني حاول النظام الأميركي أن يبني له مناطق نفوذ مستفيداً من المد الثوري نفسه الذي اسقط له نفوذه في مناطق أخرى

واتجهت  أنظارها إلى سوريا  مستفيدةً من بعض الأخطاء على الصعيد الداخلي وجود بعض القوانين مثل قانون الطوارئ و غياب بعضها الآخر مثل قانون الأحزاب ولأن اليد السوداء الأمريكية مكشوفة في سوريا كان لابد من الاستعانة ببعض الدول التي تتمتع سوريا معها بعلاقة جيدة وتم أختيار قطر وتركيا

 

أما بالنسبة لقطر فأنا لست مع الرأي الذي يقول بأن الأسرة الحاكمة القطرية تخلت عن علاقتها الطيبة بسوريا من أجل الحصول على المونديال في الواقع أن الصفقة بالنسبة لقطر وتركيا كانت أخذ الدور السوري الإقليمي لكي تدخل قطر من الباب الداعم للثورات  في الوطن العربي وتلعب دور الوطني الذي دافع عن كرامات الشعوب في مصر وليبيا متجاهلةً أنها هي أول دولة تستحق أن تقوم ضمن أراضيها ثورة نظراً لنظام الملكية غير الدستورية الموجودة بها ومدى الفساد  على جميع المستويات وبالأخص تطبيعها لعلاقات اقتصادية مع الكيان الصهيوني الغاصب متناسية جميع المجازر التي قام بها من بحر البقر إلى دير ياسين مروراً بالشهيد محمد الدرة وليس أنتهاءً بأطلاق النار على من حاولوا العبور إلى أرضهم وأخذ حق العودة ولو على جثثهم

 

أما بالنسبة لتركيا فهي لا تطمح فقط بالحصول  على شعبية في العالم العربي  ولكن أنا أرى أن هناك كما يقال أمر قد دبر بليل بأن تقوم تركيا بدعم الاحتجاجات بإرسال لهم كافة متطلباتهم من تأمين هواتف إلى طعام إلى ........ألخ وأن تقوم بدعم التيار الأوروبي المتجه لإدانة سوريا ولقد قلت من قبل أن هناك خلاف كائن بين تركيا وفرنسا من أجل دخول تركيا للاتحاد فبرأي أن هذا الخلاف قد حل بأن تدعم تركيا القرارات المتجه ضد سوريا مقابل الحصول على تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي فيما بعد

وجميعنا لا حظنا ذلك التناغم الغريب المستفذ بين كل من تركيا وفرنسا لذا أنا بوجهة نظري أن هناك صفقة قد عقدة بين فرنسا وتركيا

(عذراً على أطالة لمقال ولكن في نهاية هناك كلمات يحتم علي ضميري أن أقولها)

 

وهي أن سوريا سوف تنتصر على هذه المؤامرة  وستخرج منها أقوى من ذي قبل بسبب توضح الرؤيا على الصعيد السياسي  الداخلي والخارجي والتحام سوريا بقيادتها أكثر فأكثر يؤكد  أن سوريا كانت وستبقى تلك القلعة التي ترفض أن تفتح أبوبها أو أن تهدم أسوارها للمصالح الخارجية والضربة التي لا تقسم ظهرك تقويك

وعذراً مجدداً على طول المقال

2011-06-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد